ومازلنا نستكمل قصتنا الرائعة الشيقة “البجعات البرية”، ونتعرف على كل ما تحمله من حب وتضحيت وترابط بين الإخوة، وعن انتصار الخير دائما على قوى الشر.
من قصص عالمية قديمة مكتوبة:
البجعات البريــــــــــة الجزء الخامس
كانت في هذه الأثناء الساحرتان الشريرتان الأم وابنتها “جريتا” تجوبان أرض المملكة لتطمئنا على نجاح خطتهما الجهنمية، وقد رأت “جريتا” من نافذة القصر الملكي أن “ليزا” تغزل آخر ثوب م الستة ثياب، جن جنونها وخاصة أنها خطيبة السيد الملك الوسيم الذي تريده وترغب به “جريتا” بشدة، وكالعادة طمأنتها والدتها: ” يا لأعصابها!، ولكن لا تقلقِ يا جريتا، لم يتبقَ سوى سبعة أيام من الستة سنوات، وإذا فشلت في إتمام مهمتها، سيظل إخوتها الستة بجعات لبقية حياتهم، اعتمدي علي يا صغيرتي”.
كان القصر الملكي يعج بالأطباء والملك معهم يواكب كل خطوة بخطوتها، سأل في حزن شديد: “ألا يوجد علاج لهذا الوباء؟!”.
رد عليه أكبر الأطباء وأكثرهم حكمة وخبرة: “لقد جربنا كل الأدوية يا مولاي، ولكنها لم تجدي نفعا على الإطلاق، إنه وباء غريب ولم نشهده من قبل، وليس بأيدينا أية حيلة إلا وفعلناها وقدمنا كل ما بوسعنا”.
لقد باتت الأمور أكثر تعقيدا، والملك وحتى مملكته أصبحت حزينة ويائسة، وفي ظهر اليوم الثالث من انتشار الوباء بينما الملك يجلس مع وزراءه والأطباء طلبت سيدة عجوز ومعها ابنتها اليافعة إذنا للدخول حيث أنهما يملكان الدواء، أذن لهما الملك على الفور بالدخول.
الساحرة: “لقد سررنا بالقدوم هنا أنا وابنتي من أجل مساعدتكم، إننا من مدينة بعيدة تقع خلف الجبال، وقد أحضرنا لكم الدواء والمكون من أدمغة الثعابين ذات الأجراس وألسنة ستة وستين حرباء، وبيض السحالي وكل ذلك نقع في دم جميل لمدة تسع وتسعون عام؛ لن يجدي أي دواء غير هذا في الوباء المنتشر عندكم فقد تم نشره بواسطة ساحرة..”.
وقبل أن تكمل كلامها استأنف حديثها الملك وقال متعجبا: “ساحرة؟!”.
فأجابته: “نعم، فلقد سمعت يا سيدي أن ساحرة خرساء تمارس السحر الأسود على بلادك في الآونة الأخيرة”.
وكانتا الساحرة وابنتها قبل دخولهما على الملك وطلب الإذن بالدخول، كانتا قد ذهبتا لحجرة “ليزا” والتي من سوء حظها كانت قد ذهبت لقضاء حاجتها، وتركت كرات الكتان على الطاولة داخل السلة، فقامتا برمي الكرات داخل النيران المشتعلة بحجرتها، ومن ثم ذهبتا لمقابلة الملك وإعطائه الدواء وزرع فكرة وجود ساحرة خرساء بداخل نفسه ليظن الجميع بأنها “ليزا”، وقد أحكمتا الخطة اللعينة والتي عن طريقها يمكنهما بها التخلص من “ليزا” واستبعادها نهائيا من طريق السيد حتى تتمكن “جريتا” من الفوز به والتزوج منه.
قام الملك بتقديم الكثير من الأموال والذهب والألماس كمكافئة برد جميل الصنع وعرفانا للأم وابنتها بمساعدتهم في إيجاد الدواء والذي أبطل مفعول الوباء القاتل على أفراد شعبه، ولكن الأم قالت: “شكرا على عطيتك المجزية يا مولاي، ولكن يجب عليك التخلص من الساحرة قبل أن تمارس السحر على مملكتك مرة أخرى، إنني خائفة للغاية عليك وعلى أفراد شعبك منها يا مولاي”.
حينها تظاهرت “جريتا” بحزنها الشديد وبدموعها الزائفة حتى يعتقد الملك بأنها طيبة القلب وخائفة عليه وعلى شعبه بالفعل، استكملت الساحرة الخبيثة كلامها: “إننا لن نقبل العطية الآن يا مولاي، لن نقبلها إلا عندما تتخلص من الساحرة الشريرة”، ثم نظرت لابنتها وسألتها إن كانت ترغب في أي شيء من الملك فعليها بإخباره؛ تظاهرت “جريتا” بالخجل الشديد ولكنها أجابت بالموافقة ولكنها امتنعت عن الحديث بسبب خجلها الشديد والذي كان في الحقيقة مصطنعا بالفعل.
الملك: “أخبريني فأنا أستطيع تقديم أي شيء لكِ كمكافئة على ما قدمتما لنا من خدمة في كف الأذى عن بلادنا؛ ولكن اعذراني فالتخلص من الساحرة أمر ليس بيدي، وخاصة أنني لا أعلم حقيقتها فكيف لي أن أتخلص منها؟!”
على الفور قاطعت حديثه الساحرة: “التعرف عليها إنه لأمر سهل يا مولاي، بهذه الليلة وهي ليلة مقمرة ستجد امرأة صامتة لا تتكلم أبدا تتجه مباشرة نحو المقابر في الظلام الحالك”، انتهت المقابلة ورحلت هي وابنتها “جريت”، ولكنهما كانتا قد أحكمتا الخطة جيدا، وأدانتا “ليزا” ظلما وزورا، حيث أنهما قد أحرقتا كرات الكتان وبالتالي سيتوجب على “ليزا” الذهاب لإحضار نبات الكتان لإكمال الثوب السادس، ونبات الكتان لا يوجد بكل المملكة إلا بالمقابر، وبالتأكيد “ليزا” ستذهب ليلا في الظلام الحالك رغبة في ألا يراها أحد ويتعرف عليها، فهي خطيبة الملك، وهي أيضا لن تستطيع إخبار أحد ليحضره لها فكل ذلك سيفسد عليها مهمتها.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الأول
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الثاني
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الثالث
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الرابع