“قنينة الأشرار” إنها حكاية من التراث الألماني، كما أن لا وجود لها من الصحة ولا تعرف للحقيقة سبيل غير أنها تعطينا الحكمة بأن نكون أذكياء ونتصرف بحكمة في كل الأمور، وأن الخير يدوم والشر لا يفيد.
قصص عالمية قنينة الأشرار:
يحكى أنه في قديم الزمان أنه كان هناك الكثير من الكائنات الشريرة التي تنشر الرعب بقلوب كل البشر بأفعال سيئة للغاية وغير إنسانية، تتعمد دائما نشر الخراب والفزع فتسبب الكثير من الآلام والمعاناة، وألا يهنئوا برغد العيش وطيبه.
تعاون البشر جميعا واجتمعوا بيوم واحد ممثلين قبضة رجل واحد وبيد من حديد تمكنوا من السيطرة على كل هذه الكائنات الشريرة التي عم الخراب على الأرض بسببها، وقاموا بالقبض عليهم جميعا ووضعوهم كل شرير بقنينة صغيرة دفنت بباطن الأرض على مسافات بعيدة للغاية حتى لا يتمكنوا من الخلاص بأفعالهم السيئة التي لطالما فعلوها، ولا يعودوا مرة أخرى لممارسة أفعال الشر من جديد.
مرت السنون الطويلة ومازال الأشرار في القنينات الصغيرة ولكن لم يصبحوا بمثل العمق الذي وضعوا به، بل قاربوا ناحية سطح الأرض كثيرا؛ وبتلك الحقبة الزمنية كان هناك رجلا يعمل بتقطيع أشجار الغابات إذ يقضي اليوم كاملا من الصباح الباكر وحتى غروب الشمس، ومن ثم يبيعها كقطع خشبية بالسوق، ومن ثم يرسل كل الأموال التي يستطيع تحصيلها إلى ابنه الوحيد الذي يدرس لكي يصير طبيبا ويحقق رغبة والده.
وبيوم من الأيام في المساء كان الوالد قد أنهى عمله وعاد إلى منزله يتناول عشاءه، فشرد بذهنه إلى اليوم الذي سيصبح فيه ابنه الوحيد طبيبا يساعد كل الناس بلا مقابل؛ وفجأة طرق الباب ففتح فإذا به ابنه، وعندما سأله قائلا: “لم عدت يا بني ألا يتوجب عليك أن تكون بدراستك في هذا الوقت؟!”
فأجابه الابن ردا عليه بلامبالاة واستهتار شديدين: “لقد رسبت يا ولدي، حكمة الله في أنني لا أكمل الطريق الذي رسمته لي، سآخذ قسطا من الراحة وفي الصباح الباكر أيقظني لأذهب معك إلى الغابة وأساعدك بعملك”؛ صعق الأب من كلام ابنه الغير دارك بكل أمور الحياة، إنه يطمح أن يكون طبيبا حتى لا يشقى مثله ويقاسي بالحياة المريرة، لقد رضي له مهنة ستجعله يهنأ برغد العيش ولا يقاسي حاملا لمتاعب كثيرة وأهوال.
وفي الصباح الباكر ذهب الابن مع والده إلى العمل بحماس شديد، وأول ما بدأ في تقطيع أول شجرة خارت كل قواه وذهب كل حماسه سدى، وأيضا بكل استهتار أخبر والده بأنه سيبحث عن عمل يقوى عليه؛ ولكن الأب نار قائدة في قلبه وهو يرى المستقبل الذي رسمه لابنه يضيع ويتناثر من بين يديه والسبب وراء ذلك هو ابنه نفسه.
ذهب الابن إلى أرجاء الغابة البعيدة ليتمشى ويسعد نفسه، وفجأة سمع صوت استغاثة يطلب منه المساعدة في إنقاذ حياته، تتبع الصوت وإذا به بكائن غريب الشكل يقطن بقنينة صغيرة للغاية، لم يكن يعلم حقيقة أمره فأخرجه من القنينة منقذا حياته، ولكن الكائن كان شريرا فكانت المكافئة أنه أراد قتله بواسطة عصا سحرية يمتلكها، ومما أدهش الفتى أن الكائن كان صغير للغاية وبالكاد تمكن من رؤيته ولكنه بمجرد أن أخرجه من القنينة صار ضخم الشكل.
خطرت ببال الفتى فكرة ماكرة وعظيمة تمكنه من التخلص من بطش الكائن الشرير، أخبره بأنه موافق على قتله ولكن يتوجب عليه في البداية إثبات أنه شرير للغاية، وإن كان شريرا حقا ومتمكنا فعليه أن يريه كيف يتمكن من تقلص حجمه ويدخل في مثل هذه القنينة الصغيرة، وبالفعل في لحظة من الغرور لبى الشرير مطلب الفتى ودخل القنينة، وهنا قام الفتى بإغلاق القنينة عليه كما كانت مخافة من أفعاله الشريرة التي ستعود عليه وعلى الناس جميعا.
هنا صدم الشرير ووعده بأنه سيخبره بسر خطير يكمن في عصاه السحرية التي تركها قبل دخوله إلى القنينة من جديد، أخبره بأنها عصا يمكنها أن تشفي كل الجروح والأسقام، فسأله الفتى إن كان يستطيع تقليص حجمها فهي ضخمة الحجم لتكون مناسبة له، فأعطاه بعض الكلمات السحرية فأصبحت العصا ملائمة له وقام بتجربتها على الجروح التي ألمت به بسبب الشرير عندما أراد قتله.
عمد الفتى إلى عمل حفرة عميقة للغاية ووضع بها القنينة، وتعلم من الشرير درسا مفيدا للغاية فاستكمل دراسته وباستخدام العصا السحرية قام بشفاء كل الناس، وأصبح والده فخورا به للغاية.
اقرأ أيضا:
قصص عالمية كرتون سندريلا حلم كل فتاة
قصص عالمية الأميرة الهاربة قصة في غاية الروعة والجمال
قصص عالمية للأطفال جديدة قصة بعنوان المرأة العجوز والدب الأبيض