للقصص أثر جميل على النفس في توصيل المعلومة والخلق سواء للصغار وحتى الكبار، لو احتجت في يوم أن تذكر أحد بخلق يجب أن يتحلى به فعليك بسرد قصة عليه بطريقة جميلة ودعه يستشف منها المراد.
القصة الأولى (صياد السمك):
يحكى أنه كان هناك صيادا للسمك بكل يوم يخرج من منزله مع أول شعاع يسقط على الأرض من أشعة الشمس، وبكل يوم يسعى من أجل إحضار قوت أولاده، وبيوم من الأيام اصطاد الكثير من السمك، حمد الله كثيرا وعاد لمنزله فرحا.
وبينما كانت زوجته تنظف السمك من أجل تجهيزه للطعام وجدت لؤلؤة حمراء ما أجملها ببطن إحدى السمكات، تعجبت من خلق الله سبحانه وتعالى الجميل، ونادت على زوجها لتعلمه بالأمر، أمسكها بيده وقرر بيعها حتى يتمكن من إحضار طعام آخر غير السمك للتنويع من أجمل أبنائه الصغار، أخذها وذهب للتاجر في السوق، والذي وجدها لؤلؤة فريدة من نوعها، وأنه لن يتمكن من شرائها حتى وإن باع محله ومنزله بالكامل، ولكنه أعطاه نصيحة مفيدة حيث دله على من بإمكانه شرائها.
دله على الملك هو الوحيد الذي بإمكانه شراء مثل هذه اللؤلؤة الثمينة، توجه الصياد لقصر الملك، وانتظر حتى رتبوا حراسه له موعدا مع الملك، وعندما دخل على الملك وأراه الكنز الثمين الذي معه، ذهل الملك وقال: “لطالما أردت طوال عمري امتلاك مثل هذه اللؤلؤة الفريدة من نوعها، إنها للؤلؤة جميلة وتسر الناظرين”.
أمر الملك الصياد أن يدخل خزائنه وأن يأخذ منها ما يشاء، لقد أمر له بست ساعات، والتي رآها الصياد مدة طويلة للغاية وستكفيه قبل الأوان بأوان؛ ولكن الصياد عندما دخل الخزائن وجد بها الكثير من المتعة، لقد وجد بها كثيرا من الجواهر والذهب، والكثير من الأموال، علاوة على أشهى الأطعمة والمأكولات، غير الأسرة المريحة والمفروشات ذات الألوان الزاهية.
لقد كان صيادا متواضعا للغاية، ولكنه أيضا غلبت عليه شهوته فجعل نفسه يأكل من الطعام وبكثرة بعدما أقنع نفسه بذلك الشيء سيصبح قادرا على جمع كنوز أكثر، ومن ثم وجد نفسه غير قادرا والنوم يغلبه فمدد جسده على السرير والذي أراحه راحة كاملة، ومن ثم لم يشعر بنفسه إلا وشخصا آخر يوقظه من سباته العميق ويخبره بأن مدته المسموح له بها قد انتهت وأن عليه الرحيل.
و يا لغباء هذا الصياد، لم يحمل أي شيء من خزائن فتحت له على مصارعها، بل اغتر بالشهوات، وخرج من كل ذلك خاسرا نادما على ما ضيعه من بين يديه.
القصة الثانية (القط طيب القلب الشجاع):
كان هناك ولدا صغيرا ولكنه كان طماعا وحبا لنفسه، لقد تعود على ألا يشارك طعامه مع أحد، وإن كان جالسا يأكل على طاولة الطعام وحضر إخوته يأخذ طعامه ويرحل بعيدا عنهم جميعا.
وبيوم من الأيام حمل طعاما شهيا لذيذا وذهب به بعيدا عن إخوته حتى لا يزعجوه ويأكلوا معه، وجلس به تحت شجرة عملاقة بحديقة منزلهم، كان الطعام شهيا وله رائحة تعبأ كل أرجاء الحديقة، وبالصدفة كان هناك قطا جائعا فتتبع الرائحة الزكية بحاسة الشم الثاقبة لديه حتى توصل لمكان الولد.
أخذ يصدر صوتا متوسلا إليه ليعطف عليه ويعطيه شيئا يأكله، ولكن الولد أمسك بحجر وألقى به على القط فأصيب ساقه، فأخذ يجره جرا وابتعد عن الولد، وعندما استقر به الوضع بعيدا عنه لام القط نفسه، فقال لنفسه: “لو أنني انتظرته حتى يفرغ من أكله لأعطاني ما فاض منه”، وعاد للولد من جديد وجلس في هدوء تام.
أكل الولد الطماع الأكل كله، وألقى بالعلبة فارغة وكأنه يغيظ القط الجائع، ومن بعدها غاص في نوم عميق.
كانت هناك أفعى عملاقة متوجهة مباشرة للولد النائم تحت الشجرة بالحديقة، شعر بها القط وتوجه إليها وقاتلها وفي النهاية انتصر، في هذه الأثناء كانت والدة الطفل تبحث عنه، وعندما وجدته ممدا أسفل الشجرة ووجدت الأفعى ممددة هي أيضا، اعتقدت أنها قتلت ابنها فأسرعت إليه وعندما وضعت يدها عليه استيقظ من نومه، هنا أدركت أن القط قتل الأفعى التي كادت تقتل صغيرها.
وعندما عرف الولد أن القط ضحى بحياته من أجل إنقاذ حياته على الرغم من كل ما فعله معه، فلقد كان جائعا وكان بيده الطعام وأبى أن يطعمه شيئا يسيرا، ومن هذه اللحظة أصبح الولد لا يأكل شيئا بعيدا من إخوته ودون قطه الجديد والذي أصبح بمثابة صديقه.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص عالمية فيها عبر ومواعظ هادفة للكبار قبل الصغار
قصص عالمية قبل النوم قصة الكلبة العجيبة
3 قصص عالمية فيس بوك مؤثرة للغاية