القراءة بوجه عام غذاء للروح، لذلك ينبغي علينا تربية صغارنا على حب القراءة منذ صغرهم، ففي القراءة كل المنافع القيمة والمعلومات الثرية التي تغذي العقول والأذهان.
المرأة العجوز والدب الأبيض
ببلاد القطب الشمالي وبإحدى مدنه “الإسكيمو”، ومن المعروف عن القطب الشمالي أن الثلوج تغطيه طيلة العام، وكل الكائنات الحية تتعايش مع بيئتها المحيطة…
منذ قدم الزمن وصيادون الإسكيمو يصطادون الحيتان الضخمة وعجول البحر ويتعايشون على تلك المهنة؛ وبإحدى قرى الإسكيمو كانت هناك امرأة عجوز تتعايش على صنع الملابس والسجاد من فرو الحيوانات، وبيوم من الأيام طرق عليها باب دارها شاب متفاخر بقدرته على اصطياد دبة بيضاء ضخمة للغاية، وأنه يريد من تلك العجوز أن تصنع له سجادة ضخمة من فرائها، وأخذ متباهيا ومتفاخرا بنفسه أمام كل القرويين…
الشاب: “لقد كانت هذه الدبة الضخمة مع صغيرها ولكنني استطعت اصطيادها على الرغم من قوتها البالغة فكما تعلمون أن كل الحيوانات ولاسيما الأمهات تزداد قوتهن إلى أضعاف مضاعفة لحماية صغارهن”.
وسئل من أحد القرويين عن صغيرها فأجابه بأنه قد هرب قبل أن يصل إليه قفزا في المياه.
اقرأ أيضا: قصص اطفال عالمية قصيرة 2017 قصة خروف العيد جميلة ومميزة جداً
احتفظت العجوز بفراء الدبة لعمل ما طلبه منها الشاب، وبتلك الليلة وفي وقت متأخر جدا منها، سمعت العجوز صوتا ما بخارج منزلها، فتحت الباب لترى وإذا به دب صغير للغاية، دخل إلى المنزل على الفور وإذا به يقلب في أمه، تفهمت العجوز مشاعر الصغير وسالت الدموع من عينيها عندما رأته عاكفا طوال الليل على أمل أن تصحو والدته في أي وقت، ومنذ حين هذه اللحظة تعهدت على نفسها بأن ترعى الصغير وتربيه بعقر منزلها.
أوصته العجوز بألا يؤذي أحدا بألا يعضض وألا يضايق أحدا من كل القرويين، بالفعل استطاع الدب فهم كلام السيدة العجوز ونفذ كلامها حرفيا، فأصبح صديقا لكل الأطفال يلعبون معا ويمرحون، فقد كان ودودا للغاية، الكل أحبه بشدة.
وتداولت الأيام والسنون والدب الصغير لم يعد صغيرا فقد كبر واشتد عوده وأصبح قادرا على فعل كل شيء بقوة تفوق قوة البشر، وبيوم من الأيام كان قرويو الإسكيمو يصطادون حوتا ضخما وعلى الرغم من كثرة عددهم إلا أنهم لم يتمكنوا من سحبه خارج المياه، وبمجرد شد الدب للحبل استطاع إخراج الحوت الذي غلبهم جميعا، ومن هنا جاءت الفكرة للقرويين بأن يساعدهم الدب القوي على الاصطياد، ونظرا لطبيعة الدب وشهوته للاصطياد فإنه سيحقق أعلى المكاسب والربح لكل صياد يستغل قدراته، وبالفعل استطاعوا إقناع العجوز على إقناع دبها الصغير على الاصطياد لصالح شعبها، فكان الصياد الذي يحالفه الحظ في أخذ الدب معه هو أكثر صياد يجلب معه رزقا.
اقرأ أيضا: قصص عالمية للاطفال قصيرة قصة ذات الرداء الأحمر
ولكن لا يكون الحظ دائما حليفا لأي شخص، فدائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ففي إحدى الليالي شبت عاصفة شديدة واجتاحت البلاد وفرقت بين القوم، وتاه الدب في إحدى رحلات الصيد عن القرية التي تربى بها، ولكنه عاد إلى المرأة العجوز التي ربته؛ وأثناء عودته رأى نفس الرجل الذي اصطاد والدته وعلى الرغم من صغر سنه آنذاك إلا أنه طبع صورته بداخل ذهنه، كان ذلك الجل حاملا لبندقية صيد بيده ونظرا لشدة العاصفة لم يتمكن الرجل من التعرف على دب القرية فأطلق عليه النار، ولكن الرصاصة لم تصب إلا كتف الدب وبسبب شدة حنقه وغضبه على قاتل أمه ومحاولته أيضا في قتله انقض على الرجل بكل ما أوتي من قوة فوقع الرجل على الأرض مفارقا للحياة، وألقي بجواره الدب من شدة تعبه لإصابته بالرصاصة.
وفي الصباح أدرك القرويون أنه دب القرية وقد قتل أحد القرويين، بادرت العجوز بتهريب صغيرها “الدب الذي ربته” وأوصته بألا يعود مجددا، فهم الدب كلامها ورحل مجبورا، وأوصته بأن يذهب إلى حيث أقرانه الدببة أمثاله وأن يختفي عن الأنظار وأن يأخذ كل حذره.
ومرت الكثير من الأيام والسنون، والعجوز مازالت تتذكر الدب الذي ربته وأحبته، وبيوم من الأيام اجتمع أهل القرية على أربعة دببة قد قدم إلى القرية من بعيد يراه القوم، ركضت المرأة العجوز وتعرفت إليه، إنه الدب الذي ربته ومعه دبة واثنين من صغار الدببة، وبمجرد أن رأى الدب الكبير العجوز ذهب، والسبب في أنه عاد إلى القرية مجددا وهو أن يعرف العجوز على أسرته التي كونها.
اقرأ أيضا: قصص عالمية للاطفال كاملة قصة الأسير الهارب