قصص عالمية للأطفال قبل النوم بعنوان الخاتم العجيب
إن هذه النوعية من القصص على الرغم من كونها قصصا خيالية إلا إنها تستهوي الغالبية العظمى منا، فمن منا ليست لديه أمنية بهذه الحياة ويريد أن تتحقق له ببعض السحر الخفي؟!، من منا لا يريد أن يجد خاتما عجيبا يحقق له ولو أمنية واحدة، يا ترى إن وجدنا هذا الخاتم السحري العجيب فكيف ستكون أمنيتنا حينها؟! اترك لنا تعليقا بذلك.
قصة الخاتم العجيب من قصص عالمية للأطفال قبل النوم:
قصة الخاتم العجيب
قصة عالمية من التراث الألماني…
في يوم من الأيام كان هناك فلاح يعمل في حقله، كان متعبا للغاية ويتوق لإنهاء عمله ودائم التذمر من كثرة أعمال الحقل التي لا تنتهي مهما حاول جاهدا؛ وفي ذلك اليوم ظهرت أمامه سيدة عجوز للغاية قالت له: “يا لك من كسول ضعيف الإرادة حتى الغراب يستهزأ بك، ولكني أرى فيك طيبة القلب لذا سأسدي إليك نصيحة غالية، سر في هذا الطريق الطويل حتى تبلغ منتهاه، وفي آخره ستجد شجرة ضخمة عتيقة قم بقطعها وستجد ما يسر قلبك ويحل كل مشاكلك”.
لم يتردد الفلاح ثانية واحدة في اتباع نصيحة العجوز دون أن يتحقق من مدى صدقها لبحثه الدائم عن الثراء السريع، أخذ فأسه وراح يسير تجاه الغابة وعلى الرغم من نداء زوجته له ليعود ويكمل عمله ولا يتركها بمفردها إلا إنه أخبرها قائلا: “يومين اثنين وسأعود إليكِ يا زوجتي الحبيبة ثريا”.
سار الفلاح في الطريق وعلى الرغم من كل تعبه إلا إنه ثابر وواصل التقدم، بات ليلة تحت شجرة أمام بعض الحطب الذي جمعه وأشعل فيه النيران، وفي صباح اليوم التالي استأنف رحلته عازما على الوصول لهدفه، وأخيرا رأى الشجرة من بعيد فهرع إليها، وأعلن فأسه وصار يضرب ضربات متتالية لتهوي الشجرة، ولكنه كان هناك عش سقط من أعلى الشجرة به بيضتني، وإذا بالفلاح يقدم روحه فداءً لحماية هذا العش والبيض الذي بداخلها، وعلى الرغم من وقوع ضرر بالغ عليه إلا إنه استطاع أن يحمي البيضتين، وبينما هما في يداه إذا بإحداهما تتشقق ويخرج منها طير صغير يصير صقر عملاق في لمح البصر, هلع الفلاح من هول ما رأى.
وما حدث بعد ذلك جعله مذعورا أكثر، تحدث إليه الصقر وشكره على إنقاذه لحياته وأعطها هدية قيمة، اقترب الصقر من البيضة الثانية ونقرها وإذا بخاتم عجيب بمنتصفها، أخبر الصقر الفلاح أنه يهب له خاتما عجيبا عرفانا له بجميل صنعه معه وإنقاذه لحياته، ولكنه نبهه بأن الخاتم العجيب ليس له إلا تحقيق أمنية واحدة لمن يرتديه بإصبعه ويديره فحسب ويذكر أمنيته، لذا عليه أن يتوخى الحذر في أمنيته وألا يضيعها في أمر لا يستحق.
أخذ الفلاح الخاتم العجيب وصار يسير بين الناس فرحا يتحدث إليهم جميعا معلنا عن مدى سعادته وفرحه ويتمنى للجميع سعادة مثل سعادته؛ وبينما كان مارا وجد أمامه محل المجوهرات فدخل لمالكه ليسأله عن قيمة خاتمه العجيب، فذكر له مالك المحل بأنه خاتم عادي كأي خاتم مصنوع من الذهب مثله، تعصب عليه الفلاح وأخبره بسر الخاتم العجيب، وكيف أنه حصل عليه؛ فتحت عيني المالك على مصرعيها ودعا الفلاح فورا لاستضافته بحجة أنه متعب ومنهك للغاية من طول رحلته، واشترى له أفخم الأطعمة .
وصار يجعله يأكل ويأكل حتى شعر الفلاح بالنعاس الشديد ولم يستدرك نفسه إلا صباح اليوم التالي، وعندما استيقظ أول ما فعله نظر لخاتمه العجيب فوجده في إصبعه فاطمئن قلبه لذلك، ولم يكن يعلم الفلاح المسكين أن مالك المحل كان قد استغرق طوال الليل في صناعة خاتم شبيه لأبعد الحدود بخاتمه، وبينما كان مستغرقا في نوم عميق بدل الخاتمين؛ وما إن رحل الفلاح المسكين وفي يده الخاتم المزيف حتى أغلق المالك محله وأحكم غلقه وارتدى الخاتم العجيب واستنفذ الأمنية الوحيد بأنه يريد الكثر والكثير من القطع الذهبية، وبالفعل صارت تتدفق عليه القطع الذهبية حتى غرق أسفلها ولفظ أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة.
أما عن الفلاح فقد عاد لزوجته حاملا لها البشرى، وجدها وقد كانت تكمل عمله الذي تركه ولم يكمله، فقص عليها كل ما حدث معه، فرحت زوجته كثيرا وطلبت منه أن يجعل الخاتم العجيب يحقق لهما أمنية بأن يكون لديهما مزرعة أوسع من تلك التي يمتلكون، فأجابها زوجها بأنها أمنية بسيطة للغاية ولا ينبغي لهما أن يضيعا الأمنية الوحيدة عليها، أخبرها بأنه عليهما الاجتهاد في العمل هذا العام وأنه بذلك سيتمكنان من شراء المزرعة التي بجوارهما ويجريا عملية التوسيع.
وبالفعل سويا وبالتعاون والعمل الجاد استطاعا الوصول لهدفهما الأول، فطلبت منه زوجته أن يطلب من الخاتم أن يجعل لهما بعض الأبقار وحصان، فأعلمها زوجها بأنهما عليهما أن يدخرا الأمنية للمستقبل، فلا أحد منهما يعلم ما يخبأ لهما المستقبل، وأنهما إن اجتهدا مثل العام الماضي فسيتمكنان حينها من شراء الأبقار والحصان أيضا؛ وبالفعل حققا هدفهما الثاني في أقل من عام.
وصارت الأعوام تتواتر عليهما العام تلو الآخر حتى كبرا في السن وصارا لديهما أبناء وأحفاد، ولا يزال الفلاح يضع الخاتم في إصبعه ولم يستخدم الأمنية بعد، وفي يوم من الأيام بينما كان يجلس بجوار زوجته الحبيبة يتشاطران الحديث توفيا الاثنان في آن واحد، وكان أبنائهما جميعا بارين بهما، عزم الأبناء على الاحتفاظ بالخاتم لأنه عزيز على قلب والديهما ولم يكن أحدهم يعلم سر الخاتم من الأساس
كانت الساحرة ترقبهما من الأساس فقالت: “عزيمة المرء أهم من أي أمنيات سحرية”، فالفلاح بعزيمته وإصراره وخوفه من ضياع أمنيته الوحيدة تمكن من تغيير حاله من الأسوأ للأفضل، وبات يملك أراضي شاسعة ومنازل جميلة وأبناء بارين أيضا وأحفاد في منتهى الجمال.