ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المثيرة والشيقة والمليئة بأسمى معاني التضحية والوفاء من أجل البر بالوالدين حتى وإن كان الوالد أعمى والأم راحلة عن الحياة.
ابنـة الأعمى الجزء التاسع
لقد كان ذلك الوالد المسكين دائم الذهاب للشاطئ حتى ينادي على ابنته التي ضحت بنفسها ليستعيد بصره، وكان كل من بالقرية حزين لأجله ولكن ليس من متسعهم شيء ليساعدوه به سوى الحسرة والأسف الشديد على حاله الذي آل إليه.
بمنزل زوجين من القرية المجاورة لقرية الوالد الأعمى….
الزوجة: “أتعرف يا زوجي العزيز إن الرجل الأعمى الذي يسكن بقريتنا المجاورة كل يوم يذهب للشاطئ ليحيي ذكرى تضحية ابنته المخلصة”.
الزوج: “لقد كان وداعا مؤثرا للغاية أبكانا جميعا وترك أثرا بقلوبنا، ترى ا بال هذا الوالد المسكين الأعمى، وكيف له أن يتدبر أموره وهو أعمى بحالة يرثى لها؟!”
الزوجة: “لقد سمعت يا زوجي العزيز أن هؤلاء التجار قد تركوا له مبلغا كبيرا من المال بقدر 5000 رينك، ومائتي كيس من الأرز حتى لا يعاني عقب فراقه لابنته التي تعوله، ويقال أيضا أنه يساعد كل المحتاجين بأن يمنح لهم قروضا من أمواله، كما أن أملاكه ترتفع بشكل كبير”.
الزوج: “ومع كل ما ذكرته يا زوجتي العزيزة إلا أنه غير سعيد بحياته، لقد ربى ابنته منذ أن تكرته زوجته على التسول، وعندما كبرت الابنة لتعوله وتعينيه على مصاعب الحياة ضحت بحياتها لأجله، إن حياة هذا الرجل مليئة بالمآسي، وهو الآن يعيش وحيدا بمنزل مليء بالذكريات الموجعة”.
كانت في هذه الأحيان تتلصص السمع وتسترقه امرأة مطلقة، وقد وجدت الغاية التي تبحث عنها في الوالد الأعمى، وفي الصباح الباكر على الفور ذهبت للمكان الذي يجلس به دوما على الشاطئ….
المرأة المطلقة: “يا سيدي الأعمى أستأتي كل يوم لهنا من أجل أن تندب حظك السيء، إن هذا لسيء للغاية على صحتك يا سيدي العزيز”.
الوالد الأعمى: “ومن أنتِ يا سيدتي”.
المرأة المطلقة الطامعة: “إنني سيدة أرملة من قرية مجاورة، وقد صعب علي حالك فأتيت لنصحك وإرشادك ومن أجل مساعدتك يا سيدي”.
الوالد الأعمى: “وبماذا ستنفعني الصحة وقد فقدت أغلى البشر على قلبي”.
المرأة: “يا سيدي جميعنا حياتنا مليئة بالمصاعب والمشكلات والتي لا يمكننا التحرر منها مهما حاولنا جاهدين، سيطر على مشاعرك يا سيدي واكبحها جميعها وعد لمنزلك يا سيدي”.
الوالد الأعمى: “أشكرك من كل قلبي يا سيدتي”.
المرأة: “لا عليك يا سيدي، سأساعدك في الوصول لمنزلك يا سيدي”.
وعندما قادته تذكر زوجته الراحلة وحن لأيامها، ففاجأت المرأة الطامعة قائلة برقة خبيث ما ورائها: “سيدي على الرغم من فقدانك لابنتك وحياتك التعيسة بسبب ذلك إلا إنك تملك الكثير من الأموال والأملاك، فهلا سمحت لي بأن أجد لك عروسا تعينك على العيش بالحياة؟!”
الوالد الأعمى: “ومن سترضى برجل عجوز وأعمى مثلي أيتها السيدة الجميلة”.
بدهشة وفرح وسرور: “سيدة جميلة؟!”
الوالد الأعمى بالفعل كان مشتاقا لونيس يعينه بمصاعب الحياة التي يلاقيها يوميا: “نعم إنكِ سيدة جميلة بالفعل، فسيدة تمتلك صوتا جميلا متناغما مثلكِ لابد أن يكون لها ملامح ملائكية”.
وكانت ملامحها على عكس وصفه لها تماما، لقد كانت قبيحة الشكل وأكثر قبحا في طباعها لدرجة أن زوجها لم يتحمل شهرا واحدا معها فطلقها ورحل من القرية بأسرها من شدة الأهوال التي لاقها معها.
انتهزتها فرصة ذهبية فقالت: “ولم أبحث لك عن زوجة وأرهق نفسي وجسدي في حين أنه يمكنك أن تتزوج بي سيدي العزيز”.
الوالد الأعمى: “سيدتي هلا قبلتِ الزواج بي”.
المرأة: “سيكون ذلك من دواعي سروري يا سيدي”.
وبالفعل تزوجها وكانت فرحة ومسرورة للغاية حيث أنها ستتمكن من وضع يدها على كافة أملاك وأموال الرجل المسكين.
في هذه الأحيان كانت “تشانج” تقف وتتطلع للقمر وتسأل نفسها في حزن وأسى: “من المؤكد أن يكون هذا القمر يشع نورا على قرية والدي، يا ترى هل ينظر والدي للقمر مثلي بعينين تبصرين؟! أبي كم أنني مشتاقة لأراك من جديد”، وسالت الدموع من عينيها.
في هذه اللحظة قدم الحاكم زوجها مستاء لحالتها وحزين لأجل حزنها، فسألها بقلب يملأه الأسى: “لم تبكين يا حبيبتي؟!”
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص عالمية للأطفال مكتوبة بعنوان نساء صغيرات الجزء الأول
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الثاني
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الثالث
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الرابع
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الخامس
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء السادس
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء السابع