ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المثيرة والشيقة والمليئة بأسمى معاني التضحية والوفاء من أجل البر بالوالدين حتى وإن كان الوالد أعمى والأم راحلة عن الحياة.
ابنة الأعمى الجزء الرابع
جلس الوالد على الأرض يبكي من شدة الحزن حيث أنه كان يشعر بالندم الشديد على ما فعل، في هذه اللحظة عادت “تشانج”…
تشانج: “أبي لم أنت بالخارج؟!… هل حدث معك شيء؟!… هل أنت غاضب مني بسبب تأخري؟!… هل أنت مريض؟!”
وبكل مرة تسأله سؤالا يجيبها بالنفي، تشانج: “إذا لم أنت بهذه الحالة يا أبي؟!”
الوالد: “هذا لا يعنيكِ ولا دخل لكِ به”، تركها ودخل المنزل.
سارت خلفه والدموع تسارعت في النزول من عينيها: “أبي لماذا لا يعنيني، إنك تناقش معي كل صغيرة وكبيرة، لماذا تقول هكذا، أرجوك يا أبي أخبرني ما بك، أخبر ابنتك حبيبتك التي ليس لها أحد بكل هذه الحياة إلا أنت حتى يطمئن قلبها”.
عندما شرعت في البكاء لم يتحمل سماع صوت بكائها فأخبرها بكل ما حدث.
الوالد: “حسنا سأخبركِ يا ابنتي، عندما تأخرتِ خرجت لأطمئن عليك فوقع معي حادث وسقطت بالنهر، وكان هناك رجل عجوز فأنقذني، وعندما علم بأنني أعمى أخبرني بأنني إذا قدمت 300 كيس من الأرز فإنني حينها سأسترجع بصري، فطلبت منه أن يكتب لي رسالة تعهد بذلك، ولم أعي ما فعلت حينها، لقد فقدت عقلي تماما لأفعل شيئا مماثلا لهذا”.
تشانج: “لا تندم يا أبي على ما فعلت، وإن كنت ستستعيد بصرك مقابل 300 كيس من الأرز فأعدك بأنني سأفعل كل ما بوسعي حتى أؤمن هذا القدر وأقدمه للفقراء، فلا عليك يا أبي”.
والدها بتعجب شديد: “ولكن كيف ستؤمنين كل هذا القدر؟!”
تشانج: “لا تقلق يا أبي فالله يساعد من يساعد نفسه”.
وباليوم التالي بينما كنت “تشانج” تملأ المياه من البئر لسيدتها سمعت نداءا من رجل غريب….
الرجل الغريب: “اسمعوني جيدا، هل من فتاة على استعداد للموت وأعطيها كل ما تريده”!
تعجب جميع أهل القرية الذين سمعوا ما قاله، فاستأنف حديثه: “أبحث عن فتاة جميلة في الخامسة عشرة من عمرها تقبل أن تموت مقابل كل ما تريده من الأشياء”.
رد عليه أحد رجال أهل القرية: “لا يوجد لدينا ما تريده يا سيد، إننا لأول مرة نرى ونسمع طوال حياتنا بتاجر يريد شراء فتاة مقابل موتها”.
الرجل الغريب للرجلين برفقته: “على ما يبدو أن كل مجهوداتنا ذهبت سدى”، وهموا ثلاثتهم بالرحيل.
كانت تقف حينها “تشانج” في البداية كانت تفكر في الأمر مترددة بعض الشيء، ولكنها عندما رأتهم قد انصرفوا ركضت خلفهم تنادي.
الرجل الغريب: “هل ناديتني أيتها الفتاة؟”
تشانج: “هل من الممكن أن أكون الفتاة التي تبحث عنها يا سيدي؟!”
الرجل الغريب: “من أنتِ؟، وكم تبلغين من العمر؟!”
تشانج: “إن اسمي تشانج وأنا في الخامسة عشرة من عمري يا سيدي”.
الرجل الغريب: “ولم تقدمين نفسكِ لهذا؟!”
تشانج: “إن والدي رجل أعمى وقيل لي إن قدمت 300 كيس من الأرز يمكنه حينها استعادة بصره ورؤية كل شيء من حوله مجددا”.
الرجل الغريب بجدية: “يا لكِ من مخلصة تضحين بنفسكِ من أجل استعادة والدكِ بصره”.
تشانج: “ولكن لم تريد فتاة في الخامسة عشرة من عمرها يا سيدي؟!”
الرجل الغريب: “إننا تجار وعملنا دوما بخارج البلاد، وغالبا ما نعبر المحيط، ويتوجب علينا المرور من مكان يسمى (انداكسو) وهناك عواصف قوية للغاية لدرجة أنها تغرق ثماني سفن من أصل عشرة، ومن أجل كل ذلك نبحث عن قربان نقدمه للتنين وحش البحر”.
بخوف شديد صرخت: “لتموت؟!”
اتسعت عيني الرجل الغريب من شدة الحزن عليها: “هل ما زلتِ موافقة يا صغيرتي؟!”
كانت “تشانج” قد وضعت يدها على خدها وتساقطت الدمعة من عينها، تذكرت حينها والدها فردت عليه: “أفعل أي شيء بالحياة لطالما والدي سيستعيد بصره”.
الرجل الغريب: “حسنا، ولكن هل اتفقنا على الثمن”.
تشانج: “إنني لن أقبل أي أموال، ولكن هل بإمكانك أن ترسل 300 كيس من الأرز للفقراء والمحتاجين”.
الرجل الغريب: “إن 300 كيس من الأرز لشيء زهيد للغاية مقابل حياتكِ، إننا نتعامل مع حياة إنسان”….
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ لأبنائك:
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الأول
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الثاني
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الثالث
قصص عالمية بدون نت بعنوان الأمير والفتاة اليتيمة الجزء الأول
قصص عالمية بدون نت بعنوان الأمير والفتاة اليتيمة الجزء الثاني
قصص عالمية بدون نت بعنوان الأمير والفتاة اليتيمة الجزء الثالث والأخير