ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المثيرة والشيقة والمليئة بأسمى معاني التضحية والوفاء من أجل البر بالوالدين حتى وإن كان الوالد أعمى والأم راحلة عن الحياة.
ابنة الأعمى الجزء السابع
نظرت للتاجر قائلة: “سيدي أرجو من الله أن ينعم عليك بتجارة مربحة، ولكن أرجوك ألا تنسى والدي عندما تعود من رحلتك”.
التاجر: “لا تقلقي يا صغيرتي”.
حملت نفسها وألقت بها من أعلى السفينة وسقطت في المحيط.
وهكذا ألقت “تشانج” بشبابها وصارت هائمة فوق البحار، ما أحزن ما عانت منه هذه الفتاة، وما أتعس الحياة التي عاشتها “تشانج”، قبل أن تصبح راشدة أفنى شبابها وعمرها، قبل أن تصبح أما ذبلت كالوردة التي تشوقت للمياه فماتت عطشى، سقطت في المحيط الفتاة التي كانت كالوردة التي لم تكتمل بعد، وقد تألمت كثيرا طوال ما عاشت بالحياة.
وما إن سقطت في المحيط حتى وصلت لقاعه كانت هناك مجموعة من السلاحف في انتظارها وضعنها على ظهورهن وتوجهن بها لقصر ملك البحار والمحيطات.
ملك البحار والمحيطات: “ألا توجد أية أخبار أو معلومات عن تشانج؟”
أحد حراسه: “لقد تلقينا المعلومات بأنها في طريقها إلينا”.
الملك: “إذا استعدوا لتستقبلوها أحسن استقبال يليق بها”.
وأول ما وصلت وجدت الحفاوة الواضحة في الاستقبال، لقد استقبلها ملك البحار والمحيطات بنفسه، وعندما رأت كل هذه الأشياء وضعت يدها على فمها غير مصدقة لكل ما تراه أمام عينيها…
الملك: “أهلا بكِ آنسة تشانج، يبدو عليكِ أنكِ عانيت الكثير من المتاعب أثناء رحلتكِ”.
ومازالت مصدومة وواضعة يدها على فمها وغير قادرة على التحدث بأي كلمة.
الملك: “لا تقلقي مطلقا حيث أنني أسيطر على بحر الغرب بأكمله، لدي أوامر بحسن استقبالكِ من سيدي إمبراطور العالم، آنسة تشانج اجلسي من فضلكِ”.
فجلست على الأرض وأخيرا نطقت: “ولكن كيف يعقل أن فتاة مثلي…”، وقبل أن تكمل حديثها تقدم نحوها الملك قائلا: “تشانج إن الودائع عندما هم الناس لدينا بقلعة التنين”.
تشانج وعيناها بالأرض: “أشكر لك حسن معاملتك واهتمامك الكبير سيدي”.
الملك وقد أمسك بيدها، وأجلسها بجانبه على العرش: “تشانج لقد جاء لهنا شخص يرغب وبشدة في رؤيتكِ”.
تعجبت من حديثه: “شخص لرؤيتي أنا؟!”.
وجاءت سيدة تجاهها، لقد كانت والدتها ولكنها لم تستطع التعرف عليها، فهي معذورة حيث أنها لم ترها من قبل ولا مرة واحدة حتى طوال حياتها…
سيدة تنادي باسمها، تقدمت نحوها: “من أنتِ سيدتي؟!”
والدتها: “إنني والدتكِ”، صعقت من كثرة الدهشة “تشانج” فاقتربت منها والدتها ووضعت يديها على وجنتيها قائلة: “لقد أصبحتِ شابة”.
تشانج بدموع منهمرة: “أمي إنني لم أعرفكِ، إنني نادمة ومتأسفة على هذا حقا، وأخيرا جاء اللقاء يا أمي”.
والدتها: “لقد أخذتِ عيني والدكِ الجميلتين وجهه الصبوح، أما يداكِ فهما جميلتان مثل يداي تماما، أعلم كم المعاناة التي عشتها ووالدكِ، لابد أنه قد أصبح عجوزا الآن”.
تشانج: “لا أعلم كيف أشرح كم المعاناة والمحن التي عاشها والدي وخاصة بالآونة الأخيرة”.
والدتها: “إن السعادة التي تغمرني الآن بسبب رؤيتي لكِ لا حدود لها، ولكنني لا يمكنني البقاء هنا طويلا، ابنتي قريبا سنعود من جديد ونلتقي”.
تشانج بحزن عميق: “أمي أتقصدين أننا سنفترق الآن يا أمي؟!”
تدخل الملك: “لا تحزني يا آنسة تشانج، إنني أيضا أرغب في إبقائكِ هنا بجانبي مدة أطول، ولكن يوم واحد بعالمنا هنا يعادل سنة كاملة بحياة الإنسان، لقد أمرني سيدي أن أقوم بإعادتكِ لعالم الإنسان على متن زهرة اللوتس”.
تشانج للملك بصوت مختنق من البكاء: “سيدي لقد أنقذت حياتي ولا أعلم كيف أرد لك جميل صنعك، ولكن ألا تسمح لهذه الابنة ووالدتها أن تبقيا مدة أطول مع بعضهما البعض يا سيدي”.
الملك: “أقدر مدى حبكِ وإخلاصكِ بمحبة والديكِ، ولكنكِ ستنعمين بكثير من النعم بعالم الإنسان إن عدتِ من جديد”.
وبالفعل قامت الخادمات بوضعها داخل زهرة اللوتس.
لقد كانت “تشانج” الفتاة الأجمل والأكثر براءة على سطح الأرض، ولدت بعالم الإنسان بالتحديد بمكان يسمى “هوانتشو”، اعتنت بوالدها الأعمى، ضحت بنفسها من أجل إعادة النور لعيني والدها من جديد، قبلت بأن يلقى بها في المحيط، لقد كانت شديدة الحب لوالدها لذلك سمح لها بالعودة مرة أخرى لسطح الأرض ليحل عليه السلام المفقود…
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الأول
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الثاني
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الثالث
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الرابع
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء الخامس
قصص عالمية للأطفال مدبلجة بعنوان ابنة الأعمى الجزء السادس
قصص عالمية بدون نت بعنوان الأمير والفتاة اليتيمة الجزء الأول
قصص عالمية بدون نت بعنوان الأمير والفتاة اليتيمة الجزء الثاني
قصص عالمية بدون نت بعنوان الأمير والفتاة اليتيمة الجزء الثالث والأخير