ما أجمل القصص وأثرها الطيب على نفس الصغار والكبار، تحمل القصص بطياتها الكثير من العبر والعظات والتي يكون لها القدرة على اختراق النفس ووضع أثر بها بطريقة سلسة وفي غاية السهولة.
نســــــــاء صغيـــــــــرات الجزء الأول
حكايـــــــــــــــــــــــة من التراث الإنجليزي….
لقد شهدت الولايات المتحدة الأمريكية حربا عارمة بشمال الجنوب عام 1860 ميلاديا، كنت هناك في هذه الأحيان تعيش أسرة مؤلفة من أربعة فتيات شقيقات ووالدتهن والتي كانت تخدم أكبر العائلات ثراءا فاحشا في هذه الأثناء، والوالد الذي كان يخدم بالجيش وحينها كان بقلب الحدث (الحروب المندلعة).
كانت “آيمي” الابنة الصغرى وقد كانت تتصف بالمرح وخفة الظل وكثرة الضحك؛ أما عن “جو” الأخت الثانية تتصرف وكأنها صبي تعشق القراءة وتطمح لتصبح كاتبة مسرحية في المستقبل؛ أما عن “ميج” فهي الأخت الكبرى وهي عقلانية لأبعد الحدود ورزينة في كل معاملاتها وتصرفاتها مع إخوتها والآخرين؛ وأما عن “بيث” فهي الأخت الثالثة وهي لطيفة للغاية وطيبة القلب ومرهفة المشاعر، عاشقة للعزف على البيانو.
كانت والدتهن تتركهن برفقة بعضهن البعض، كانوا متعاونات لأبعد الحدود يتقاسمن كل شيء الجد واللعب؛ وذات يوم خرجت “جو” للعب بالثلج فدعت شقيقتها الصغرى “آيمي” لتمرح معها، فأمسكت بقطعة من الثلج وألقتها على “آيمي” والأخرى فعلت معها الشيء نفسه، تعالت صرخات “آيمي” فخرجت أخواتها بيث وميج، ميج العاقلة التي شرعت في تهدئة شقيقتيها، أما بيث الحنونة فلم تتحمل وجود شقيقاتها يتجادلن بصوت مرتفع.
عندما خرجت “بيث” من المنزل كانت حينها تسخن الخبز، وقد أمسكت برغيف كبير بشوكة، وبغير قصد رطمتها “جو” بقطعة من الثلج فاصطدمت بيدها فطارت الشوكة برغيف الخبز لتدخل بمنزل جارهن، ويسمعن بآذانهن صوت تكسير لشيء ما.
ارتعبن الفتيات مما حدث، وترقبن خروج جارهن والذي كن يهبنه ويخفنه كثيرا، لقد خرج وبيده الشوكة ومزهرية قد تكسرت، اقترب منهن بالسير تجاههن….
الفتيات بصوت واحد: “نحن آسفات يا سيدي”.
جو: “لماذا أحضرتِ ذلك الشيء معكِ من المطبخ؟!”
بيث: “ليتني لم أقدم من الداخل ولم آتِ، ليتني أكملت تسخين الخبز ولم أخرج نهائيا”.
السيد لورانس بضيق: “أعتقد أنه يحق لي مثلما لا أقرب الناس لا يقربني أحد وبصفة خاصة الفتيات، أرجو ألا تقلقنني مرة ثانية”.
وقد أعطاهن الشوكة ورغيف الخبز، ورحل عائدا لمنزله.
ميج: “إنه حقا مثلما يقال عنه أنه يكره الفتيات”.
جو: “ولكنه لم يتحدث نهائيا بخصوص المزهرية المكسورة بسببنا”.
بيث: “إن لديه عينين جميلتين ولكنهما حزينتين، لابد من وجود موضع ما بحياته يجعله يعتزل كل الناس من حوله”.
آيمي: “إن له وجه عبوس دائما، ولكن الغريب أنه أعطى الشوكة لبيث دونا عنا جميعا”.
ميج: “لا غريب في ذلك فهي الأطيب بيننا والأكثر رقة، هيا لندخل للمنزل”.
كان قد اقترب العيد، وكل واحدة منهن تطمح لهدية العيد باستثناء الابنة الكبرى ذات الرزانة والعقل الكبير…
نظرت آيمي للمرآة تتجمل: “يا لظلم الدنيا، فتاة مثلي بكل هذا الجمال وتمكث طوال الوقت بنفس الملابس التي لا تتجدد ولا تتغير”.
وكانت بيث تعزف على البيانو عزفا رائعا ومتقنا فانزعجت فجأة: “ليتين أحصل على بيانو جديد، فبهذا البيانو ثلاثة مفاتيح معطلة ولم يعد يجدي نفعا، أتطلع لبيانو جديد”.
أما عن “جو”: “أما أنا فأحلم بشراء الكثير من المسرحيات والروايات العالمية”.
تدخلت ميج بالحديث: “جميعكن غير مدركات لمدى جمال وروعة حديث والدتنا عندما تطلب من ألا نعير انتباها بالغا للهدايا، فالأناس بالحرب يموتون، ونحن في نعمة كبيرة يجب علينا أن نشكر الخالق عليها”.
لقد مرت الأيام عليهن ثقيلة كثقل الجبال على القلب حيث أنها انقطعت كل الأخبار والسبل للاطمئنان على والدهن بالحرب، كما أن والدتهن قد تأخرت بعملها ولم تأتيهن لأيام ولليال طوال.
كانت الأخت الكبرى ذات العقل الراجح تقوم على رعاية وتوجيه شقيقاتها، وكن لا يكسرن لها طلبا ولا يتأخرن عنها في تلبية رغبة ما؛ لقد كان لوالدتهن أثرا طيبا على نفوسهن، فقد قامت بتربيتهن تربية سوية حميدة، لذلك نشأن وبداخلهن قد غرزت الكثير والكثير من الصفات الجيدة الحميدة.
وبينما كن جالسات، ميج تصنع ملابسا باستخدام كرات الصوف، وبيث تعزف على البيانو، أما جو وآيمي فقد كانتا تركضان حلف بعضهما البعض، فتحت والدتهن الباب ودخلت المنزل، وأول ما شعرن بقدومها ركضن تجاهها وارتمين بحضنها….
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص عالمية العندليب والوردة بها معاني التضحية والوفاء
قصص عالمية جميلة للأطفال بعنوان مشط الشعر السحري
قصص عالمية قديمة للاطفال قصة الملك المهموم
لقد أعجبتني القصة جدا