ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا العالمية التي تحمل الكثير من أسمى المعاني الحميدة بحياتنا، والتي نأمل أن يأخذ منها أبنائنا الصغار الفائدة المرجوة ويتمثلوا بقيمها الهادفة
نسـاء صغيـــــــــرات الجزء الثاني
وبينما كن جالسات، ميج تصنع ملابسا باستخدام كرات الصوف، وبيث تعزف على البيانو، أما جو وآيمي فقد كانتا تركضان حلف بعضهما البعض، فتحت والدتهن الباب ودخلت المنزل، وأول ما شعرن بقدومها ركضن تجاهها وارتمين بحضنها.
الأم بسعادة وفرحة: “بالفعل لقد عدت وأحمل إليكن معي أخبارا سارة للغاية، إن معي رسالة من والدكن”.
قرأت والدتهن عليهن الرسالة وقد غرقن جميعا في دموعهن، لقد كانت رسالته تحمل حبه وكل أشواقه لرؤية زوجته وبناته العزيزات، وأنه لا تمضي عليه لحظة واحدة إلا ويفكر بهن ويشتاق لرؤيتهن، وأن ذكرياته معهن هي الشيء الوحيد الذي يجمل في عينيه قبح الحرب وما تحمله من دمار وكراهية وبغضاء.
انقضى اليوم بسعادته وأحزانه وأشرقت الشمس تحمل معها بداية يوم جديد، لقد كان العيد، استيقظن الفتيات فوجدت كل واحدة منهن كتابا هدية من والدتها تحت رأسها، فرحن وسعدن به كثيرا حيث أن كل كتاب كان يتناسب مع شخصية صاحبته بهن.
ركضن تجاهها ليشكرنها على هداياها ولكنهن لم يجدنها، ووجدن ورقة مكتوبة وضعت على الطاولة مكتوب بها أنها قد ذهبت لرؤية العائلة الفقيرة الموجود بالقرية.
كن قد استيقظن من النوم وقد كن يشعرن بالجوع الرهيب، فعمدن الفتيات لتجهيز مائدة من أشهى المأكولات للإفطار، بذلن بها جهدا كبيرا، وكانت الأطعمة بعدما وضعت على الطاولة تأخذ العقل وتسيل اللعاب، انتظرن قدوم والدتهن ولم يجرأن على تناول الطعام تأدبا وحبا لها.
حملت “بيث” سلة بها بعض الخبز وبعض الفطائر والكعكات وذهبت بها متوجهة لمنزل السيد “لورانس” جارهن الرجل الذي لا يحب الفتيات، اندهش شقيقاتها فهن يعلمن يقينا مدى خجلها وحيائها لدرجة أنها لا تقوى على مخاطبة الغرباء، وها هي الآن تذهب لتخاطب الرجل الذي لا يحب الفتيات على الإطلاق، أول ما وصلت لمنزله “بيث” كانت خائفة للغاية ولا تعلم بماذا تخبره ولكنها في النهاية جرأت نفسها على التحدث إليه، حبست أنفاسها وطرقت الباب بهدوء لحد ما…
بصوت رقيق ودافئ: “مرحبا سيد لورانس، إن اليوم هو العيد، وقد سمحت لنفسي بإحضار هذه الهدية لأجلك، أرجو أن تقبلها مني”.
السيد لورانس: “هل جئتني بهدية؟!”
بيث: “أعلم يقينا أنك لا تميل للفتيات ولكني جئتك اليوم لأهنئك بالعيد، وقد أحضرت لك معي بعض المخبوزات التي صنعناها بأنفسنا من أجل العيد”.
السيد لورانس أول ما ظهرت على وجهه الابتسامة والفرحة ذهب كل الخوف الذي كان يتملك قلب بيث.
السيد لورانس: “أشكركِ بشدة يا عازفة البيانو الرائعة”.
اقتربت منه “بيث” وقبلته مبتسمة للغاية، لقد كان سعيدا لدرجة أن عيناه فاضتا بالدموع من فعلة هذه الفتاة طيبة القلب مرهفة المشاعر.
أما عن شقيقاتها فكدن يفقدن عقولهن من فعلة أختهن الجريئة هذه…
آيمي: “إنها حقا لفتاة لم أرى يوما بجرأتها”!
سألتها باهتمام شديد شقيقتها جو: “بيث ألم تشعري بالخوف ولو للحظة واحدة أُناء ذهابكِ لمنزله، وعند لحديث معه والنظر لعينيه؟!”
كانت “بيث” لا تسمعها من الأساس، لقد كان كل ما يشغلها هو التفكير في حياة السيد لورانس العجوز، ونظرات الحزن التي تملأ عينيه والسبب ورائها، لقد أيقنت “بيث” أنه يتعمد العزلة عن الناس جميعا بتجنبهم والابتعاد عنهم لسبب مهم للغاية وواقعة بحياته، وعلى الرغم من كل أفعاله إلا إنه يشعر بالوحدة المميتة بالعزلة بنفسه، ولكن السؤال الوحيد الذي لم تستطع إيجاد إجابة عنه مهما حاولت التفكير فيه وفي حل له، هو لماذا يكره السيد لورانس الفتيات، وعندما ناداها بعازفة البيانو الرائعة هذا دليل قاطع على اهتمامه بسماع الموسيقى التي تعزفها يوميا مما يدل على اهتمامه بهن، ويظل السؤال يحيرها هن فتيات ويهتم لأمرهن وعندما كسرن له المزهرية لم يعنفهن ولا بكلمة واحدة!
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
عزيزنا القارئ اقرأ أيضا لأبنائك الصغار:
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الأول
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الثاني
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الثالث
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الرابع
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء الخامس
قصص عالمية قديمة مكتوبة بعنوان “البجعات البرية” الجزء السادس والأخير
القصص حلوه جدا جدا