قصص عالمية للأطفال مكتوبة بعنوان الحاكم وابنة المزارع الفقير
دوما نستمع لجملة الحب بإمكانه أن يصنع المعجزات، دائما ما ترددت هذه الكلمات على أسماعنا، هل فكرنا في صحتها يوما؟!، أو فكرنا في مدى صدق هذه المقولة؟!
ربما كانت مقولة صادقة، وربما كان حقيقيا الحب بإمكانه صنع المعجزات وتغيير القلوب بداخل الأبدان؛ ربما الحب لديه القدرة في منحنا الحياة الحقيقية والسعادة حتى الممات؛ عموما ليس لنا أن نحكم على الحب قبل أن نخوض تجربة الحب نفسها ونقرر من خلالها إن كان للحب فعلا سحر تحقيق المعجزات أم لا! شاركونا تجربتكم في التعليقات.
قصة اليوم على الرغم من كونها تندرج تحت قائمة قصص عالمية للأطفال مكتوبة إلا إنها مليئة بالعبر والمعلومات القيمة.
قصة الحاكم وابنة المزارع الفقير
بداية قصة الحاكم وابنة المزارع الفقير قصة من التراث الألماني…
يحكى أنه في قديم الزمان وفي إحدى القرى بمدن ألمانيا عاش مزارع فقير وابنته، ونظرا لشدة فقر المزارع كان قد قام بتقديم عريضة لحاكم البلاد بإعطائه قطعة من الأرض ليقوم بزراعتها، وقد أعطاهما الحاكم قطعة أرض ولكنها كانت أرض صخرية.
وبينما كان المزارع يحرث في الأرض مع ابنته انكسرت الفأس، فأكملت ابنته حرثا وفجأة ظهر أمامهما هون من الذهب الخالص، وعلى الفور قرر المزارع أخذ الهون وإعطائه هدية للحاكم الذي لولاه وإعطائهما قطعة الأرض لما كانا وجدا الهون الذهبي، وعلى الرغم من نصيحة ابنته الغالية إذ أنهما إن أعطيا الحاكم الهون بدون المدقة الخاصة به فسيشك في أمرهما بأنهما أعطياه الهون واحتفظا بالمدقة الذهبية، نصحته ابنته بأن يبحثان عن المدقة أولا وفي حال إيجادهما إياها يعطيانها والهون هدية للحاكم.
ولكن والدها لم يستمع لنصيحتها وبالكاد استطاع أن يحرك الهون الذهبي من مكانه وأوصله للحاكم بصعوبة بالغة، وعندما وصل للحاكم وجده يسأله أن يعود ويحضر كل ما وجده من ذهب بقطعة الأرض، ومهما أقسم للحاكم لم يكن ليصدقه ودفع رجاله للإلقاء به بالسجن، امتنع المزارع عن الأكل نهائيا وكان يردد جملة واحدة: “هل هذا جزاء الإحسان، ليتني استمعت لنصيحة ابنتي لم أكن أعلم أنها بهذا الذكاء”.
وهذه الكلمات ترددت على مسامع الحاكم عندما سأل عن حال المزارع، حينها فطن الحاكم أن ابنة المزارع ذكية من حديث والدها عنها فاستدعاها ليتيقن من ذلك، وعندما قدمت ذهل من شدة جمالها الفاتن، توسلت إليه الفتاة أن يفك أسر والدها فلم يقترف أي ذنب، وافقها الحاكم ولكنه اشترط عليها شرطا واحدا.
اللغز العصيب والجزاء:
والشرط هو أن يعطيها لغزا إن استطاعت أن تحله أطلق سراح والدها وتزوج بها؛ طلب منها أن تأتيه بدون ملابس وألا تكون عارية في نفس الوقت، تأتيه دون أن تمتطي جوادا أو عربة وألا تسير في الشارع ولا تخرج منه أيضا!، وسألها في النهاية عن رأيها في لغزه.
ابتسمت الفتاة بعدما أخذت بضعة ثواني تفكر في لغزه، وطلبت منه أن ينتظرها؛ وبعد ساعات قليلة عادت الفتاة وكانت قد لفت جسدها كاملا بالحبال، وبهذا لم ترتدي ملابس ولم تكن عارية في نفس الوقت، أمسكت بجواد ولم تمتطه ولم تسير في الشارع ولم تخرج عنه، بل صارت تسير على الحافة التي تفصل الطريق عن الحقول.
وحينما رآها الملك أعجب بذكائها المتقد وفطنتها المشهود بها على الرغم من صغر سنها، أطلق سراح والدها في الحال وتزوج بها وكان غاية في السعادة والاطمئنان، وكل يوم جديد معها كان بمثابة حياة جديدة رزق بها الملك.
اختبار حب صادق:
وفي يوم من الأيام بينما كان الملك يمر بين رعيته استوقفه طفل صغير يبكي ويصرخ مستنجدا بالملك، أخبره بأن له جوادا وقد أنجب مهرا صغيرا وجاره يقول أن المهر له، فسأل الملك الجار فأخبره بأن المهر يركد تحت بقرته على الدوام، فحكم الملك بأن المهر ملك للجار وليس الطفل بحكم أنه يركد تحت بقرته!
أكمل الطفل الصغير في بكائه الغزير فجاءته الملكة (ابنة المزارع) وأخبرته أن عليه أن يأخذ شبكة صيد ويصطاد بها على الطريق ويتعمد حينها مرور الملك من أمامه، وعندما يستنكر عليه فعلته وأن الطريق ليس مكان لعيش الأسماك، يرد عليه قائلا: “إذا كانت البقرة تنجب مهرا إذا يمكنني صيد الأسماك من على الطريق”!
وبالفعل فعل الصغير ما علمته إياه الملكة، تعجب الملك من أمره وسأله عن صاحب الفكرة الحقيقي، تماسك الطفل في البداية وأخبره بأنه صاحب الفكرة ولكن سرعان ما وشى بالملكة؛ استشاط الملك عليها غضبا ظنا منه بأنها بفعلتها هذه قللت من شأنه بين رعيته؛ عاد للقصر وأخبرها بأنه يريد الانفصال عنها وأن عليها أن ترحل بعيدا عنه، وجزاءً لها على ما فعلته سيسمح لها بأخذ أثمن شيء على قلبها بالقصر.
وافقت الفتاة بصدر رحب، وطلبت منه أن تحتفل معه قبل رحيلها، ووضعت مادة منومة في شراب الملك، وعندما استيقظ وجد نفسه في منزل قديم متهالك، تعجب الملك وقبل أن يصرخ إذا بالفتاة قدمت إليه وأخبرته قائلة: “ألم تأذن لي يا سيدي أن آخذ أثمن شيء عزيز على قلبي بالقصر، وأنت أثمن شيء وعزيز على قلبي يا مولاي، لذا سمحت لنفسي بأخذك معي فأنا لا أريد من هذه الحياة إلاك”.
تهللت أسارير الملك إذ أيقن أنها تحبه من كل قلبها، وأنها ما فعلته بهدف مساعدة الطفل الصغير وليس تقليلا من شأنه كما اعتقد، كما أيقن بمدى ذكائها وفطنتها وحبها الصادق واستعدادها لفعل أي شيء لإعانته؛ ومن حينها قرر الملك أن يأخذ بنصحها ومشورتها في الصغيرة قبل الكبيرة، وعمت الخيرات على المملكة بأسرها وعم الرخاء وبات الجميع يحب الملك وملكته التي ملكت عليه قلبه وغيرته للأفضل.