إن طرق التعلم الحديثة تحث على تقديم المعلومة للطفل عن طريق قصة ترسم بخياله وذهنه كصورة لا يستطيع نسيانها، فتلتصق بذاكرته المعلومة المراد توصيلها.
القصة الأولى:
في إحدى الأيام كان هناك رجلا متجها إلى مكان ما يسير مسالما بأحد الشوارع، وفجأة أثناء سيره سمع صوت قطة يأتي من أعلى شجرة، وعندما دقق في الأمر وجد هذه القطة عالقة بين غصون هذه الشجرة الكبيرة، فعزم على مساعدتها فتسلق الشجرة، وعلى الرغم من محاولة القطة في الإفلات منه بخدوش تسببها له وآلام ناتجة عن محاولاتها حتى أن صوت آلامه سمعه بعض المارين إلا أنه لم يدر لها ظهره واستمر في محاولته لإنقاذها، وأثناء محاولته سأله أحد المارة أن يتركها وشأنها وبالتأكيد هي ستجد طريقة ما لإنقاذ نفسها بنفسها؛ وما إن تمكن الرجل من النزول من على الشجرة وبيده القطة الصغيرة التي حررها حتى توجه إلى الشخص وأخبره قائلا: “يا هذا إن القطة مثلها مثل سائر الحيوانات الأخرى تتحكم طبيعتها في جعلها تهاجم من يقترب عليها، أما أنا فإنسان وطبيعتي تجعلني طيب القلب وتحملني على مساعدة أي من كان ولو حتى كان حيوانا”.
اقرأ أيضا: قصص عالمية للاطفال قصيرة قصة ذات الرداء الأحمر
القصة الثانية:
في إحدى الغابات كانت هناك أسرة من طائر الببغاء المتكلم، مكونة من أب وأم واثنين من الصغار المتشابهين في الشكل تماما؛ وفي إحدى الأيام خرج الأبوان لجلب الطعام لصغيريهما، وفي نفس الوقت جاء صياد عديم الرحمة فأخذ الصغيرين من عشهما، وبالصدفة تمكن أحد الصغيرين من الإفلات من قبضة الصياد قاسي القلب ولاذ بالفرار إلى مكان يعيش به الكثير من الطيور الحكيمة؛ وذات مرة كان هناك رجلا مارا بجوار منزل الصياد الذي قام بتربية الببغاء الصغير بعد وضعه داخل قفص، وسمع ذلك الرجل كلام مهين للغاية من ذلك الببغاء جعله يتصبب عرقا من شدة الخوف؛ فرحل مسرعا وتوجه ناحية الغابة لا إراديا، وهناك كانت المفاجأة فقد رأى نفس الببغاء الذي أرعبه أمامه في الغابة التي توجه إليها هربا منه، ولكنه في هذه المرة سمع منه كلاما جميلا ومهذبا للغاية، فاستغرب الرجل وذهل من ذلك، فأخبره الببغاء الحكيم عندما قص عليه الرجل حكايته مع الببغاء المشابه له، أنهما إخوة وقد تربى أخيه مع الصياد (صحبة سوء) لذلك ساءت أخلاقه، أما هو فقد تربى مع طيور الغابة الحكماء (صحبة جيدة) لذلك أصبح ما هو عليه الآن، فالصحبة دائما تفرق في تنشئة أي كائن.
اقرأ أيضا: قصص عالمية للاطفال سندريلا والأمير
القصة الثالثة:
في إحدى الأزمنة كان هناك رجلا ثريا للغاية ويتحلى بأخلاق كريمة، وقد رزقه الله بابن ولكنه كان دائما قلقا عليه بسبب سوء أخلاقه وعاداته السيئة في معاملته للآخرين؛ فذهب الأب ذات مرة لطلب نصيحة أحد الشيوخ الحكماء، والذي طلب منه أن يأتيه بابنه الصغير ليعطيه درسا؛ وعندما حضر الابن الصغير طلب منه الشيخ السير معه، ففعل الصغير.
وأثناء سيرهما سويا طلب الشيخ من الصغير أن يخلع نبتة صغيرة من الأرض لأجله ففعل الصغير ذلك بكل سهولة ويسر، ثم استكملا مسيرتهما فمرا بشجيرة صغيرة فطلب الشيخ منه أيضا اقتلاعها من الأرض، حاول الصغير عدة محاولات وأخرجها في النهاية، ومن ثم أخذه الشيخ إلى شجرة كبيرة ممتدة الجذور وطلب منه اقتلاعها، ولكن الصغير مهما فعل بها وحاول جاهدا لم يتمكن من قلعها.
أخبره حينها الشيخ معلما إياه الدرس: “اعلم يا صغيري جيدا أن هذه هي الحال أيضا مع صفاتنا السيئة منها والجيدة، فبكبر سننا لا نتمكن من التخلص من صفاتنا السيئة، لذلك من الأفضل التخلص منها بصغرنا”.
اقرأ أيضا: قصص عالمية كرتون سندريلا حلم كل فتاة
القصة الرابعة:
كان هناك راعي أغنام طماع وجشع للغاية، وبيوم من الأيام كان يرعى أغنامه ويهتم بها جيدا وفجأة هطل عليهم جميعا مطر غزير، فساعده الحظ بأن وجد كهفا فاختبئ به مع أغنامه، وعندما سكن هطول المطر خرج من الكهف مع غنمه ولكنه حينها وجد قطيعا شاردا بلا صاحب، وكان أفضل من قطيعه فبدأ بأخذ طعام قطيعه وإعطائه للقطيع الجديد، ولكن القطيع الجديد رفض أخذ الطعام منه، وعندما سأله راعي الغنم عن السبب، أخبره القطيع بأنه قد تخلى عن قطيعه عندما وجده أفضل من قطيعه، وبالطريق إن وجد قطيعا أفضل منه سيتخلى عنه أيضا.