ما أحوجنا بزمننا هذا إلى القصص التي تحمل في طياتها العبرة والموعظة حتى نتمكن من الوصول إلى بر الأمان بزمن ندر به الأمان وشاع فيه الخوف والذعر من كثرة الأهوال التي تعمره، زمن شاعت فيه الفتنة ولم يبق به سوى الأحقاد وأوجاع القلوب.
من قصص عبر ومواعظ يوتيوب:
القصــة الأولى:
في إحدى الأيام ذهبت زوجة مع زوجها إلى رحلة بحرية، استغرقت في البحر عدة أيام، وفي إحدى اللحظات هبت ريح عاصفة هوجاء تسببت في نشر الذعر بين كل ركاب السفينة والخوف الشديد من المصير المجهول لكل منهم، ومن شدة خطورة الموقف فقد غرقت السفينة بالكامل بالمياه أعلمهم قائد السفينة أنهم جميعا في خطر محتوم، وأن نجاتهم جميعا تتوقف على معجزة من عند الله سبحانه وتعالى حتى يتدارك الجميع خطورة الموقف الذي يمرون به.
هلعت الزوجة كحال غيرها وأخذت تصيح وتصرخ بأعلى صوتها، ولكنها فوجئت بزوجها إذ يجلس صامتا في هدوء وسكينة فثارت غاضبة وحانقة عليه، وعلا صوتها متهمة إياه ببرود الأعصاب واللامبالاة الشديدة؛ نهض الزوج من مكانه والغضب يملأ عينيه من شدة سوء الكلمات التي وقعت على نفسه من زوجته فاستل خنجرا ووضعه على رقبتها، ونظر ماذا تفعل وإذا بها لا تبالي مطلقا، فسألها: “ألا تخافين من الخنجر الموضوع على رقبتكِ؟!”
فأجابته: “لا بالطبع”، فتعجب من أمرها: “وكيف لكِ لا تخافين من خنجر بإمكاني قتلكِ به؟!”.
فأجابته: “لأن الخنجر بيد من أحب من كل قلبي وأثق به ثقة عمياء، فكيف للخنجر أن يمسسني بسوء؟!”.
تعجب الرجل من حالها وأخبرها: “هكذا حالي مع ربي، فالريح العاصفة بيد ربي الذي أحبه من كل قلبي وأثق به، فكيف يمكنني أن أقلق من أمر تدبيره بيد خالقي؟!”.
الحكمة من القصة:
مهما مررت من تجارب قاسية بالحياة فاعلم دائما تمام العلم وثق يقينا بأن الله قادر على زوالها كأنها لم تكن في الأصل طالما أحببته وكنت واثقا في قدرته، فالله عند ظن عبده به.
اقرأ أيضا: قصص وحكم صينية رائعة بها اعظم العبر والمواعظ المفيدة
القصـــة الثانية:
في إحدى الأزمنة البعيدة عاد ملك عظيم من سفره بليلة شديدة البرودة، وعند بوابة قصره وجد حارسا عجوزا بعض الشيء ترتعد أطرافه من شدة ما ألم به من برد وعليه من الثياب الخفيفة التي لا تصلح لأن تكون سترة في مثل هذه الليالي القارصة.
وعده الملك بأن يأمر خادمه بإحضار ثياب ثقيلة تحميه من شدة البرد وتمكنه من الاستمرار في الحراسة، وما إن دخل الملك قصره الدافئ حتى نسي تماما أمر الحارس المسكين والوعد الذي قطعه له.
وفي الصباح وجد جثمان الحارس وقد فارق الحياة وبجانبه وجدت ورقة صغيرة مكتوبة بها بعض الكلمات بيد ترتعش من البرد: “أيها الملك العظيم كنت بكل ليلة أتحمل البرد القارص وسوئه ولكن وعدك لي بالملابس الثقيلة جعلني أفقد قدرتي على التحمل تلك وقد فارقت الحياة بعدما سلبتني قوتي بوعدك لي”، شعر الملك إثرها بالندم الشديد على ما فعل من خطأ فادح أودى بحياة حارسه.
الحكمة من القصة:
إذا وعدت أحدا بشيء فأوفي به، فإنك لا تدري ماذا تعني وعودك للآخرين، ربما تعني لهم الحياة بأسرها، فلا تنقض وعدا لأنك لن تعلم ماذا تهدم به!
اقرأ أيضا: قصص ومواعظ قصة المليونير الذي فاته القطار بجد معبرة وجميلة جداً
القصــة الثالثة:
في إحدى الأيام اصطدم شاب يقود دراجته بامرأة عجوز لا تقوى على السير، ولكنه بدلا من أن يعتذر منها ويساعدها على النهوض أخذ يضحك عليها ويستهزئ بحالها، ولم ينتظر حتى يطمئن عليها بل تركها ورحل.
وما إن استطاعت العجوز النهوض حتى نادت على الشاب بصوت مرتفع لتعلمه بأن شيئا ما قد سقط منه، على الفور عاد الشاب مسرعا حتى يأخذ ما سقط منه، ولكنه أخذ يبحث كثيرا ولم يجد شيئا، وعندما سألها عن الشيء الذي سقط منه أعلمته بأنها كانت مروءته هي التي سقطت منه، ونصحته بألا يبحث عنها كثيرا لأنه لن يجدها مرة أخرى بعد الموقف الذي حدث معها بسببه.
الحكمة من القصة:
أشياء خاطئة بسيطة قد يفعلها المرء ولكنه يفقد إثرها أشياء ذات قيمة بالغة ولا يتمكن من تعويضها أبد الدهر، وعلى المرء دائما الاقتداء بكامل الأخلاق.
اقرأ أيضا: قصص وعبر وحكم ومواعظ قصة العروس العمياء والصماء والبكماء