قصص عربية حزينة ومؤلمة لدرجة البكاء
هل الحزن مفيد لصحتنا؟!
إن ملامح الحزن التي ترسم على وجوهنا بشكلها الدقيق كفيلة لجعل كل من حولنا يدرك مدى الحزن بداخلنا، إن الانعزال بالمنزل أثناء الحزن والامتناع عن مقابلة أي أحد مهما بلغت محبته يساعد جهاز المناعة على استعادة قوته، كما أن لحظات الحزن من أفضل اللحظات التي يمكنه الإنسان خلالها التفكير بإمعان في كمية الأخطاء التي ارتكبها ربما طيلة حياته، كما أنه يمهد الطريق للتحسن للأفضل.
نعلم أنه من المحزن أن نرى من نحب أمامنا يتألم لذا فجميعنا يعتقد بأن الحزن أمر مميت، ولكن من حق كل امرأ منا أن يحزن.
القصـــــــــــــــــــة الأولى:
من أجمل قصص عربية حزينة، على الرغم من الأحزان التي بها إلا أن بها عبرة كامنة…
كان هناك زوج صالح توفيت عنه زوجته والتي كانت صالحة لأبعد الحدود، كان يجد بجوارها جنة الله سبحانه وتعالى على أرضه، وبعد فراقها تركت ورائها ابنتهما الوحيد ذات الخمسة أعوام.
كانت والدته الحنون حينها حية ترزق، واهتمت بحفيدتها أفضل اهتمام ممكن على الإطلاق، ولكن بعد عامين رحلت والدته وتركته حائرا بين أمر ابنته وعمله، لذا اضطر الأب للزواج من فتاة بكر كان عمرها قد تجاوز الأربعين عاما لتعينه على تربية ابنته.
وعدته بأنها ستكون أما صالحة لابنته، ولكن ما فعلته كان خلاف ذلك كليا، فقد كانت طوال النهار وطوال غياب والدها عن المنزل تعذبه بالضرب وبالسب وعلى الرغم من صغر سنها وبراءتها إلا إنها لم ترحمها، كما أنها كانت تهددها بالضرب الشديد في حال شكواها لأباها.
أخذها زوجها للطبيبة دون أن تطلب منه ليعينها على الإنجاب ويسعد قلبها، فلم يكن يعلم شيئا مما تفعله بابنتها، وكانت المفاجأة القاهرة بالنسبة لها عندما أعلمتها الطبيبة بأنها عاقر!
واساها زوجها وأخبرها بأن الله رضاهما بابنتهما، وأنهما سويا سيفعلان كل شيء من أجل الحفاظ عليها وشكر الله عليها؛ ولكنها زادت في معاملتها السيئة للطفلة الصغيرة، كان عمرها حينها قد تجاوز السبعة أعوام وفي عامها الثامن، كان والدها يلاحظ مدى ضعفها الشديد على الرغم من اجتهاده في توفير أفضل كل ما تحتاج إليه، وفي يوم من الأيام أخبر زوجته بأنه يريد أن يطمئن عليها بالذهاب للطبيب، ولكن زوجته حالت بينه وبين ذلك وتحججت بالكثير من الأشياء.
أما عن الأب فقد كان قلقا حيال طفلته ولاسيما أنها كانت على الدوام تصرخ في وجود زوجته، وتضع يديها على رأسها وأحيانا كثيرة تسقط أرضا فور نهوضها؛ أخبر زوجته بأن جدتها من والدتها تريد قضاء بضعة أيام مع حفيدتها، وأنه يريد أن يشعرها ببعض الراحة من خدمته وخدمة ابنته وأن يخفف عنها ولو أيام قليلة.
قامت بتجهيز بعض الثياب الجميلة لها، وحذرتها من التفوه بكلمة واحدة، أما عن الزوج فقد ذهب بطفلته للطبيب للاطمئنان عليها، وهنا فجع عندما أدرك بمدى العذاب التي كانت تعانيه الطفلة ذات السبعة أعوام بسبب سوء اختياره!
لقد أخبره الطبيب بعد الكثير من الإجراءات والفحوصات الطبية بأن ابنته يوجد بدماغها نملا كثيرا!، وأنها في حاجة ماسة لعملية جراحية على عجالة، أخبرته طفلته بأن زوجته كانت توثق يديها وقدميها وتضع السكر على أنفها وداخل أذنيها فيأتي النمل ليأكل السكر!
انهار من سوء اختياره وذهب لزوجته، ولم يمنعه عنها إلا جيرانه فأراد أن يعلم شيئا واحدا، ما الذي فعلته لها طفلته ذات السبعة أعوام؟!، فأخبرته والدموع في عينيها أنها كانت تترجاها أن تناديها بأمي ولو مرة واحدة غير أنها أبت ذلك، جاءت الشرطة واحتجزت الزوجة وحكم عليها بخمسة أعوام، فقدت أعصابها ودخلت مصحة نفسية.
أما عن الابنة فقد استعادت صحتها وابتسامتها وأمنها مجددا، وأبى والدها أن يخاطر بها مجددا وصار لها أما وأبا.
القصــــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــة:
من قصص عربية حزينة …
كان هناك امرأة عجوز في إحدى المدن تسكن بمنزل صغير متهالك، كان لديها زوج قد رحل عنها وهو كل ما تبقى لها من أهلها، كانت تعمل طوال النهار وتعود لمنزلها الصغير بالليل متعبة لتتمكن من أن تعول نفسها ولا تمد يدها لغير الله سبحانه وتعالى.
وفي يوم من الأيام اشترى أحد الرجال الأثرياء قطعة الأرض الكبيرة التي بجوارها، وقرر أن يبني قصرا ضخما، كانت العجوز تذهب وتعود من وإلى منزلها الصغير ولا تشعر بالتغيرات التي تطرأ من حوله، ولم يكن ليهمها الأمر من الأساس.
وخلال فترة وجيزة تم بناء القصر الفخم، وسكن الثري بداخله، وذات مرة كان يطل من قصره الضخم وإذا به يفاجئ بمنزل العجوز الصغير، فسأل أحد رجاله: “لمن هذا المنزل البشع؟!”
فأخبره قائلا: “إنه لسيدة عجوز يا سيدي وحيدة تعمل طوال النهار وتعود لمنزلها كل ليلة”.
فقال له مالك القصر: “اهدموا المنزل في الحال، إن منظره القبيح يشوه قصري الجميل”!
فقال له: “وكيف يعقل هذا يا سيدي؟!، إنه ملكا لها والمكان الوحيد الذي يسترها، كيف لنا أن نهدم منزلها ملجأها الوحيد، إن كان منظره يضايقك فلم لا تقوم بتجديده لأجلها؟!”
فنهره الرجل الثري وقام بطرده، وأمر رجاله بهدم المنزل في الحال، ونظرا لكونه رجلا ظالما وطاغية استجابوا لأمره، وقاموا بهدم المنزل بالنهار وعندما عادت العجوز لم تجد منزلها ولا ركامه من الأساس.
حزنت العجوز حزنا شديدا، ولأنها وحيدة ومستضعفة في هذه الأرض رفعت يدها للسماء واشتكت لخالقها الظلم الذي حل بها، وما هي إلا ثلاثة أيام حتى حل زلزال قوي خسف بالرجل الثري وبالقصر الفخم بالأرض، ولكمة الله سبحانه وتعالى هي العلى (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين).
واقرأ أيضا عزيزنا القارئ المزيد والمزيد من قصصنا المشوقة والممتعة: قصص حزينة مؤلمة جداً ومبكية لأقصي درجة بعنوان فراق بلا موعد