تعطي كل قصة متعة رائعة تختلف عن الأخرى، لدرجة أن كل منا ينتظر الجديد عل أحر من الجمر ليكتشف ما به من متعة جديدة تشبع احتياجاته ورغباته.
قصة الأميرة النائمة
يُحكى أنه كان في قديم الزمان، ملك عظيم وملكة طيبة القلب، كانا يسألان المولى أن يرزقهما طفلا ليؤنسهما، فاستجاب الله سبحانه وتعالى لدعواتهما، وأعطاهما طفلة بريئة بغاية الجمال، فرحت المملكة فرحا شديدا بالأميرة المولودة، فأقام الملك وزوجته حفل هائل احتفالا بالأميرة الجميلة، ودعا كل المملكة لحضوره والجنيات الطبيات ولكنهما نسيا الجنية الشريرة، فمن يُحب حضور مثل تلك السيدة الشمطاء؟!
أمنيات الجنيات الثلاث للأميرة الصغيرة:
كل من بالمملكة السعيدة تمنى أمنية للأميرة المولودة، ولكن أمنيات الجنيات الطيبات لها طابع خاص إذ يتمتعن بقيامهن بالسحر العجيب؛ حيث قامت الجنية الأولى، فتمنت لها الجمال الفاتن منقطع النظير الذي يدوم مع طول الزمن بحيث تكون الأميرة أجمل فتاة بالمملكة، وقامت الجنية الثانية فتمنت لها الصوت النقي العذب ليصبح صوت الأميرة أعذب من صوت الكروان، وقبل أن تنطق الجنية الثالثة بأمنيتها حضرت الجنية الشريرة، وهي تستشيط غضبا من عدم دعوتها على الحفل دونا عن الباقين الحاضرين من كل أنحاء المملكة، فصبت غضبها على لعنة ألقتها على الأميرة المولودة ردا على فعلة والديها، إذ توعدتهم بأن أميرتهم ستكبر ولن يمسسها أي سوء، وستصبح الأجمل بالمملكة بل وما حولها، ولكنها بيوم ميلادها السادس عشر ستموت وينقضي أجلها جراء وخزة صغيرة بإصبعها من آلة غزل، وأنه لا توجد قوى على سطح الأرض بإمكانها إبطال تعويذتها مهما بلغت من قوة.
أمنية الجنية الثالثة التي ستنقذ حياة الأميرة:
وبسبب لعنة الجنية الشريرة التي ألقتها على الأميرة المولودة عم الحزن المكان وسيطر على جميع أجزائه، لكن الجنية الطيبة الثالثة هدأت من روع الملك وزوجته، إذ قامت فتمنت الأمنية الأخيرة للأميرة المحبوبة، بأنها إذا ما وخزت الإبرة إصبعها فإنها لن تموت إثرها ولكنها تنام وينام كل من بالمملكة حتى يأتيها حب حقيقي ينقذها ومملكتها من شرور الجنية الشمطاء، كما أمر الملك بجمع جميع آلات الغزل المتواجدة بكافة أنحاء المملكة وحرقها خوفا على ابنته الأميرة الصغيرة.
اليوم الموعود “يوم عيد ميلاد الأميرة السادس عشر”:
أثناء تجول الأميرة الجميلة وقد صارت شابة وفي مقتبل عمرها، يحبها كل من بالمملكة لطيبة قلبها وحنانها على رعاياها، وجدت امرأة عجوز جالسة على آلة غزل، والآلة بالنسبة للأميرة شئ تجهله، فاقتربت من العجوز لتسألها من باب الفضول وحب الاستطلاع، فدعتها المرأة العجوز لتجربتها بعدما أخبرتها بأنها آلة تستخدم في الغزل، وما أن وضعت الأميرة يدها على الآلة حتى وخزتها الإبرة لتتحقق التعويذة، وإذا بالأميرة تقع على الأرض طريحة، وإذا بالمرأة العجوز تتحول إلى الجنية الشريرة بعدما فعلت فعلتها بحيلة ماكرة، فيا لحظ الأميرة المسكينة؟!
نهاية سعيدة:
تحققت أمنية الجنية الطيبة الثالثة، وقامت ببعض الأسحار العجيبة لتجعل كل ما بالمملكة ينام مع نوم الأميرة الجميلة النائمة، وبيوم من الأيام حضر أميرنا الشجاع ليدخل القصر المهجور فيجد كل من به نيام، ولكنه يجد جمالا يشده لدرجة أنه يقترب من صاحبته ليقبلها قبلة حب حقيقية تنقذها من النوم الأبدي، وتعم الحياة القصر من جديد، وتستكمل الاحتفالات به، ويتخذ الأمير الشجاع من الأميرة الجميلة زوجة له مدى الحياة، ويعيشا معا في سعادة وهناء.
شكرنا لكم على كل شيئ