ومازلنا نستكمل أحداث قصتنا المثيرة الشيقة، ونعيش أحداثها المليئة بالخيال والسحر، والتي تجعلنا وكأننا نعيش بعالم آخر بعيدا كل البعد عن أرض الواقع.
قصة الثعبان الأبيض وسره الخفي الجزء الرابع
وعلى الفور شرع في فك وثاقه، ولكن الآخر المكبل بالأغلال أمسك بيده وقال: “أنا الملك ولكن من أنت؟!”
الفتى: “بالتأكيد يا مولاي أعلم أنك جلالة الملك، واعذرني ولكنني لم أكن أعلم أنك هنا، ولو كنت أعلم لما تأخرت عليك، ولكن عذرا من فعل بك هذا؟!، أمل أتركك منذ لحظات وقد كنت بخير؟!”
الرجل المكبل بالأغلال: “ولكن من أنت يا بني؟!، أيعقل أن تكون الفتى الذي أنتظره منذ سنوات طوال؟!”
اعتقد الفتى أن الملك قد فقد عقله وصوابه ورشده، واستغرب كثيرا إنه لم يمضي وقت طويل لكل هذا إنما هي دقائق معدودة.
الرجل المكبل بالأغلال: “اسمعني جيدا، الملك الذي تعتقدون جميعكم أنه ملككم ما هو إلا أخي التوأم، وأنا هو ملككم الحقيقي، لقد خدعني منذ سنوت وأخبرني باكتشافه لغابة العجائب وطلب مني الذهاب إليها معه حيث أنني محب لاستكشاف كل ما هو يفوق العقل ومولع بذلك، فذهبت إليه وذلك ما توجب عليه فعله، أن يراني جميع شعبي وحراسي وأنا خارج معه وسط حاشيتي، وقد دبر لي الخديعة بأن وضع منوما بزجاجة المياه خاصتي، وعندما وصلنا الغابة وتجولنا بها لاكتشاف ما بها من عجائب وغرائب لم يشهدها العقل مسبقا تظاهر بالتعب والإعياء الشديدين، وأخبرني أنه ذاهب لشرب شيء دافئ يقلل تأثير ما بدا عليه، وأثناء ذلك شعرت بالعطش الشديد فشربت رشفة مياه من زجاجتي الخاصة، وبعد ذلك لم أدري بنفسي إلا وأنا مكبل مثل ما تراني الآن؛ لقد استبدل ملابسي بملابسه، وأخبر الناس جميعا أن أخاه التوأم قد ألقت عليه ساحرة شريرة تعويذة جعلته بها طائرا”.
تعجب الفتى من أمره قائلا: “وكيف لي أن أصدقك وأنت تقول كلاما يثبت نفي كلامك المسبق؛ بالفعل للملك طائر يسجنه بقفص ودائما ما لاحظت أنهما يتبادلان أطراف الحديث، فالملك يتحدث إليه والطائر يجيبه بزقزقة حلوة الصوت، وهذا يثبت كلامك، وما أدراني فربما تكون بالفعل أنت أخاه الشرير”.
تنهد الملك الحقيقي تنهيدة تحمل الكثير من الوجع والآلام: “سأخبرك سرا لا يعلمه أحد إلا أنا وأخي المدعي أنه ملككم، إنه يعرف لغة الحيوانات والطير جميعا، فلذلك يمكنه التحدث معهم، وما أعطاه تلك القوى الخارقة أنه يأكل بكل يوم قطعة من الثعبان الأبيض”.
وعندما سمع الفتى بأمر الثعبان الأبيض جن جنونه وتلعثم بالكلام: “الثعبان الأبيض؟!”
الملك الحقيقي: “نعم الثعبان الأبيض بالتأكيد لا تعلم عنه شيء”
الفتى: “وكيف ذلك، لقد قادني فضولي لأعرف ما بالطبق وعندما كشفته وجدت ثعبانا أبيض اللون مطهوا، فقادني فضولي لأكل قطعة منه، ولكنني لم أتمالك نفسي فأكلته كله”.
وهنا صاح الملك في وجهه: “وكيف فعلت ذلك ألا تعلم أنك ستدفع رقبتك ثمنا لفعلتك هذه؟!”
الفتى: “وماذا أفعل إذا؟!”
الملك: “ساعدني في الخروج من هنا وسأساعدك في أمرك أيضا”.
الفتى: “سأفعل من أجلك كل ما تريد ولكن في البداية آتني بالقسم على أنك الملك الحقيقي”.
الملك الحقيقي: “إنك لوفي حقا لملكك، ولكنني أنا الملك الحقيقي وبعد قليل من الوقت سيتبين لك الأمر بأكمله، اذهب لغابة الأقزام وهناك ستجد شجرة صنوبر طوله لا يزيد عن الثلاثة أقدام..”
قاطع الفتى كلامه متعجبا: “طولها ماذا؟!، وكيف لشجرة صنوبر أن تكون بهذا الطول العجيب؟!”
الملك الحقيقي: “ألم أخبرك بأنها غابة أقزام، وهناك خذ بعضا من أوراقها وقم بحرقها، ومن ثم سيظهر لك قزم عجوز بالسن وحكيم للغاية لا تخف منه، فهو يعلم يقينا من أنت ومن الذي أرسلك إليه، وهناك هو سيتكفل بكل شيء وسيعلمك ماذا تفعل؛ اذهب على الفور حتى تتمكن من الذهاب للغابة قبل أن يشك بأمرك أحد، اذهب إلى الإسطبل وستجد به حصانا أسود اللون وبه علامة بيضاء أعلى رأسه، كل ما عليك فعله أن تهمس له في أذنيه قائلا خذني لغابة الأقزام، وسيأخذك بسرعة فائقة وهو الوحيد القادر على معرفة الطريق وكيفية الذهاب إليها، وعندما تنتهي من مهمتك همس له في أذنه خذني للقصر الملكي”…
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
اقرأ أيضا:
قصص قبل النوم الثعبان الأبيض وسره الخفي الجزء الأول
قصص قبل النوم الثعبان الأبيض وسره الخفي الجزء الثاني
قصص قبل النوم الثعبان الأبيض وسره الخفي الجزء الثالث
3 قصص قبل النوم جديدة ومسلية جدا للاطفال