قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الثالث
قصص قبل النوم رومانسية طويلة
ومازلنا في طيات قصتنا الشيقة والممتعة، القصة التي تجسد حالة الحب الصادق، وأن الله سبحانه وتعالى ينصر من يصدقه ويعينه على قضاء أمره أيضا.
من قصص قبل النوم رومانسية طويلة:
رجوع العاشق المجنون الجزء الثالث
ولسوء حظي فقد وصلت لمحطة القطار متأخرة ومتأخرة للغاية أيضا، هرعت لأقرأ إعلان ميعاد انطلاق القطار، وانقضى كثير من الوقت ذهابا وإيابا حتى أنني كدت أفوت القطار وتنتهي الرحلة بالنسبة لي قبل بدأها حتى؛ وإذا بيد شاب تمتد طلبا لمساعدتي، أمسكت به وحينها شعرت وكأنه طيب القلب، لقد شعر بفرحة الانتصار بقلبه لمساعدتي بلحاق القطار.
لسوء حظ كلينا أننا كنا بملتقى حجرة قائد القطار ببقية العربات، وقد أغلق الباب علينا لذلك اضطررنا للجلوس هناك على الأرض لحين حل المشكلة، لقد حاول الشاب جاهدا أن يفتح الباب ولكنه دون جدوى؛ حتى الآن لم أكن له إلا كل نظرة احترام وتقدر، ولكن ما إن شرع في مغازلتي بأسلوب الشباب المبين حتى حط قدره من نظري، لم أكن لأتحدث معه دون سبب، بطبعي عاشقة للقراءة فأخرجت كتابي من حقيبتي وبدأ في القراءة…
الشاب: “هل سبق لي وأن رأيتكِ يا آنسة؟”.
اكتفيت بالنظر إليه واستنكار سؤاله، الشاب: “بحفل ميلاد…”.
وقبل أن يكمل سبقته قائلة: “لا حب الحفلات ولا أذهب إليه”، أردت أن ألجم لسانه ولكنه لم يتوقف: “إن عينيكِ الجميلتين تذكرني…”.
قاطعته وعلامات الغضب تطغي على ملامح وجهي: “أخبرني تذكرك بمن؟!”.
الشاب: “جدتي، لقد كانت عينيها جميلتين وملونتين مثل عينيكِ”.
لقد كان يغلب عليه طابع المزاح، ولكنني أحب الجدية وتربيت عليها، لقد ورثتها من والدي؛ وبألو محطة فتح لنا الباب، وأخيرا تخلصت منه، لقد كان يغازلني ولم يستحي، محي الانطباع الحسن الذي أخذته عنه بمساعدته لي في البداية.
وصلنا لوجهتنا “باريس”، المفاجأة التي لم أصدقها أنه كان من ضمن من اشتركوا بالرحلة، وهكذا سنتقابل مجددا، يا للإحباط سيكرر حماقاته معي مجددا؟!
بأول ليلة من وصولنا كانت هناك حفل موسيقي، ولكنه لم يكن رائعا على الإطلاق، كان حفلا مملا للغاية، تمنيت أنني لم أذهب إليه من الأساس؛ وبينما كنت وصديقاتي نجلس على الطاولة ونتناول طعام العشاء، قدم الشاب وأصدقائه، دعته صديقتي للانضمام إلينا، تضايقت من فعلتها كثيرا، بدأ الشاب في مغازلتها بنفس الطريقة التي انتهجها معي من قبل، ولكن صديقتي كانت متجاوبة مع غزله.
كنت أشعر وكأن بركانا يستثار بداخلي، أمسكت أعصابي حتى سمعته يقول: “يا لها من موسيقى مملة، ليتكِ تسمعين مقطوعة لي على البيانو”.
صديقتي: “حقا تجيد عزف البيانو؟”
الشاب: “ما إن تلمس أصابعي البيانو حتى تتحول لألحان عذبة ساحرة تأخذ كل القلوب، وتتشخص من أجلها الأبصار”.
نهضت على الفور حينها وتوجهت للمنصة، أعلنت فرحة عن تطوع شاب فنان لعزف مقطوعة على البيانو لإسعادنا جميعا، توجهت الأضواء إليه، كنت أتوق لإعطائه درسا حتى يكف عن كذبه اللامتناهي.
ولكنه أبهر الجميع بعزفه لمقطوعة رائعة، والأغرب من ذلك أنه أهداني إياها، لقد كانت بالنسبة لي كالضربة القاضية؛ وبنفس الحين ازدادت مضايقاته حتى أرغمت على ترك الحفل بأكمله بسببه؛ في اليوم التالي جاء ممسكا بيده وردة حمراء مقدما اعتذاره، لقد كان حينها يبدو عليه الجدية، كان صادقا في قوله حتى أنني سامحته من كل قلبي، وما إن اقتربت منه لآخذ الوردة حتى ضغط عليها بشدة فأخرت ماءا كان بداخلها، لقد كانت خدعة!
تعالت الضحكات، شعرت بالحزن الشديد لدرجة أنني استأت كثيرا، جاء موعد القطار لإكمال الرحلة قبل صعودي للقطار لمحت جرسا لطالما أردت الحصول عليه، سارعت لأشتريه ولكنني وجدت الشاب يقف هناك، وكعادته يحب المزاح دوما ومضايقتي على أتفه الأسباب، لا أعلم أيريد أن يرد لي الصفعة التي سببتها له بالحفل الموسيقي عندما أحرجته أمام الناس كافة ليعزف على البيانو.
لقد حدث ما لن أكن أتوقعه نهائيا، لقد فوت قطاري وبه كافة متاعي، حتى أنني لا أملك جواز سفري، عقدت النية ألا أسبب متاعب حتى لا أقع في مصائب؛ ولكنني لم أسلم بالفعل فقد واجهت متاعب كثيرة، ولم أجد أحدا ينقذني منها غير الشاب نفسه.
اقرأ أيضا:
قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الأول
قصص قبل النوم رومانسية طويلة بعنوان “رجوع العاشق المجنون” الجزء الثاني
قصص رومانسية تأملات قلب تحبس الأنفاس الجزء الأول