إن أجمل شئ بالحياة السماع إلى القصص وخاصة الخيالية منها، إذ ينسى الإنسان عن طريقها جميع همومه وأحزانه، حيث يغلب عليها طابع الهروب بالخيال من الحياة على أرض الواقع.
قصة عقلة الإصبع
يحكى في زمن قديم, أنه كانت هناك سيدة تعيش وحيدة, وكانت تتمنى أن تكون لها فتاة؛ وبيوم من الأيام عندما كانت السيدة تسقى الزهور, وجدتها الساحرة تبكي, فقالت لها: “لا تبكي سأحقق لكي مرادك, خذي هذه البذرة وازرعيها في إناء, وقومي بسقيها, وبتعريضها إلى الشمس يوميا, وكانت السيدة تفعل كما قالت لها الساحرة إلى أن نمت البذرة, وسارت زهرة, وتفتحت, وكانت بداخلها فتاة جميلة جدا, أطلقت عليها السيدة اسم “عقلة الإصبع”, فهي كانت صغيرة مثل “عقلة الاصبع”, وأعدت لها سريرا من جوزة الهند, وفراشا من أوراق الزهرة, وعندما كانت تستيقظ من نومها تسبح في بحيرة المنزل.
الأمر العجيب بعقلة الإصبع أن كل من يراها لأول مرة يرغب بالزواج منها:
وفى يوم من الأيام عندما كانت غارقة في منامها, أتت “ضفدعة” إلى فراشها, وأخذتها لكي تزوجها إلى ابنها, ووضعتها على ورقة شجرة زمبق, وسبحت بها عبر الماء بعيدا عن منزلها, وعندما استيقظت “عقلة الاصبع” وجدت نفسها على ورقة شجرة زمبق في الماء, وسمعت “الضفدعة” وابنها يتحدثون عن زواجها, فبدأت “عقلة الاصبع” بالبكاء، فوجدتها مجموعة من الأسماك, وعندما سمعوا قصتها, قرروا مساعدتها, وعندما كانت الضفدعة وابنها يجهزان لحفل الزفاف, قامت مجموعة الأسماك بتهريبها بعيدا, وعندما كانت تسبح في الماء , كانت ستقع في المنحدر, ولكن أتت حشرة كبيرة وأنقذتها وحملتها إلى مملكة الحشرات, وفى المملكة عندما رآها “ملك الحشرات” قرر الزواج بها, ولكن أخبرته الحشرة الصغيرة التي جلبتها بأنها ليست مثلهم وأنها تشبه فصيلة الإنسان، مما جعله يقلع عن فكرة الزواج بها, وأخذها إلى مكان بالغابة وتركها فيه, فسارت “عقلة الإصبع” إلى أن وجدت منزلا, فطرقت الباب, فوجدت فأرة تعيش وحدها, فقدمت لها الفأرة الطعام والمأوى, وفى يوم العطلة الإسبوعي كان يأتي “خلود” إلى “الفأرة ” لقضاء العطلة معها, وعندما رأي “خلود” عقلة الإصبع أحبها, وطلب من “الفأرة” أن تساعده ليتزوج بها مقابل منزله وكل ما يملك, فوافقت “الفأرة ” على الفور, ولكن “عقلة الأصبع” انزعجت كثيرا وقررت الهرب.
عطف عقلة الإصبع وقلبها الحنون والجزاء التي لاقته جراء فعلها:
وعندما كانت تسير في الغابة وجدت عصفورا ينزف دما, فقامت بمساعدته, وربط جرحه؛ ولكن الفأرة وصديقها خلود كانا يلحقان بها, فحكت قصتها إلى العصفور, فقام بمساعدتها, وحملها ليحلق بها بعيدا إلى أرض الزهور, وهو مكان ممتلئ بالعصافير, والزهور, فقالت “عقلة الإصبع” : “يا له من مكان جميل؟!, وفجأة أتى “ملك” أرض الزهور وعرفها بنفسه, وطلب منها الزواج, لكنه شاب جميل يختلف عن باقي المخلوقات التي أرادت الزواج بها, ففكرت قليلا ثم قالت بشرط, أن تذهب معي إلى أمي, فوافق وأعطى لها هدية جناحين تطير بهما إلى منزل أمها, وذهبا معا, وفرحت أمها برجوعها, ورحبت بهما بشوق ولهفة, وبعد أيام قلائل تزوجا, وعاشا في سعادة أبدية.