تعد قصص الأطفال من أهم الأشياء المفيدة للأطفال الصغار ولاسيما قصص قبل النوم، و يا حبذا إن وجدت الإفادة في هذه القصص والإثارة والتشويق، كل ذلك من أجل تحفيز الطفل على طلب المزيد بكل ليلة، ولا نستطيع أن ننكر دور قارئ القصة على مسامع الأطفال حتى يحببه بها.
كثيرا ما توجد لدينا ذكريات عالقة بأذهاننا لدرجة الخلود، فلم لا نستخدم هذه الكيفية في ترسيخ الكثير من الذكريات الجميلة مع أطفالنا عن طريق تعليمهم خلقا ساميا بواسطة سرد قصة مفيدة وممتعة لهم يوميا قبل النوم.
ملكة الثلج:
يحكى أنه كان هناك طفلين نشأ كلا منهما على محبة الآخر، كانا صديقين لبعضهما البعض لأبعد الحدود وكانت تربط بينهما رابطة الجيرة، أحبا الزهور بجميع أنواعها من صغر سنهما، وذات يوم قاما بزراعة الكثير من أنواعها الخلابة للناظرين.
الطفلين كانا الطفل اسمه “كاي” ويعيش مع جدته، والطفلة تدعى “جيردا” يتيمة الأبوين، وذات أمسية من أمسيات الشتاء القارصة قصت جدة “كاي” عليهما قصصها الجميلة على دفء النيران المشتعلة، قصت عليهما قصة ملكة الثلج قاسية القلب الساحرة الشريرة التي بإمكانها إلقاء تعويذات فتحول قلب أي بشري إلى قطعة ثلج وتغير حاله كليا، فيصبح بعدها تابعا لها.
قالت جيردا: “يتضح من كلامكِ يا جدتي أن كل شخص عليه أن يقي نفسه من هذه الملكة الشريرة”.
أما عن كاي فضحك وقال: “دعيها يا جدتي تأتي هنا وسأذيب قلبها على النار لتصبح بعدها ملكة المياه”.
سمع جميعهم أصوات ضحكات متعالية وكأن شخصا ما يجلس معها ويضحك مثلهم، تعجبوا ودب الخوف بقلوبهم، فأراد “كاي” أن يطمئنهما فذهب ناحية النافذة ليلقي نظرة ولكن هناك شيء ما دخل بعينيه، فصرخ مستنجدا من شدة الألم، وبعدها بلحظات شيء ما أيضا أصاب قلبه بالوجع، فهمت “جيردا” صديقته المحبة لتنجده وما إن فتح عينيه حتى كانت قد أصابته لعنة الساحرة الشريرة ملكة الثلج لتغير حاله كليا مع صديقته المقربة الوحيدة، فيدفعها في صدرها حتى تسقط على الأرض من شدة دفعته لها.
وبكل يوم كانت تذهب إليه لتعلم ما بدل حاله ولكنه كان يعاملها بكل قسوة وجمود كجمود الثلوج، أصبح متعجرفا ومتعاليا عليها للغاية لدرجة أنها أصبحت عاجزة عن فهمه وفهم تصرفاته، وفي أحد الأيام قرر الرحيل بعيدا، وأثناء رحلته ظهرت له ملكة الثلج والتي أخذته معها في عربتها الغريبة، وذهبا إلى مملكتها الثلجية والتي يخلو منها نهائيا الدفء فلا يوجد شيء بها سوى الثلوج والجمود الدائمين.
لم تيأس “جيردا” من البحث عنه طويلا، لقد سألت كل شيء عنه حتى الأشجار والأنهار والطيور، ولكن لم يجبها أحد، وأثناء رحلة بحثها عن صديق طفولتها تم أسرها من قبل سفينة قراصنة، فأرادوا التخلص منها ولكن ربان السفينة كانت سيدة فأحبت “جيردا”، كما بادلتها “جيردا” نفس الشعور، وأقسمت هذه السيدة على مساعدتها مهما كلفها الأمر.
أمرت بجلب “إيل” من أجل مساعدة الفتاة الصغيرة طيبة القلب، فامتطت “جيردا” الإيل وذهبت على الفور في اتجاه مملكة الثلج بحثا عن من فقدته واشتاقت إليه، وما إن وصلت المملكة حتى أخذت تنادي ولكن لم يستجب لندائها أحد، ومن مسافة بعيدة رأت “جيردا” صديقها “كاي”، فأخرت مرآة صغيرة الحجم مرآة سحرية كانت قد أعطتها إياها جدة “كاي” حتى تتمكن من مساعدته وتحول بينه وبين تعويذة الساحرة الشريرة “ملكة الثلج”، عمدت “جيردا” إلى جعل “كاي” ينظر إلى انعكاس صورته بهذه المرآة السحرية، وبالفعل تمكنت من إنقاذه بإبطال تأثير التعويذة عليه.
وأثناء هروبهما سويا ظهرت ملكة الثلج، فاستخدمت “جيردا” بذكائها نفس الحيلة التي استخدمتها مع “كاي” (انعكاس المرآة) حتى تظهر بها الحقيقة الطيبة لقلب ملكة الثلج والتي قد غيرته الأيام، عادت ملكة الثلج إلى مرحلة الطفولة، فأصبحت طفلة جميلة في العاشرة من عمرها، شكرت “جيردا” على شجاعتها وطيبة قلبها والتي جعلتها تنتصر في الحرب بين الخير والشر، عاد ثلاثتهم إلى الجدة والتي قامت بدورها على رعايتهم وتربيتهم تربية سوية.
اقرأ أيضا:
قصص اطفال جديدة حلوة بعنوان رسمتي فيها حكايتي
قصص اطفال للنوم قصيرة ما أروعها لصغيرك
قصص قبل النوم هانسل وغريتل وصراع بين المحبة والكراهية