ما أجمل سماع صوت الضحكات، وما أجمل من أثر تلك الضحكات على النفس البشرية حيث يقال أنها تطيل العمر وتجعل الإنسان مهما كبر لا يزال صغيرا، حقا ما أجمل أن يكون الإنسان ضاحكا دائما وأن يتخلى عن وجهه العبوس.
كثرت هذه القصص وجلبت مع كثرتها الكثير من الفرحة إلى قلوبنا.
أولا/ قصة أول مال أجنيه بعرق جبيني:
يحكي أحد الأشخاص عن بداية نشأته وعن طفولته، فيقول كنت في المدرسة بأحد الأيام وقد كنت هزيل البنيان لا أقوى على ضربة واحدة من مدرس ما، وكانت العادة حينها أن الطالب الذي يسكب على منضدته حبرا من محبرته الخاصة يدفع غرامة مادية يا إما يتلقى ضربا مبرحا من مدرسه، لذلك كان صاحبنا شديد الحرص على الإمساك جيدا بمحبرته مراعاة لظروف والده المادية ولحالة جسده المعدمة، ولكن أحيانا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فذات مرة انسكب الحبر منه رغما عنه فنظر المدرس إليه نظرة قاسية علم إثرها صاحبنا ما سيتوجب عليه فعله، وعندما رجع إلى منزله قص لوالده ما حدث معه فأشفق والده الحنون عليه فأعطاه الغرامة لدفعها رغبة في إنقاذه من الضرب، وفي اليوم التالي ذهب الطالب إلى المدرسة وحينما نظر إليه المدرس ليعرف ما إذا كان قرر دفع الغرامة أم أن يضرب، لكن الطالب قرر التضحية بنفسه من أجل الحصول على الأموال، فضربه المدرس ضربا مبرحا حتى سال العرق من جبينه، وعندما عاد أخبر والده بما حدث فضحك الأب وقال له: “هذا أول مال لك تجنيه بعرق جبينك، إنك فعلا تستحقه”.
ثانيا/ قصة هدية عريس:
بيوم من الأيام ذهبت عروس إلى صالون تجميل لتتهيأ وتستعد لليلة زفافها أجمل ليلة بحياتها، وفي يوم الصباحية أرسل العريس بهدية يبدو على مظهرها الأناقة والفخامة، إنها عدة هاتف جوال مكتوب على غلافها حينما أزالته صاحبة الصالون هاتف أيفون 6 ولكن عندما أخرجت الهاتف وجدته عدة نوكيا لطراز قديم جدا، ووجدت أيضا ورقة مكتوبة بخط يده: “هذه لكي تشعري بما شعرت به بأول ليلة بعمري”.
ثالثا/ قصة جحا والإناءين:
بيوم من الأيام استعار جحا من جار لديه إناءا لقضاء شيء ما، وعندما رد جحا الإناء لصاحبه أعطى لجاره إناءه وإناء صغير برفقته، وعندما سأله جاره عن الإناء الصغير أجابه جحا بأن إناءه قد أنجب هذا الإناء الصغير تعجب الجار من حال جحا ولكنه لم يستطع أن يرد عليه بشيء فأخذ الإناءين ومضى، وبعدها بأيام قلائل استعار جحا نفس الإناء مرة أخرى، ولكنه في هذه المرة تأخر في رده إلى صاحبه الذي سأل عنه لاحتياجه له، فأخبره حينها جحا أن إناءه قد توفي ليلة أمس عنده، اندهش الرجل واستنكر على جحا قوله، فضحك جحا وقال لجاره تستنكر أن إناءك قد توفي ولم تستنكر أنه أنجب؟!
رابعا/ قصة لم أرَ شيطانا بكل حياتي:
بيوم من الأيام كان يقف الجاحظ بمكان ما فإذا بامرأة تقدم إليه من بعيد وحينما وصلت إليه ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت له: “إنني أريدك في مسألة هامة للغاية”.
فأجابها: “أخبريني ما هي مسألتك”.
فردت عليه قائلة: “اتبعني وسترى”.
وصارت تمشي ويتبعها الجاحظ حتى وصلا إلى متجر صائغ الذهب فأشارت للرجل وقالت له: “هذا هو” ومن ثم انصرفت دون أن تنطق بكلمة واحدة أخرى؛ تعجب الجاحظ من أمرها وثار فضوله فسأل الصائغ عن حال تلك السيدة فأخبره قائلا: “إن تلك السيدة قدمت إلي في الصباح تريد مني أن أنقش لها على خاتم ذهب صورة للشيطان، فأخبرتها أني لم أره مطلقا طول حياتي، فأخبرتني بأنها ستجلب لي الشيطان لأراه، فغابت فترة ومن ثم أحضرتك ظنا منها بأنك الشيطان”.
خامسا/ قصة جحا وموت زوجته وحماره:
بيوم من الأيام ماتت زوجة جحا فشهد الجميع له بعدم حزنه وألمه على فراقها، وبعدها بوهلة مات حماره فظهر الكثير من الأسى والحسرة على ملامحه، فتعجب الكل من أمر واضطر بعضهم لسؤاله عن حاله حيث حينما توفيت زوجته لم يظهر عليه الحزن على خلاف موت حماره، فأخبرهم قائلا: “حينما توفيت زوجتي قدم إلي أصدقائي وجيراني ووعدوني بأنهم سيزوجونني بمن هي أفضل من زوجتي، ولكن حينما مات حماري لم أجد أحدا يعدني بأنه سيعطيني حمارا أفضل منه”.