ومازلنا نستكمل سلسلة القصص القديمة من الواقع التي تحمل لنا العديد والعديد من الحكم والعظات، وكل قصة أروح من التي تليها حيث اخترناها برعاية فائقة من أجل الاستفادة منها على قدر المستطاع.
فما أجمل أن تكون القصص واقعية بقدر ما بها من حكم ومواعظ.
أولا/ قصة رائعة ومعبرة
يحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك رجلا يتنزه في حديقة جميلة وفجأة وقعت عيناه على فراشة صغيرة تناضل من أجل الخروج من شرنقتها واستقبال الحياة، على الفور تدخل الرجل وقام بقص هذه الشرنقة ظنا منه بأنه بتلك الطريقة سيساعد الفراشة الصغيرة ولكنها حالما خرجت من الشرنقة لاقت حتفها حيث أنها لم تكن قد اكتسيت القدرة الكافية لخروجها للحياة وأنها كانت ما زالت هزيلة وغير قادرة على تقلبات الدهر، أيقن الرجل وتعلم درسا قاسيا في ضرورة ترك الأشياء على طبيعتها وأن بكل شيء خلقه الله تأتي من ورائه الحكمة، كما طبق ذلك الدرس على حياته كلها فمن الضروري ترك البعض يعاني من مشاكله حتى يجد لها الحل الأنسب وبذلك يكتسب الخبرات الكافية التي تمكنه من العيش في الحياة الصعبة وتجاوز كل صعابها.
ثانيا / قصة قصيرة مميزة
كانت في إحدى البلدان عجوز مريضة، هلك جسدها من شدة المرض وقد نصحها أحد الأطباء بتناول كل يوم كوبا كاملا من العسل الأبيض حيث قد يساعدها ذلك في الشفاء من كافة الأمراض التي قد هلكت جسدها الهزيل، ولكن أنى لها تتكلف مصاريف كوب العسل الأبيض يوميا، وصل أمر تلك السيدة العجوز إلى عمدة البلدة والذي على الفور أمر جميع أهل البلدة بالمساعدة، فأتى بجرة فارغة وأمر كل واحد من أهل البلدة بوضع كوب من العسل الأبيض فيها، وبالفعل عهد الجميع إلى وضع كوب مملوء بداخل الجرة، وكلها لحظات معدودات وحملت الجرة المملوءة إلى السيدة العجوز، وعندما فتحتها وجدتها مملوءة بالماء لا بالعسل الأبيض رفعت أمرها إلى العمدة وقد تبين أن كل من بالبلدة قد اتكل على غيره ووضع الماء بدلا من العسل ليخفف عن نفسه ولكن كانت النتيجة أن السيدة العجوز دفعت ثمن فعلتهم.
ثالثا/ قصة “الأمل يصنع المعجزات”
كانت هناك فتاة مريضة بشدة، بكل يوم تنتظر لحظة فراقها للحياة من كثرة الوجع والألم الذي أودى بها وبجسدها المتآكل، ولكنها بكل يوم كانت ترى من مكان مرقدها شجرة تتساقط أوراقها كل يوم، وبيوم أخبرت أختها الأصغر منها بأنها ستوافي منيتها حالما تتساقط جميع الأوراق من تلك الشجرة التي تراها يوميا، وبالفعل سقطت كل أوراق الشجرة ماعدا ورقة واحدة استمرت في الشجرة بالرغم من توالي الأيام والفصول، ومرت الأيام الطوال وبدأت الفتاة بالتعافي والخروج من شدتها، وبعدما أتم شفاؤها على أكمل وجه بفضل الله خرجت من حجرتها يعد غياب طويل ولكنها فور خروجها اكتشفت أن تلك الشجرة لم تكن إلا عبارة عن مجسم قد صنعته أختها من أجلها حتى تتمسك بحبل الله المتين وتتمسك بأي أمل، وبالفعل نجحت الأخت الذكية في طريقة تفكيرها وقد شفا الله عز وجل لها أختها المسكينة التي تحملت الكثير من الآلام قبل كتابة الشفاء لها.
رابعا/ قصة من غشنا فليس منا
كان هناك بائعا للزيت يبتغي الثراء الفاحش بأي وسيلة وبأقرب وقت ممكن فقام بخلط الزيت السيئ بالجيد وقلل من الثمن وبذلك اكتسب كثيرا من الزبائن وكثيرا من الأموال، وبالفعل حصل على ما تمنى فأصبح فاحش الثراء؛ وبيوم من الأيام قدم إلى بلدته صانعا للصابون واتفق معه على صفقة لشراء الزيت من عنده لصناعة صابونه، وقد اشترى بائع الزيت صابونا من الصانع وبعد أن استعمله أصيب بحساسية في الجلد وأمراضا متعددة، فقام برفع شكوى للقاضي يشكو فيها من صانع الصابون الذي سبب له الكثير من الأذى، وأمر القاضي بتحليل الصابون ومعرفة السبب وراء العلة وقد اكتشفوا أنه من الزيت المغشوش والذي أخبر صانع الصابون أنه نفس الزيت الذي قد اشتراه من بائع الزيت الذي هو نفسه قد تضرر من أفعاله وغشه للزيت وقد حكم عليه القاضي بما يستحقه من العقاب.