قصص قران قصة سيدنا هود عليه السلام مع قومه كاملة كما وردت في القرآن الكريم
نقدم لكم الآن في هذا المقال عبر موقع قصص واقعية من موضوع قصص قران قصة سيدنا هود عليه السلام مع قوم عاد كما وردت في القرآن الكريم مكتوبة بشكل مبسط لتصل الي الجميع بالاضافة الي الآيات القرآنية الكريمة التي وردت فيها هذه القصة ، وللمزيد من قصص قران يمكنكم زيارة قسم : قصص الأنبياء .
قصة سيدنا هود عليه السلام
هود هو رسول لأول أمة من ولد سام بن نوح.. وبذلك يكون هو أول رسول من ذرية نوح. حياة قوم هود :كانت عاد – قوم هود – تقيم بالأحقاف – ما بين اليمن وعمان – ردحاً من الزمن، وقد رزقها الله رغداً من الحياة. وحباها نعمة وافرة، وخيرات كثيرة فجروا العيون وزرعوا الأرض. وأنشأوا بساتين غناء، وحدائق فيحاء، وشادوا القصور، وفضلا عن ذلك كله، منحهم الله بسطة فى أجسامهم، وشدة فى أبدانهم وأتاهم ما لم يؤت ، أحداً غيرهم وإزاء هذه النعم الفياضة والخير الوفير الذى كانوا ينقلبون فيه كان عليهم أن يفكروا فى مصدر هذه النعم، ومعطى هذا الخير ليتوجهوا إليه بالشكر والتقدير، ولت عنوا لرحابه وجوههم بالعرفان والإقرار، لكنهم بدلا من ذلك نسوا الله بجهلهم.. وراحوا يتخذون أصبنا ما يعنون لها بجباههم، ويعفرون فى ثرى مقامها خدودهم، ويقصدونها بأنواع القرابين للشكر كلما وقعوا على خير، ويفزعون إليها بالاستغفار والضراعة كلما أصابهم ضر وليس هذا ما فعلوه فحسب، بل إنهم عثوا فى الأرض فساداً، فأذل القوى منهم الضعيف، وطغى الكبير منهم على الصغير، وأضاع الأكثر سطوة وغلبة حق البسطاء المغلوبين منهم.
وتشاء إرادة الله أن تضع حداً لجبروت المفتونين الأقوياء، وأن تمكن للمظلومين الضعفاء وأن تجمل النفوس وتهذبها، وتخلص القلوب مما ران عليها من ظلام الجهل والتقليد، ومما تراكمت على بصائر القوم من غشاوات البدع وتأليه غير الله، فأرسل الله إليهم رسولاً من أنفسهم يخاطبهم بلغتهم، ويرشدهم إلى خالقهم، ليعبدوه وحده ويتركوا سفاهة عيادة آلهتهم. هود يدعوهم إلى الله : ولقد امتاز هود عليه السلام عن قومه بكرم خلقه، ورجاحة عقله ورحابة صدره ورفيع أصله، فاختاره الله أمينا على رسالته، ومبلغاً للناس دعوته، لعل تلك القلوب الضالة أن تهتدى، والنفوس المعوجة أن يصلح حالها، فاضطلع هود بالرسالة وتسلح بما يتسلح به كل صاحب دعوة خيرة من الحلم والعزم والرزانة، فأنكر عليهم أصنامهم، وسفه أحلامهم وقال لهم: يا قوم. أحجار تنحتونها ثم تعبدونها، وتلجأون إليها فى الشدة والرخاء بينما هى لا تجلب لكم نفعاً ولا تدفع عنكم ضرا.. فما هذا الذی تفعلون؟! ان هذا العمل فيه قتل لإنسانيتكم وتحقير لعقولكم، وجدير بكم أن تتوجهوا إلى خالقکم، فکل شئ فی الوجود خلقه بحکمة و نظام ثابت یدل علی آنه جدیر بأن يعبد وحده، ويؤله بمفرده.
قال هود مقاله تلك وهو يرجو أن تصل كلماته الهادية إلى أعماق نفوسهم، فيفكروا ويهتدوا لكنه لم ير منهم قلوباً مستجيبة، لم يألفوه وحديثاً عجيباً لم يسمعوه، فرموه بالكذب والسفه والضلال، لأنه ترك دين آبائهم وعبادة أصنامهم المقدسة.. ودعاهم إلى دين جديد غريب، وقالوا فى تعجب ودهشة: فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) (الأعراف . قال لهم هود كما بين الله فى القرآن الكريم: (قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين * أُبَلّغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح امین)(الاعراف ) . وليس العجب أن يؤثر الله علیکم رجلاً منکم ویختصه دونکم بحمل الرسالة لينذركم بعواقب أعمالكم ولكن العجب أن تتركوا هكذا على ضلالكم دون أن يرشدكم أحد إلى طريق الصواب والحق الذی غفلتم عنه : بجهلكم، ونسيتم ان الله تعالى مكن لكم فى الأرض وجعلكم خلفاء أسلافكم وبسط لكم فى أجسامكم وأنبت لكم الزرع. ثم قالوا: إن آلهة مقدسة ورثناها من أبائنا ولهم فى قلوبنا كل إعزاز وتمجيد، فكيف تدعونا لنتركهم ونحتقرهم ونمتهنهم وهم أملنا فى الشفاعة، ورجاؤنا عند الله، كيف تأمرنا أن نتركهم ونعبد إلهاً واحدأ؟.. وقد عبّر القرآن عن مقالتهم بقوله تعالى: (قَالُوا قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا (الأعراف ).. (قالو أجئتنا لتأفنكا عن آلهتنا) (الاحقاف: ۲۲)، ثم مضوا یقولون: و ما الاستغفار الذی تطلبه منا حتی يرسل الله لنا بعده السماء، ويمدنا بالمال ويزدنا قوة وما يوم البعث الذى تزعم أننا نعود فيه بعد أن تصبح عظاماً نخرة وجثثاً بالية؟!.. هيهات لما تعد وتزعم، فما هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر، إننا لن نذ عن لما تعدنا به من عذاب، فقد عزمنا ألا نرجع عن عبادة آلهتنا ( فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) (الأحقاف: ٢٢).
يأس هود ونهاية قومه : وعندما تبين لهود عليه السلام قوة العناد فى أحاديثهم والإصرار على الجحود فی ثنایا اقوالهم قال ما معناه:إني اشهد الله انني قد بلغت وما قصرت وجاهدن وما توانيت ولسوف أمضى فى سبيل الله مجاهداً لنشر دعوته، وإبلاغ رسالته للناس غير مبال بجمعكم، ولا هياب لبطشكم، فكيدون أو اجمعوا بی بطشاً انی توکلت علی الله ربی و ربکم، وقد بائن القرآن رده هذا بقوله تعالى: (قال إني أشهذ الله وأشهدُوا أني برئ مُمَا تشركون من دونه فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56).
وبينما هود يدعو إلى الحق والقوم معرضون لاهون لمحوا سحابا أسود يعترض السماء فخفوا سراعاً إلى رؤيته، إذ ظنوه سحابا عارضاً سیمطرهم فاستعدوا لاستقباله، وأعدوا حقولهم لنزول غيثه لكن هود نبههم إلى حقيقة الأمر وقال لهم: ليس سحاباً يحمل بشائر خير كما تتوهمون وإنما هو ريح بين ذراتها العذاب الذى استعجلتم به.، وبینما هم فی فرح مما حسبوه خیراً اذا بهميبرون رجالهم و دوابهم التی فى الصحراء تحملها الرياح على أجنحتها القوية، وتقذف بها إلى مكان بعيد، فاحتواهم الفزع وداخلهم الهلع، وهرعوا إلى بيوتهم يغلقونها آملين أن تنجيهم، لكن سرعان ما تبدد أملهم في حملت الرياح الديار بمن فيها، و القت بها فی أماكن متفرقة، وظلت حالهم على هذا سبع ليال وثمانية أيام حتى أصبح القوم بعدها صرعى ، فعفا ظلمهم واختفى خبرهم.
أما هود وصحبه المؤمنون به فقد كانت الرياح تمر أمامهم وتسفى الرمال، وتقذف بأعدائهم وتهلكهم وهم آمنون مطمئنون، ثم هدأت الريح وصفت الحال ونجاهم الله منها، واستقر بهم المقام حيث أقاموا، ويقال: أنهم انتقلوا إلى حضر موت، وأمضوا هنالك البقية الباقية من حياتهم (ولمًا جاء أمرنا نَجَيْنَا هُوداً والذين آمنوا معه برحمة منا ونَجْيناهم من عذاب عظيم » .