قصص قصيرة باللغة العربية للمبتدئين بعنوان جمال اللغة العربية الفصحى
إن اللغة العربية هي أثرنا وأثر آبائنا وأجدادنا، اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، اللغة التي أقسم الله سبحانه وتعالى بحفظها مهما تداولت عليها السنون.
لذا يجب علينا غرس حب لغتنا في قلوب أبنائنا الصغار منذ نعومة أظافرهم، فاللغة العربية هي وعاء ثقافتنا العربية كما أنها لغة العلوم الدينية الإسلامية.
القصة الأكثر من رائعة من قصص قصيرة باللغة العربية للمبتدئين:
في يوم من الأيام أعلنت معلمة الفصل عن اسم موضوع الإملاء لهذا اليوم وقد كان فضل اللغة العربية الفصحى ومكانتها بحياتنا، وكان من بين هؤلاء الطلاب طالب اسمه “أحمد”، وقد كان عاشقا للغة العربية ولاسيما للإملاء، فقد كان يدقق في كل كلمة يكتبها تدقيقا ليس له مثيل.
كان “أحمد” أكثر طالب ينال تشجيعا من معلمته وذلك بسبب مدى حبه واجتهاده بدراسته، كما أن معلمته كانت ترى فيه بذرة طيبة ستؤتي ثمارها في اللغة العربية.
وها هي المعلمة وقد بدأت تتلفظ بالكلمات للموضوع الإملائي، وجميع الطلاب يكتبون خلفها حتى انتهت وانتهوا هم أيضا، وقامت المعلمة بجمع كراسات الطلاب لتبدأ في تصحيحها، وكان من أهم ما يميزها أنها تتناقش مع طلابها طالب طالب في الأخطاء التي يقعون فيها، ونقاشها لتعطيهم دليلا بينا حتى لا يعاودا لمثل الخطأ الذي وقعوا فيه مرة أخرى.
وما إن وصلت لكراسة “أحمد” لتصحيحها فشرعت في الثناء عليه وعلى ما فعل، وقد كان رغما عنها، كان لأحمد أسلوب خاص وفريد من نوعه يجبر كل من حوله على الثناء عليه ومدحه، قالت له معلمته من شدة فرحتها: “بارك الله فيك يا بني وجزاك الله كل خير، ما شاء الله خط جميل وتنسيق بين الكلمات وكلمات خالية من الأخطاء، وحركات مثلما نطقت المفتوح قد فتحته والمكسور قد كسرته والمضموم قد ضممته، والساكن وضعت عليه السكون بالطريقة الصحيحة حتى أنك لم تنسى التنوين، بوركت يا بني ورزقك الله سبحانه وتعالى من العلم الحظ الوفير، أكثر ما يعجبني فيك يا أحمد أنك تتعامل مع اللغة العربية بكونها لغة حياة وليست مادة للدراسة والامتحان وحسب”.
وانتهى اليوم الدراسي بحلوه ومره، وبينما كان “أحمد” مع أصدقائه عائدين لمنازلهم إذا به يقرأ لافتة قد وضعت على الحديقة العامة وبها أخطاء إملائية، تضايق “أحمد” كثيرا واعتلى وجهه الضيق والغضب الشديدين وأخذ يتناقش مع أصدقائه، كل منهم ذكر عن خطأ إملائي باللغة العربية قرأه في مكان ما أو شاهده.
فقال علاء: “لقد لاحظت بينما كنت أتابع كرتون انمي بعض الأخطاء باللغة العربية والتي كانت قد كتبت في اسم الانمي واسم المخرج والمؤلف وبعض الممثلين أيضا”.
وقال حازم: “لافتة الحي الذي نعيش به بها خطأ إملائي، فقد كتبت (الحى السابع) وبهذه الطريقة تقرأ ألف لينة وليست ياء، ومن المفترض والواجب علينا أن تكتب (الحي السابع) بوضع نقطتي الياء بأسفلها”.
كان “أحمد” الوحيد الذي يأخذ كل حرف قيل في حق اللغة العربية على أعصابه، فقد امتعض وظهرت على وجهه كل علامات الاستياء، وتفرق كل منهم فور وصوله لمنزله، ومثلهم “أحمد” الذي ما إن وصل منزله ترك صديقيه ودخل المنزل ملقيا تحية السلام على كل أهله.
كانت والدته تحبه كثيرا لذا فإنها لاحظت على الفور مدى استياء صغيرها فسألته: “ما بك يا صغيري، أحدث شيء بيومك الدراسي اليوم؟!”
فقال أحمد: “لا عليكِ يا أمي الحبيبة فالأمور بأكملها على ما يرام والحمد لله”.
كانت والدته قد انتهت بالفعل من إعداد الطعام، وأثناء تناول طعام الغداء الجميع قد انشغل باله وتفكيره بأحمد، وعلى الرغم من تكرار سؤاله إلا إنه في كل مرة كان يجيب بكل حب: “الأمور على ما يرام وإنني بخير ولله الحمد”، ولكن ملامح وجهه العابس يحمل شيئا آخر مما جعل الجميع قلقين عليه.
كان والد “أحمد” يتميز بأسلوب خاص فقرر أن يعرف سبب حزن والده دون أن يوجه إليه سؤالا مباشرا، طلب والده الذهاب معه لشراء بعض مقتضيات المنزل، وبالفعل ذهبا سويا وكان والده حريصا على التدقيق في ملامحه وفي تركيزه كله.
وكانت الكارثة المدوية عندما صادف “أحمد” لافتة على الطريق بها أخطاء إملائية فادحة، هنا خرج “أحمد” عن صمته وصرخ في صوت عالي من كثرة ضيقه: “يا رب من لهذه اللغة؟!”
هنا سأله والده قائلا: “ما الذي يحدث معك يا بني؟!”
فأخبره “أحمد” بكل ما حدث معه، من بداية لافتة الحديقة العامة والأخطاء الإملائية التي كانت بها، والمواقف التي سردها عليه أصدقائه، عبر لوالده عن مدى استيائه من كل ما يحدث من تجاوزات في حق اللغة العربية لغة القرآن الكريم.
و يا لإجابة والده والتي أثلجت صدره، إذ قال له: “أنت على حق لابد لنا من أن نفكر في حل لمنع كل هذه التجاوزات في حق اللغة، أي نعم أنها لغة محفوظة بحفظ القرآن الكريم ولكن علينا أن نحافظ عليها فيما بيننا، فيم تفكر يا بني الحبيب؟!”
فقال أحمد: “أفكر يا والدي في تصحيح الأخطاء على اللافتات وأقوم بمناقشتها مع أصدقائي بالفصل ومن ثم نعلنها بالمدرسة بأكملها”.
فبادر والده قائلا: “وما رأيك في إعادة كتابة هذه اللافتات الخاطئة بخط جميل وإهدائها إليهم، وعلينا أن نبدأ في خطتنا من الآن”.
سعد “أحمد” كثيرا من دعم ومساندة والده له، وأنه قرر مشاركته في الحال ولم يتهاون وتفهم كل مشاعره.
أما تفكير “أحمد” فكان في لافتة الحديقة العامة، والتي تشكل مشكلة بالنسبة إليه، فسأل والده: “وماذا عن لافتة الحديقة العامة يا والدي؟”
فأجابه والده: “سأرسمها غدا إن شاء الله بخط النسخ وبطريقة جميلة وألونها بطريقة أجمل، وبعد الانتهاء منها سأستأذن رئيس الحي في استبدالها بالموجودة حاليا”.
فرح “أحمد” كثيرا بموقف والده، وقرر أن يسرد على أصدقائه كل ما حدث معه من والده، واتفق مع أصدقائه بألا يتركوا أي خطأ باللغة العربية إلا ويصححوه، فهذا حق اللغة العربية علينا جميعا، ولن نتهاون في ذلك مطلقا.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص قصيرة باللغة العربية قصص طريفة للغاية
وأيضا.. قصص أطفال باللغة العربية
قصص أطفال مفيدة قصيرة اغتنميها لصغاركِ