إن حياتنا مليئة بالقصص الواقعية التي تعلمنا العبرة والموعظة، فنادم من لا يقتدي بها ويبحث دائما عن كل جديد؛ إذ يتعلم منها أساليب الحياة المستقيمة والمهتدية إلى طريق الله.
قصة إمام قارئ لكتاب الله العظيم
كان هناك شاب يعبد الله ليلا نهارا، عبادته المفضلة هي قراءة القرءان بصوت تقشعر له الأبدان، يؤم الناس عند الصلاة وكل صلواتهم كانت بميقاتها المعلوم، حيث كان يعمل بإحدى السفن التي تسافر إلى البلاد الغربية، البلاد المليئة بالمنكرات وبكل ما حرم الله، يسافرون لاستيراد بعض المنتجات.
دعوة للفسق والفجور:
وفي إحدى السفرات دعاه أحد أصدقائه للذهاب معه والتجول بقلب المدن، حيث كانت السفينة تتحرك بعد أسبوع كامل من وصولها، ولكن الشاب التقي أبى دعوة صاحبه معللا بأنه يكتفي بقراءة القرءان والصلاة وذكر الله دونا عن سواهم؛ ولكن صديق السوء مازال مصرا على رأيه، إذ دعاه بكافة الوسائل والسبل بحيث لم يدع طريقة إلا ودخل له منها، وبالنهاية قبل الشاب دعوة صديقه.
بداية طريق الندم والهوان:
ببداية الأمر دعاه صديقه إلى النظر إلى ما حرم الله، كالنظر إلى النساء الكاسيات العاريات، وكانت هذه مجرد البداية ومن ثَم أخذه إلى أماكن الخلاء وفعل المحرمات، أماكن تتواجد بها كافة المنكرات صغيرها قبل كبيرها، ليس بها للعيب والحرام مكان حيث كل شيء بها متاح ومشروع.
انشغال الشاب التقي عن طريق الله:
انجرف الشاب بطريق غير طريق الله لدرجة أنه حينما جاء وقت الرحيل لم يرد، وأعلم من معه بأن هذه الأرض هي أرضه، وعلاوة على ذلك بأنه نادم على كل ثانية قضاها بعيدا عن هذه اللذات، فيا لحسرة قلوبهم على إمامهم؟!، إمامهم من كان يدعوهم إلى الصلاة وقراءة القرءان، من كان يحثهم على الصيام والقيام، فهل يُعقل أن تنقلب حياته هكذا؟!، من بعد الطاعة إلى المعصية، ومن نعيم محبة الله إلى الغرق في معصيته.
عمل صائب:
قرر قائد السفينة بأن يذهب إلى الشاب ويحاول إقناعه بالعودة معهم إلى الديار من أجل أبنائه الذين ينتظرون عودته، ولكن حب الشهوات عمى قلبه وناظره، إذ أبى وتنكر له؛ فقام القائد بأخذه عنوة ورغما عن أنفه، ووضعه بالسفينة؛ وكلما حان وقت الصلاة لا يستجيب، وبالرغم من كل المحاولات إلا أنه رفض، فاتخذ من إحدى حجرات السفينة مسكنا له ليعتزل عن كل رفقاءه.
سوء خاتمة:
وبعد مرور ثلاثة أيام على بداية رحلة العودة، أخذ الشاب يصرخ متوجعا بصوته العالي من ألم ما يشعر به، فأعطوه بعض الأدوية أملا في الشفاء، ولكنها كانت بلا فائدة، وبفجر اليوم الرابع، استيقظ جميع من بالسفينة على صوت توجعه وألمه الشديدين، إذ وجدوه مستلقيا على الأرض يعض بأسنانه أحد أخشابها من شدة ألمه، حتى وافته المنية؛ وعندما وصلوا به إلى أرض الوطن، عرفوا فيما بعد بأنه أصيب بأحد الأمراض الجنسية الخطيرة والمودية بالموت.