زكريا تامر هو أديب سوري وصحفي، وكاتب للقصص القصيرة، كما يعتبر أحد أبرز الكتاب للقصص القصيرة بالوطن العربي.
القصــــــــــــــــــــة الأولى
فؤاد رجل مثله مثل باقي الرجال، بالكاد يتمالك أعصابه كلما رأى امرأة جميلة، كان دائما كلما رأى امرأة جميلة تودد إليها وحاكاها بأنه يحبها، فقد قالها لعائشة المرأة الرشيقة، وقالها لصباح المرأة السمراء، وقالها لنهلة المرأة الشقراء، وقالها لحنان المرأة شديدة البياض، وقالها لفدوى المرأة المكتنزة، وجميعهن اتفقن دون أن يلتقين ببعضهن البعض على أنه ليس بالجندي الباسل المؤهل لرفع رايات الانتصار على أراضي القتال.
اعتقد أنه قد فاز بقلوبهن الخمس، ولكنه أيقن أيضا أنه في حاجة ماسة للجرأة الممزوجة بكثير من الاحترام، وعلى الفور عزم النية ونظر لنهدي امرأة تدعى مريم وكانت شبيهة بالنار، وقال لها: “أعشق تسلق الجبال”.
ومن ثم حملق ببطنها وقال: “والنزول للوديان”.
فردت عليه مريم بحنق شديد وضيق: “أراك في غاية الكسل، فلم تتسلق جبالا ولم تنزل لوديان وتكتفي بالكلام وحده والنظر دون أن تفعل منهما شيئا”!
ومن بعد ردها الناري أيقن أن النساء قد تغيرت أخلاقهن ولم يعدن ينفعن زوجات للرجال، وتزوج من امرأة تدعي رئيفة والتي كانت تنقب في باطن الأرض عن زوج، وبعد الزواج منه بأسبوع واحد طلبت منه الطلاق، ولم تفصح عن السبب ولكن بعد إلحاح طويل ومزعج من صديقاتها قالت لهن بابتسامة ماكرة: “زوجي كان كثير الوقوف أمام المرايا، ولقد رأت برقا وسمعت رعدا ولكن لم ينهمر المطر”!
اقرأ أيضا: 5 قصص قصيرة عن الأنبياء باختصار مفيد للإفادة
القصــــــــة الثانيـــــــــــــــة
اجتمع ثلاثة من الأولاد للعب بالشوارع بمنتصف الظهيرة غير مبالين لشدة الحر ولا غيره، وقد أصدروا ضجيجا وكأنهم عشرون ولدا وليسوا بثلاثة فقط.
ومازالوا يلعبون حتى اضجر من الضوضاء التي يصدرونها أحد الجيران، فأخرج برأسه من نافذة منزله وصاح بهم قائلا: “حاولوا أن تهدئوا من الضوضاء ولو يسيرا، ألا نستحق الراحة ولو قليلا؟!”
فرد عليه أحدهم: “لك ما تريد يا جارنا العزيز” حيث أنهم كانوا يهابونه لذلك لم يعاودوا للعب مجددا، واكتفوا بذلك القدر.
وجلسوا وقد سندوا ظهورهم على حائط تحتها ظلة غزيرة، وشرعوا في سب وشتم مدرستهم ومعلميهم بسبب رسوبهم…
قال الأول: “إن وزير التربية والتعليم نفسه صديق لوالدي ووالدتي، ولا يحتمل أن يؤخر لوالدتي رغبة واحدة من رغباتها، وعندما يعلم بما حدث لي سيجن جنونه وسيطرد المعلم من المدرسة نهائيا”.
وقال الثاني: “إن رئيس الشرطة هو صديق أختي، وهو يدللني كثيرا فكلما جاء منزلنا أعطاني النقود وأرسلني للسوق لأشتري لنفسي الشكولاتة والجاتوه، سأخبره بأن معلمنا دائما يسب الحكومة أمامنا بالفصل، علاوة على كونه كسولا وينام بالحصة ويتركنا نلعب بجواره”.
أما الولد الثالث فالتزم الصمت على الرغم من تحديق زميليه به حيث أنه لا يجد ما يقوله، فوالدته لا تعرف رجلا غير أبيه، وأخواته لا يعلمن سوى أزواجهن، فأيقن أنه راسب ثانية!
اقرأ أيضا: قصص قصيرة نبيل العوضي بعنوان قصة وعبرة ونهاية غير متوقعة!
القصـــــــة الثالثــــــــة
سامية امرأة تزوجت برجل لا يطيقها، وإنما تزوجها لإرضاء وتحقيق رغبة والدته، كان لا يطيق معاشرتها معاشرة الزوجات، وبكل صباح ليوم جديد كان يحمد الله ويثني عليه على الحياة الجديدة التي وهبه إياها بعد نومه بجوار زوجته.
وابتعد عنها لمدة أسبوعين فظنت الزوجة وأرجعت ذلك لخجله الشديد، وذات ليلة قرر أن تساعده على تخطي ذلك الخجل، فاستلقت على الأريكة المقابلة للأريكة التي يجلس عليها وأغمضت عينيها، فظن أنها أصابها شيء ما وفكر في الاتصال بطبيب، ولكنها لحظات وفتحت عينيها وقد ظنت أنه سيزحف إليها متعطشا ليخمد نيرانه، ولكنه نظر إليها بتعجب ودهشة وتجاهلها من جديد.
رفعت ثيابها عن ساقيها وشرعت في تحريك أصابعها بطريقة مثيرة لتحركه من الداخل وتستثيره، ولكنه تهيأ له أنها تقلد حركة العقرب بأصابعها، ادعت أنها تشعر بالحر الشديد وشرعت في خلع ملابسها قطعة تلو الأخرى، فهم لتشغيل كفة أجهزة المنزل لجلب الكثير من الهواء، فأكملت في نزع جميع ثيابها حتى أصبحت عارية تماما، فحملق في قطع الثياب الملقاة على الأرض، فسألته بحنق وضجر شديدين: “ما الذي أنت بفاعله؟!”
فأجابها قائلا: “اعتقدت أنكِ ستسألينني عن ثمن كل قطعة منهم، اطمئني ولا تقلقي سأجيبك إجابة نموذجية”!
اقرأ أيضا: قصص قصيرة كيد النساء بعنوان أيهما يغلب كيد النساء أم كيد الرجال؟!