ليست السياسة قاصرة فقط على البشر، وإنما شملت كل الكائنات الحية، فمنها سياسة عالم الحيوان؛ وسوف نقص لكم بعضا من القصص التي تعبر عن سياسة الحيوانات.
قصة لقاء الجبابرة
بعدما أكل الأسد الغزالة ترك بعض الطعام لحيوانات الغابة الأخرى؛ وسارت المشكلة بين الضباع والثعالب بسبب بقايا الأكل، وتخاصم كل من الضباع والثعالب، وقام كل فريق بتكوين جيش ليواجه الفريق المنافس، واستعدوا للقاء المنتظر جيدا.
خسائر المعركة:
وفى اللقاء اشتدت المعركة لدرجة أن زهقت الأرواح، سالت الدماء، وانتشرت الخسائر في الفريقين، فقرروا التوقف والتفاوض، وتم الصلح وتشكلت مجموعة من الحيوانات لحصر القتلى والأسرى، وكانت المفاجأة إذ وجدوا خسائر الفريقين من الأرانب.
قصة دهاء فأر
قرر قط ما أن يكون صديقا للفئران وألا يلتهمها، فأمسك بفأر وقام بتعليقه من ذيله، فوصلت الأنباء إلى مسمع كبير الفئران، فقام بتقديم شكوى إلى مجلس أمن الحيوان، وتضمنت الشكوى فعلة القط الشنيعة، وتعذيبه للفأر.
استنكار المجلس:
فاستنكر المجلس ما فعله القط بالفأر المسكين، ورجع كبير الفئران فرحا لحصوله على الاستنكار، حيث أنها أول مرة يحصل كبير الفئران على استنكار ضد أفعال القطط الشنيعة مع الفئران، وقام القط بإنزال الفأر في الحال، وعادت المياه إلى مجاريها كما في السابق.
قصة الحمامة الجريحة
تناقشت الحيوانات الأليفة في المجلس حول موضوع إخفاء الحمامة الجريحة عن أعين الحيوانات المفترسة، فقال الحمار: “ومن سيخفيها؟!، إن تاريخنا مشرف، ولا نستطيع سد عين الشمس بغربال”، فصفقت الحيوانات الأليفة، واستأنف كلامه قائلا: “ورغم ذلك ليس باستطاعتي مساعدة الزميلة، لأن إخفائها سيخل باتفاقيتي مع الدب”.
الوفاء بالعهد:
وقال الغزال: “وأنا أيضا لا أستطيع إخفائها، فلقد عاهدت النمر”؛ فقالت الدجاجة والدمعة تسيل من عينيها: “ذهب زوجي إلى ديار الثعالب لعمل اتفاقية معهم، ومساعدتي لها سوف تلغي الإتفاقية”، فخيم الصمت على المجلس.
الاقتراح الصائب:
فقال الخروف: “كما تعلمون فلقد عاهدت الذئب، ولا أستطيع نقض العهد معه، ولكن لدي إقتراح لكم، أقترح بتسليم الحمامة إلى الأسد، فهو ملك الغابة، ولا يستطيع أحد الاقتراب منها ونضمن لها مسكنا؛ فوافقت كل الحيوانات على اقتراحه الصائب.
قصة فلسفة الكلاب
هاجمت قبيلة “زؤام ” التي يتزعمها كلب أسود قبيلة “سأم” في غفلة من أمرهم، وقتلوا بسيوفهم كل من وجدوه من ذكورهم، فهاجت القبائل على قبيلة “زؤام”، وقرروا الانتقام منها والثأر لقبيلة “سأم”،ولكن قبيلة “زؤام” سمعوا بقرار القبائل، فقرروا مهاجمتهم على طريقة ” أفطر به قبل أن يتغدى بي”، وبالفعل هجمت قبيلة”زؤام” على القبائل الأخرى، وفعلوا بهم أشد الفظائع.
الثأر لموت الزعيم:
فزعمت قبيلة “زؤام” إن باستطاعتهم إزالة الفيلة، وحكم الغابة، وقرروا في اجتماعهم مهاجمة الفيلة ليلا مثل ما فعلوا مع القبائل سابقا؛ ونشبت اشتباكات لم تشهدها الغابة من قبل، إلى أن انتهى الصراع بموت الكلب الأسود، ورجعت قبيلة “زؤام”خائبة الأمل بعد فقد زعيمهم، وبعد انتشار الخبر في الغابة “بقتل الأسود”، تجمعت كل القبائل الكلبية للثأر من الفيلة، أو دفع الدية.