لقد جاء القرآن الكريم بالكثير من قصص الأنبياء والتي بها الكثير من عبرات الأقوام الذين سبقونا والعبرة أيضا.
ولا يعمل بالعبرة والموعظة إلا الحكيم من وهبه الله سبحانه وتعالى عقلا وكان من ذي الألباب.
قصص قصيرة عن الأنبياء :
سيدنا آدم عليه السلام:
لقد خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم بيديه، وجعله على الصورة التي أرادها سبحانه وتعالى، وكرمه على جميع مخلوقاته من الملائكة والجن بأن أمرهم بالسجود له، وجعل ذريته من بعده بنفس هيئته حيث قال تعالى في كتابه العزيز: “وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ” صدق الله العظيم.
كما خلق الله سبحانه وتعالى السيدة حواء وأسكنها الجنة مع سيدنا آدم، وأسبغ عليهما نعمه بأن أباح لهما الاستمتاع بالجنة وأكل كل ما بها باستثناء شجرة واحدة، وأوضح الله سبحانه وتعالى مدى عداوة الشيطان لهما، ولكنهما تمكنا منهما الشيطان وأزلهما بأن وسوس إليهما فعصيا ربهما وأكلا من الشجرة التي نهاهما عنها ربهما سبحانه وتعالى.
تابا وأنابا وعفا الله عنهما، وأنزلهما الأرض واستخلفهما فيها، فعمرا الأرض.
اقرأ أيضا: قصص الانبياء صيد الفوائد قصة نوح عليه السلام
سيدنا إدريس عليه السلام:
لقد جاء ذكر سيدنا إدريس عليه السلام بالقرآن الكريم، وكان سيدنا إدريس أول من كتب بالقلم، وأول من عمد لخياطة الثياب وارتدائها، وكانت من سماته عليه السلام الصلاح والصبر والصفات الحسنة الجليلة، وكان عليه السلام من ذوي المكانة الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى، فقد ذكر سيدنا محمد صل الله عليه وسلم أنه برحلة الإسراء والمعراج رأى سيدنا إدريس عليه السلام بالسماء الرابعة مما يدل على مدى سمو مكانته عند خالقه جل وعلا.
سيدنا نوح عليه السلام:
سيدنا نوح عليه السلام من أولي العزم من الرسل، حيث أنه ظل في دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، لم يترك لدعوة قومه لسبيل الصلاح والفلاح طريقة إلا وقد اتبعها، لقد دعا قومه ليلا ونهارا سرا وعلانية، ولكنهم قابلوه بالصد والاستكبار والجحود والاستهزاء أيضا، فأمره الله سبحانه وتعالى بصنع سفينة وانتظار الإشارة منه سبحانه وتعالى، فإذا فر التنور أخذ من آمن معه وزوجين اثنين من كل المخلوقات بسفينته وانطلق.
وفتحت السماء بماء منهمر، وفجرت الأرض عيونا، وكان التقاء الماء الساقط من السماء والماء الخارج من الأرض حدثا عظيما أطاح بكل قوم سيدنا نوح عليه السلام بما فيهم ابنه الذي امتنع عن ركب السفينة، وقال لأبيه إنه سيأوي لجبل يعصمه من الماء، ولكن سيدنا نوح عليه السلام أعلم ابنه أنه لا عاصم في ذلك اليوم من أمر الله جل وعلا.
وحال الموج بينهما فكان ابن سيدنا نوح من المغرقين.
اقرأ أيضا: قصص الانبياء غار ثور والهجرة الى المدينة المنورة
سيدنا هود عليه السلام:
بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا هود لقوم عاد، والذي كانوا حينها يسكنون بمنطقة تسمى الأحقاف، وقام سيدنا هود بدعوتهم لعبادة الله الواحد الأحد وترك عبادة الأوثان التي كانوا يعبدونها من دونه، كما ذكرهم بنعم الله الكثيرة عليهم، وأنذرهم بعذابه المهين، ولكنهم أصروا على عبادة ما كان يعبد آبائهم وأجدادهم واستكبروا بل وزادوا في عنادهم، قال تعالى سبحانه وتعالى: “فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ” صدق الله العظيم.
فأنزل الله عليهم العذاب بكفرهم، فقال تعالى: “فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ” صدق الله العظيم.
اقرأ أيضا: قصص الانبياء عن التعاون من قصص الانبياء في القران
سيدنا صالح عليه السلام:
أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا صالح لقوم ثمود، والذين كانت قد انتشرت فيما بينهم عبادة الأصنام والأوثان، فدعاهم عليه السلام بترك عبادة الأًصنام وعبادة الله الواحد القهار، ذكرهم بنعم الله عليهم بأن هباهم تربة خصبة ومهارة في البناء وقوة في الجسد والبنيان، ولكنهم طلبوا منه آية واضحة حتى يؤمنوا بما جاء به، فأعطاه الله سبحانه وتعالى معجزة الناقة، والتي خرجت من قلب جبل صخر، فاتفق سيدنا صالح مع قومه بأن يكون للناقة يوم تشرب فيه واليوم الآخر يشربون فيه، وكانت الناقة تعطي اللبن لكل من قومه.
فاجتمعوا على قتل الناقة فكان العذاب من قبل الله سبحانه وتعالى، قال تعالى في كتابه العزيز: ” فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ، وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ، كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ” صدق الله العظيم.
اقرأ أيضا: قصص الانبياء عن التفاؤل من حياة يوسف ويعقوب وأيوب عليهم السلام
لماذا تكون قصص الانبياء عبره