“فرانس كافكا” كاتب تشيكي يهودي، يعد رائد الكتابة الكابوسية، وقد كتب باللغة الألمانية، يعتبر من أفضل الروائيين وكتاب القصة القصيرة الألمان، ولد العديد من المؤلفات من أشهرها المسخ، أمام القانون، الحكم، وفي مستعمرة العقاب.
وصنفت قصصه وأعماله بأنها واقعية عجائبية؛ ولد ببراغ تشيكا في الثالث من شهر يوليو لعام 1883ميلاديا، وتوفي بكلوسترنبروغ لنمسا في الثالث من يونيو لعام 1924 ميلاديا.
القصـــــــة الأولى تحت مسمى “الأشجار”
شبه بقصته البشر بالأشجار، ولازلنا نحن مثل الأشجار المقطوعة بفصل الشتاء، فجميعنا نعتقد أن هذه الأشجار قد تدحرجت على الثلوج بكل بساطة وسلاسة، وكما نعتقد جميعا أن بإمكاننا دفعها بمجرد تحريكها قليلا فإنها ستتدحرج على الثلوج بكل سلاسة ويسر، ولكننا مخطئين في اعتقادنا حيث أننا نعجز عن فعل مثل هذا، فالأشجار تجمدت والتصقت كليا بالأرض ولا يمكننا تحريكها ولو لسنتيمتر واحد، وإن كنت لا تصدق فاقترب منها وجرب بنفسك حينها فقط ستدرك أنه ليس بمقدورك كليا أن تحركها.
اقرأ أيضا: 3 قصص قصيرة زكريا تامر جريئة بعض الشيء!
القصـــــة الثانيـــــة تحت مسمى “القرية المجاورة”
لقد كان جدي دائم القول بأن الحياة ما أقصرها حينما أتذكر حياتي الماضية المنصرمة، فحينما أنظر لحياتي الماضية أجد كل الأحداث بها متراصة ومتجاورة بعضها إلى بعض، ولا أعقل أبدا مدى جسارة شاب أصر على السفر لقرية مجاورة ممتطيا جواده، ولا يوجد بقلبه أي خوف، ليس فقط من أهوال ما يمكن أن يجده بالطريق ولكن من حياة اعتيادية، حتى وإن كان موفقا لما سافر إليه، فكل ذلك لا يكفيه للقيام بهذه الرحلة من الأساس.
اقرأ أيضا: 5 قصص قصيرة عن الأنبياء باختصار مفيد للإفادة
القصــة الثالثــــــــة تحت مسمى “الفساتين”
في كل مرة أرى بها الفتيات الحسان وقد ارتدين الفساتين الجميلة المطرزة بالنقوش الجميلة والكشكشة بكل جوانبها يجول على الفور بذهني أن كل هذه الفساتين الجميلة لن تحتفظ ببريقها ولمعانها ومظهرها الخلاب لمدة طويلة من الزمن، فكل التطريزات التي تجملها وتحسن مظهرها ستنجلي ولن يمكن استعادة شكلها الأصلي، والفساتين نفسها سيغطيها التراب ولن يمكن تنظيفها من الأساس.
علاوة على أن الزمان يخلو من امرأة حسناء ستقبل وتوافق على أن ترتدي ثوبا واحدا فاخرا باهظ الثمن من يوم إلى يوم وطيلة النهار والمساء خشية أن تظهر بداخله بائسة ذليلة؛ وأنه يوجد الكثير من الحسناوات رشيقات القوام، ناعمات البشرة، كثيفات الشعر الطويل المنسدل قد اعتدن على الظهور دوما بنفس الأقنعة ذاتها يوميا والتي قد وهبتها لهن الطبيعة، ولكنهن في بعض الأحيان عندما يعدن لمنازلهن بعد الانتهاء من حفلة راقصة وينظرن للمرآة، فيجدن وجوههن قد ذبلت وكساها التراب، وقد انتفخ تحت أعينهن، حينها يشعرن بأن وجههن ينظر إليهن وقد بلي بدرجة كبيرة من كثرة اعتياد كل من حوله عليه!
اقرأ أيضا: قصص قصيرة كليلة ودمنة بعنوان الزرافة ملكة الغابة
القصــة الرابعــة تحت مسمى “الهجين”
لقد رحل عني والدي ولم يترك لي شيئا سوى إرث صغير، والذي كان عبارة عن مخلوق هجين، مزيج بين القطة والحمل، في الآونة الأخيرة ازداد نموه فأصبح أقرب للحمل أكثر من القطة، ولكن الآن فهو قطة وحمل بنفس المقدار، فهو يحمل رأس قطة ومخالبها ولكن جسده أقرب للحمل، أما عينيه فهي وحدها حكاية فبها وحشية القطط وبراءة الحمل.
وللهجين صوف رقيق، وعندما يتنقل بالمنزل فإن تحركاته تتراوح بين النط والتسلل بحذر، بكل وقت تشرق فيه الشمس يستلقي تحت الشباك وأحيانا كثيرة يشخر، وأحيانا كثيرة أيضا نخرج سويا للتجول، وما إن يرى قطا حتى يلوذ بالفرار، وإذا رأى حملا هاجمه على الفور.
لقد اعتدت يوميا على تقديم الحليب المحلى لأجله، ويرجع ذلك لنموه بهذه الطريقة الملحوظة، عندما يبدأ في شرب اللبن وقد كشر عن أنيابه يأتي الأطفال ليشاهدنه من كل أرجاء المكان، ولا ينفكون عن طرح العديد من أسئلتهم والتي لا تنتهي على الإطلاق، والتي أيضا ليس بمقدور بشري أن يجيبهم عليها.
أكتفي حينها بالنظر إليها والاستماع لكل ما يقولونه دون الرد عليهم، وفي كل مرة يأتون بها يحملون معهم العديد من أنواع القطط والحمل أيضا على أمل أن ينجذب الهجين لأي منهم، ولكن تبوء محاولاتهم في كل مرة بالفشل الذريع.
أشعر بالرابطة القوية بيني وبينه إنه الإرث الوحيد الذي تركه لي والدي، حينما أستاء أرى الدموع تتناثر من عينيه ألما وحزنا على ما أمر به، وأحيانا كثيرة أشعر وكأنه إنسان مثلي يقترب من أذني ويهمس بما يريد أن يخبرني به، ومن بعدها ينظر بعيني ليرى إن كنت فهمت ما أخبرني به، فأهز برأسي مدعيا أنني فهمت وأوافق على ما يقول.
اقرأ أيضا: 3 قصص قصيرة فيها حكمة بالغة للغاية