هل سأل كل واحد منا نفسه ذات يوم بعضا من الأسئلة، ماذا إذا وُلد بعائلة مسيحية؟، هل كان سيعتنق يوما الإسلام؟، هل كان سيبحث بنفسه عبر كل الوسائل الممكنة لاختيار الدين الأفضل؟!؛ ولكن قصتنا تذكر شابا قام بالبحث عن الدين الإسلامي عبر الإنترنت ودخل فيه؛ ويقوم جاهدا بتنفيذ الإسلام بكل تعاليمه وحذافيره ؛ ونحن خلقنا مسلمون، ولا نقوم بتنفيذ كل تعاليم الإسلام، لنعلم أننا مقصرون نحو الإسلام.
قصة “إسلام شاب عبر الانترنت”:
هواياته:
شاب يُدعى “إسحاق” ولد في عائلة مسيحية متشددة بتعاليم دينها؛ حيث كانوا يذهبون إلى الكنيسة للصلاة، ولكن “إسحاق” لا يحب الذهاب معهم إلى الكنيسة، وتقبيل يد “القسيس”، ولكنه كان شاب يشرب الخمور، ويحب مشاهدة التلفاز، والتجول عبر الإنترنت، ورغم كل ذلك كان يشعر بالوحدة والاكتئاب المستمر فأهله مشغولين عنه، ولا يتذكرونه إلا في وقت الطعام؛ وأدى شعوره بالوحدة إلى الانتحار.
أثر وقوع صوت الأذان على أذنيه:
وذات يوم قبل صلاة الفجر تسلق منزله للانتحار، وقبل أن ينتحر من فوق المنزل سمع صوت الأذان “الله أكبر، الله أكبر” وتكرر الصوت عبر أذنيه، فوقعت كلمات الأذان على أذنيه، وكأنها موجهة له، فقام” إسحاق” بترديد كلمات الأذان.
البحث عن الإسلام عبر الإنترنت:
وذهب مسرعا متوجها إلى غرفته يبحث عن الإسلام عبر الإنترنت، وقضى ليلته يقرأ عن الإسلام، وتوالت لياليه في قراءته عن الإسلام، إلى أن نطق الشهادة، وأسلم متخفيا خوفا من أهله، وكان يصلي في غرفته، وذات يوم قرر إخبار أهله بإسلامه .
حديث على المائدة:
وقبل أن يخبر أهله بإسلامه على مائدة الإفطار، سمع إسحاق والديه يتحدثان عن فتاة أسلمت، فقاموا أهلها بربطها بالحبال ورميها بالمياه؛ فانزعج إسحاق لأمرها وغضب، وقال: “لماذا لم يتركونها وشأنها؟”، فرد عليه والده قائلا: “لو كانت ابنتنا لذبحناها، أو فعلنا بها مثل ما فعل والديها”، فقال إسحاق: “وما الجريمة التي فعلتها؟، فالدين الإسلامي هو دين مثل الدين المسيحي”، فقالت والدته: “ثكلتك أمك أتشبه ديننا المسيحي بهذا الدين الذي يدعو إلى التطرف والإرهاب”.
هروب اضطراري:
وقال إسحاق: “لا يا أمي إنه ليس كذلك، لقد بحثت عنه، إنه دين يدعو إلى التسامح، الأمن، والاستقرار”، فانزعج كل من والديه وغضبا عليه، ورمقاه بنظراتهما الحادة، وقررا إرساله للتأديب، فلم يجد إسحاق طريق غير الهرب حتى لا يرتد عن دينه، وقبل أن يهرب ليلا كتب رسالة إلى والديه يخبرهما بإسلامه، متمنيا لهما الهداية إلى الإسلام.
قرار والديه:
وفى الصباح استعدا والديه لإرساله إلى مجلس التأديب، ولكنهما لم يجداه، ووجدا الرسالة وقرءاها، فنزلت كلمات إسلامه كالصاعقة على قلبيهما، فتبرءا منه ولم يكتفا بذلك، بل بحثا عنه في كل أنحاء المدينة ليقتلاه ولم يجداه، أما إسحاق فقد سافر إلى بلد يعمها الإسلام، ليعلن إسلامه فيها، فتوجه إلى المسجد مباشرة ، فوجد شيخا يقرأ القرءان، فجلس عند مجلس الشيخ إلى أن انتهى من قراءته.
الداعية الإسلامي:
وقص على الشيخ قصته، ففرح الشيخ بدخوله الإسلام، ورحب به وطلب منه الشيخ حضور صلاة الجمعة ليعلن إسلامه؛ وبالفعل ذهب يوم الجمعة وأعلن إسلامه، وفرح أهل البلدة به وأعطوه مسكنا، وتعرف على شباب من أهل البلدة، قاموا بتعليمه القرءان وتعاليم الإسلام، إلى أن أصبح إسحاق داعية إسلامي، يدعو إلى دخول الإسلام وتعليم القرءان .