قصص قصيرة

قصص قصيرة مليئة بالفائدة الجمة

لا يمكننا أن ننكر أن معظم القصص القصيرة تكون قصص قصيرة فيها حكمة وذكاء، لذا فإنه يمكننا الاستفادة من كل قصة قصيرة نقرأها من قريب وحتى من بعيد، فالقصة القصيرة كتبت لأخذ العبرة وتصيد المعرفة والموعظة أيضا.

القصــــــــــــــــة الأولى:

لقمان الحكيم، لقد كان لقمان عبدا مملوكا أسود البشرة ومع ذلك قال الله سبحانه وتعالى في شأنه في كتابه العزيز بسورة لقمان: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ).

في يوم من الأيام طلب منه سيده أن يذبح شاة ويأتيه بأطيب شيئين بها، فذبح سيدنا “لقمان” الشاة وأتى سيده بالقلب واللسان، والقلب واللسان لحم تخلو منه العظام، وسيدها كان يفهم “لقمان” ويعلم أنها كذبة، فباليوم الثاني طلب منه نفس الطلب أن يذبح شاة ويأتيه بأطيب شيئين بها، ومن جديد أتاه بالقلب واللسان، فسأله سيده: “ما هذا يا لقمان؟!”

فأجابه سيدنا لقمان قائلا: “يا سيدي إنهما أطيب شيئين إذا طابا وأخبث شيئين إذا خبثا”!

فقال له سيده: “أما إنك قد أوتيت الحكمة، اذهب فأنت حر”.

لقد حررته الحكمة والعلم الذي أوتيه، ولما تحرر سيدنا “لقمان” تجمع الناس من حوله فبات منزله المتواضع الناس يأتون إليه وعلى الدوام أناس آتون إليه وذاهبون من عنده بخلاف سيده الذي أعتقه فما بات أحد يسأل عنه على الإطلاق.

فأتاه من كان سيده منزله وسأله: “يا لقمان ما بال الناس يأتونك ويجتمعون عندك، وأنا سيدك لا أحد يأتيني؟!”

فقال له سيدنا لقمان: “لأنك يا سيدي قد انشغلت بما لا يعنيك ففاتك ما يعنيك فتركك الناس، وانشغلت بما يعنيني وتركت ما لا يعنيني فأتي الناس إلي لأخبرهم بما يعنيهم مما علمته ولم تعلمه”.

ويوم أن كثر الناس عنده هاجر، ترك مصر (فقد كان سيدنا لقمان من مصر بلاد النوبة والتي تقع بين مصر والسودان)، ترك بلاد النوبة وذهب إلى الشام، وكان حينها في عهد سيدنا “داوود” عليه السلام.

دخل “لقمان” بلاد الشام، وأول ما دخلها درى عنه سيدنا “داوود” عليه السلام، فناداه سيدنا “سليمان” عليه السلام وقد كان لا يزال صغيرا، فاستجاب وذهب إليه فسأله سيدنا “داوود”: “هل لك أن تعمل معي؟”

وكان سيدنا “داوود” عليه السلام كلما عمل معه أحد، ورآه يعمل بالحديد يسأله ماذا تعمل، فكان يجيب عليه السلام هذا حديد قد ألانه الله لي فأصنع منه السيوف والدروع، إلا “لقمان” جلس وصار ينظر إليه دون أن يسأله، كان ينظر إلى سيدنا “داوود” وهو يشكل الحديد بأصابع يديه، فسأله سيدنا “داوود” قائلا: “يا لقمان ألا تسألني عما ترى؟!”

فقال سيدنا لقمان الحكيم: “لن أسألك حتى تنتهي، فإن فهمته استغنيت عن السؤال بالفهم، وإن لم أفهمه أسألك في وقت السؤال لا قبله ولا بعده”.

فقال له سيدنا “داوود” : لقد أوتيت الحكمة، فهل لك أن تعلم ابني الحكمة.

قال: “بلى، أعلمه الحكمة”.

فجلس سيدنا “لقمان” يعلم سيدنا “سليمان” فأصبح سيدنا “سليمان” في الفهم والحكمة أفضل من أبيه نبي الله “داوود”، فقال تعالى في كتابه العزيز في سورة الأنبياء: (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا).

وحينما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة: (وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).

الرق قد لا ينقص من الشخص وقدره، فما نقص الرق من شأن لقمان فقد كان عبدا مملوكا؛ وسيدنا الخضر عليه السلام كان أيضا عبدا مملوكا وما نقصه ذلك، وما نقص سيدنا “يوسف” عليه السلام نبي الله حينما بيع وبات عبدا مملوكا

وللمزيد من قصص قصيرة يمكننا من خلال: 7 قصص قصيرة جدا عالمية 

وأيضا/ قصص قصيرة فيها حكمة وذكاء 

القصـــــــــــــــــــــــة الثانية:

بيوم من الأيام بينما كانت امرأة تمر على مجلس به أناس كثيرين، سألت قائلة: “من الفقيه فيكم؟!”

فأجابها أحدهم، فسألته قائلة: ” كيف تأكل؟!”، فأجابها قائلا: “أسمي باسم الله، وآكل بيميني وآكل مما يليني، أصغر لقمتي وأجيد مضغها جيدا”.

فاستمعت إليه للنهاية وحينما فرغ قالت له: “أخبرني إذا كيف تنام؟”

فأجابها قائلا: “حينما يقدم موعد نومي أتوضأ وأنام على جنبي الأيمن، وآخذ وردي من الأذكار”.

فقالت المرأة: “إنك لا تعرف كيف تأكل ولا كيف تنام”!

فتعجب الجميع من أمرها، واكتفوا بالنظر إليها باستغراب شديد، وقطع اندهاشهم سؤال الفقيه فيهم وهو يسألها قائلا: “كيف الأكل والنوم يكون إذا؟!”

فقالت المرأة: “لا يدخل بطنك حرام وكل كيف شئت، ولا يكون بقلبك غل على أحد ونم كيف شئت؛ وكل ما أخبرتني إياه ما هو غلا أدب الشيء، وما أخبرتك به هو جوهر الشيء؛ نرى جميعنا أن كثير من الناس يبالغون في مظهرهم وكيف يبدون أمام الآخرين ولكنهم لا يبدون أي اهتمام بالجوهر، وما أدراك ما الجوهر؟!

إن العرب لم ينبهروا من ملابس رسولنا الكريم صلوات ربي عليه ولا بمطعمه ولا بمشربه، ولكنهم انبهروا بعظيم أخلاقه وسيرته وحسن أدبه ولين معاملته، فحولهم من أمة ترعى الغنم إلا أمة قادت كل الأمم”.

وللمزيد من قصص قصيرة ذات معاني وعبر كثيرة يمكننا أخذها من خلال:

قصص قصيرة معبرة عن الحياة قصة المليونير البخيل و قصة الام الحزينة

ريم إبراهيم

أعمل ككتابة محتوي مختص في القصص في موقع قصص واقعية منذ 5 اعوام وشاركت بأكثر من 1500 قصة علي مدار سنين عملي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى