جميعنا يخطئ ويستمر في خطأه ربما طوال حياته، ولكن المفلح فينا من يتبع السيئة الحسنة لتمحيها، فالله سبحانه وتعالى يحب عباده التوابين المتطهرين؛ وإذا أراد الله سبحانه وتعالى بعبد من عباده خيرا نور بصيرته وقلبه وأضاء له الطريق إليه.
قصة وعبرة ونهاية غير متوقعة!
شاب يحكي قصة توبته شخصيا للشيخ “نبيل العوضي”، شاب حينها كان عمره ثلاثة وثلاثين عاما، يحكي ويقول نه قد فعل كل المنكرات ولم يترك منها شيئا، فعل كل الكبائر والفواحش، وبيوم من الأسام سافر مع أصدقائه أصدقاء السوء لبلاد أجنبية (تايلاند) تحديدا وهناك تعرف على فتاة روعة في الجمال ولكنها أيضا كانت فاسدة مثلهم، فقضى معها ليلة جعلته متعلقا بها لأبعد الحدود إذ أنه ارتكب معها الفاحشة، وباليوم التالي اختفت الفتاة من كل حياته، فأصبح يبحث عنه كطفل ضاع من والدته وفقدته في الزحام، ولم يتوصل لها بالرغم من كل مجهوداته المبذولة.
وبعد أسبوع تم الاتصال عليه من قبل الشرطة وطلبوا منه القدوم إليهم على الفور، وعندما وصل فوجئ بسؤالهم له عن الفتاة المتغيبة، لقد أوضح لهم جميعا أنه يعرفها ولكنه أيضا مثلهم لم يرها ولم يعرف شيئا عنها منذ أسبوع مضى، أعلموه رجال الشرطة أن أهلها تقدموا بطلب بالبحث عنها كما أنهم بينوا أن ابنتهم مصابة بمرض الإيدز؛ في هذه اللحظة وقع الخبر على مسامعه كالصاعقة.
بالكاد استطاع الوصول لأقرب مستشفى وقام بإجراء كافة التحاليل ولفحوصات اللازمة لمعرفة ما به، وعندما سأل الأطباء عن النتيجة أعلموه بأنها تصدر بعد عشرة أيام ومن المستحيل أن تصدر قبل ذلك الوقت.
لقد حرم عليه النوم والأكل وكل شيء بالحياة، أصبح كالأحياء الأموات جثة هامدة كتب عليها البقاء في الدنيا لحين وهن؛ وبعد انقضاء أسوء عشرة أيام بلياليهن اتصل بالمستشفى ليتبن النتيجة، ولكنهم أيضا أبوا إلا بقدومه إليهم، وفي هذه اللحظة تأكد من إصابته بهذا المرض الخبيث المميت أشر ميتة على وجه الأرض.
ذهب يقدم خطوة ويؤخر عشرة، وبالنهاية انتظر دوره بالمستشفى لمقابلة الطبيب المختص، جلس يرقب كل المرضى وقد كانوا كثيرا ما يضحكون ويتحدثون مع بعضهم البعض ومع ذويهم، وقد كن ذلك الشاب هو الوحيد الذي انطفأ وجهه ولم يرى جمال وسحر ابتسامته ولا حتى نوعية كلماته المختارة أثناء حديثه، لقد كان عبوس الوجه في انتظار تلقي خبر موته في أي وقت وكشف الحقيقة التي أصبحت يقينا بداخله.
لم يجد أحدا يواسيه في شدته، وأثناء جلوسه منتظرا مر شريط حياته أمام عينيه، مرت من أمامه كل المعاصي والكبائر التي ارتكبها طوال حياته منذ أن كان عمره الخامسة عشرة، لقد فعل كل المنكرات ولم يخشى الله ثانية واحدة، فكيف سيلقى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة إن أذن له بذلك الرحمن الرحيم؟!
وبعد مرور الكثير من الوقت لم يكن يعلم حينها الشاب كيفية انقضائه عليه جاء دوره، دخل غرفة الكشف وأول ما دخل نظر إليه الطبيب نظرة عادية للغاية ودعاه للجلوس على المقعد أمامه، كاد الشاب حينها يفقد عقله من هذه المعاملة، لقد استنفذت كامل قواه وكامل قدراته على التحمل.
أخبر الطبيب على الفور على اسمه ووضح مدى اهتمامه وإصراره على معرفة نتائج التحاليل والفحوصات الخاصة به؛ وبالفعل لقد كان هناك أوراق خاصة تحمل اسم الشاب، على الفور أمسك بها الطبيب وظل طويلا ينظر بها ويتفحص، أما عن الطبيب فقد شخصت عيناه أصبح كالميت الذي ينتظر دوره ليدفن في أي لحظة من لحظات الحياة، ولكن بكل تأكيد بعد معاناة مريرة مع المرض والعزلة عن كل الدنيا.
نظر إليه الطبيب بابتسامة وطمأنه ألا شيء به، وأن نتائجه جميعها سلبية (أي أنه غير مصاب بالمرض اللعين الإيدز)، ويا لسعادته ومنذ حينها لم يترك فرضا ولا نافلة، كما أنه بكل عام يذهب لبيت الله المحرم لأداء فريضة الحج، أصبح يحيى حياته كلها لله سبحانه وتعالى الذي لطف به وبحاله وأعطاه فرصة ثانية ليعمل صالحا ويتوب.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص قصيرة كيد النساء بعنوان أيهما يغلب كيد النساء أم كيد الرجال؟!
قصص قصيرة هادفة ومفيدة بعنوان ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله
قصص قصيرة قديمة جدا ولكنها بعبر ومواعظ تتماشى مع كل العصور الجزء الأول
قصص قصيرة قديمة جدا ولكنها بعبر ومواعظ تتماشى مع كل العصور الجزء الثاني