اللهجة المصرية البسيطة تجعل القصة سلسة ومرنة على مسامع أطفالنا الصغار، وتجعلها سهلة الفهم لديهم، وبالتالي يفهمون من خلالها ما تقدمه القصة من فوائد وقيم على الرغم من بساطتها للغاية.
وللقصص أهمية كبيرة عند قراءتها للأطفال الصغار وحتى الكبار، حيث أن القصص تمكن الطفل الصغير من أن يكون متعاطفا مع غيره ممن حوله، وذلك من خلال توسيع مدارك الطفل الخيالية بأن يضع نفسه مكان البطل ويفكر حينها لو مكانه ماذا كان فعل؟، ولماذا فعل ذلك الشيء؟، وما فعله كان صحيحا أم خاطئا؟
من الضروري مناقشة الطفل في تفاصيل القصة بعد قراءتها على مسامعه لمعرفة ما الفكرة التي وصلته من قراءتها، وهل وصلت لديه صحيحة أم غير ذلك؟!
حيوانات المزرعــــــــــــــة
كان يا ما كان يا حلوين …
كلب كل ليلة يقوم بحراسة المزرعة، كان هناك ذئب وحش يريد أن يأكل الكتاكيت، وكل يوم كان الذئب يتربص لهم ولكن الكلب الشجاع لا يعطيه الفرصة، فبكل مرة يحاول فيها الذئب الانقضاض على الكتاكيت يهرب بعيدا من الكلب.
كان الديك يصيح بكل ليلة قبيل الفجر ليجعل الجميع مستيقظين وسعداء، يصلون الفجر حاضرا ويأخذون بركة اليوم في البكور؛ وكان الكلب يسهر طول الليل ومن المفروض أن ينام بالنهار، ولكن حيوانات المزرعة لا تجعله يهنأ بنومه بأصواتهم الصاخبة.
وكلما صاح واشتكى لا أحد منهم يسمع كلامه ويهيأ له جوا مناسبا ليخلد فيه للنوم ويريح جسده المتعب طوال الليل؛ وليلة بعدها ليلة ونهار بعده نهار، والكلب لا يشبع في النوم، وبالكاد تغمض عيناه فتزعجه الحيوانات فيستيقظ من جديد، يشكو حاله ولكن لا أحد يشفق عليه.
وذات ليلة لاحظ الكلب أنه يغفو، يوقظ نفسه إذا غلب عليه النوم، فيغفو من جديد وهكذا أكثر من مرة؛ وفي النهاية غاص في النوم، لقد قال في نفسه لائما: “لا يمكنني فعل ذلك، لا يمكنني النوم أثناء عملي”.
انتهزها الذئب كفرصة ذهبية، دخل المزرعة ليأكل الكتاكيت أثناء نوم الكلب الذي جلب له المتاعب وحرمه من لذة أكل كل ما يحب؛ ولكن في آخر لحظة استيقظ الكلب وأول ما رأى الذئب جن جنونه، بدأ بالنباح الشديد لدرجة أن كل حيوانات المزرعة استيقظت من نومها لترى ما الذي دها الكلب وجعله ينبح بهذه الطريقة وبالساعة المتأخرة هذه.
وعندما خرجت الحيوانات من مضاجعها وجدت الذئب يفر هاربا من الكلب، اقتنعت الحيوانات بأنهم يأتون كثيرا على الكلب ولا يعطونه حقه، وأنه من أبسط حقوقه توفير ساعات من النهار لنومه؛ اعترفوا بفضله ولولا وجود الكلب وحراسته لهم لكان الذئب أكلهم جميعا واحدا تلو الآخر.
حزن الديك من حاله فقرر ألا يصيح إلا مرة واحدة قبيل الفجر حتى يوقظ أصحاب المزرعة، وقررت الدجاجة أن تجعل أبنائها الكتاكيت يلعبون بعيدا عن منزل الكلب حتى يتمكن من أخذ كفايته من النوم؛ أما عن البقرة فقررت إعطائه كل اليوم بعضا من الحليب الطازج حتى يحافظ على صحته ولياقته ويكون بصحة ليواجه الذئب الشرير، والكتاكيت الصغار قرروا حماية منزل الكلب أثناء نومه بالنهار وألا يجلبوا ضوضاء فيستيقظ من نومه فيصبح جسده هزيلا غير قادرا على مواجهة الذئب الصعب.
تعاونت حيوانات الغابة مع بعضهم البعض، وأصبحوا يدا واحدا ليكونوا لبعض عونا ونصيرا، وبهذه الطريقة لن تستطيع أي قوى مهما عظمت أن تتغلب عليهم، ففي الاتحاد قوة وفي العزلة مذلة وهوان.
كانت جميع حيوانات المزرعة تشعر بسعادة كبيرة لوجود كلب أثناء نومهم يقوم بحمايتهم، لا ينام أثناء عمله ولا يتخاذل عنه، بل يوقن أنه لو غفلت عينه فأرواح الحيوانات المعلقة برقبته سيسأل عنها يوم القيامة لم أهملت بعملك؟!
والكلب يشعر بالحب الشديد والمودة من الحيوانات عندما يجد الجميع مشفق على حاله، ويجد الاهتمام من الجميع حتى من الصغار، فالكتاكيت أقلعت عن اللعب حتى يستيقظ الكلب من نومه، بل أيضا أصبحوا يقومون بحراسته ويبعدون عن مسامعه أي أصوات بإمكانها أن توقظه.
لم يحاول الذئب الاقتراب مرة أخرى من هذه المزرعة التي يأس أن يأخذ منها على أي حيوان حتى وإن كان صغير الحجم قليل اللحم.
اقرأ أيضا:
قصة النملة الذكية قصة جميلة للأطفال قبل النوم باللهجة المصرية
القنفذ الصغير والكرة قصة جميلة لأطفال الروضة باللهجة المصرية
الفيل فلفول قصة قبل النوم لأطفال الروضة باللهجة المصرية