أهم شيء بحياتنا توصيل رسالتنا على أكمل وجه، بتربية أبنائنا وتعليمهم كل القيم المثلى منذ صغر سنهم، والقصص تساعدنا كثيرا في توصيل ما نطمح به، كل ما علينا فعله انتقاء القصص القيمة من أجل سردها على مسامع أطفالنا الصغار.
القصة الأولى (الشجرة الواحدة بثلاثة أمثال):
في قديم الزمان كانت توجد قرية صغيرة تتوسط الغابات ذات الأشجار العالية، كانت توجد على قمة أحد الجبال الشاهقة، كان سكانها ينعمون بالحياة الهادئة والمليئة بالخيرات، وعندما وجد أهلها كثرة الأشجار بها والتي كانت تحاوطهم من كل مكان قرروا قطع البعض منها وبيعها لتجار المدينة حيث يصنعون منها أجمل الأثاث.
كانت الأمطار لديهم غزيرة حيث تمطر وتروي كل الأشجار والزروع وتملأ الآبار، وذات يوم توقفت الأمطار وجفت الآبار، تناقص عدد الأشجار، فأصبحت الحياة صعبة للغاية على أهل القرية، لذلك قرروا الرحيل عنها والبحث عن مكان جديد مليء بالأشجار.
وأثناء رحيلهم جاء رجل عجوز تبدو على ملامحه الحكمة، فسألهم: “أتستعدون للرحيل عن أرضكم؟!”
فأجابه أحد الرجال: “نعم يا سيدي”.
الرجل الحكيم: “أيمكنني أن أعرف سبب رحيلكم عن هذه القرية؟”
الرجل: “لم تعد تمطر السماء، فجفت النباتات وتناقصت الأشجار ولا نقوى على العيش فيها بعد الآن”.
الرجل الحكيم: “وهل برحيلكم ستحل المشاكل التي تعترض حياتكم؟!”
الرجل: “سنبحث عن غابة أخرى مليئة بالنباتات التي نطعم بها أغنامنا وماشيتنا، وبها الكثير من الأشجار التي يمكننا قطعها وبيع أخشابها للتجار”.
الرجل الحكيم: “ألا تعلم يا بني أنكم عندما تقطعون الأشجار تقلع السماء عن الإمطار، وبالتالي تجف كل الآبار وتصعب كل الحياة”.
الرجل: “إذا فماذا نفعل يا سيدي؟!”
الرجل الحكيم: “عندما تقطعون شجرة تزرعون ثلاثة عوضا عنها، حتى لا تتناقص الأشجار بل تصبح أكثر من السابق”.
اقرأ أيضا: قصص اطفال للنوم قصيرة ما أروعها لصغيرك
القصة الثانية (الشجرة المثمرة):
في إحدى القرى كانت هناك شجرة مليئة بالثمار، كان كل من يذهب لديها يعود مسرورا، الأطفال يلعبون تحت ظلها ويأكلون من ثمارها، والكبار يجلسون تحتها فيتسامرون ويتحدثون في أمور الحياة، وكان الجميع مسرور بتلك الشجرة والجميع يحبها وبشدة.
ولكن بتلك القرية كان يوجد شخصا يملئوه الطمع، وذات ليلة قال لنفسه: “لا يجب أن ينتفع بهذه الشجرة وبثمارها أحد غيري”، فحمل فأسه وذهب ليقتلعها من جذورها ومن ثم يحملها ليزرعها بحديقته؛ وكان كلما ضرب الشجرة بالفأس أسقطت عليه الكثير من ثمارها، ضربة تلو الأخرى، ولكن في إحدى الضربات وبينما الثمار تتساقط من فوق رأسه استوقفه صوت بداخله ليسأله: “تضربها بفأسك وبالرغم مما تفعله بها إلا أنها في كل مرة تسقط عليك ثمارا أكثر”.
ندم الرجل على ما فعله بالشجرة، فقال لنفسه: “آخذ الثمار فأطعمها لصغاري ومن ثم أزرع بذورها بحديقتي”، وبالفعل زرعها فأصبح يملك بستان مليئا بالأشجار المثمرة، وفي كل مرة يذهب للشجرة التي أعطته أهم درس بالحياة ليسقيها ويعتني بها.
اقرأ أيضا: قصص اطفال خيالية مكتوبة قصص جميلة قبل النوم
القصة الثالثة (الشجرة السيئة):
بأحد البساتين كانت هناك مجموعة من الأشجار المتعددة الأنواع، وذات يوم قررت جميع الأشجار أن يتم تعيين إحداها بالانتخاب كملكة عليهن جميعا، وتم اختيار شجرة البرتقال حيث كانت أكبرهم حجما وضخامة وأكبرهم سنا أيضا؛ ولكن شجرة الليمون لم تكن راضية حيث أنها كانت تبتغي أن تكون الملكة على الرغم من صغر سنها وحجمها، فكرهت شجرة البرتقال وحقدت عليها لكونها الملكة الجديدة التي أخذت منها حلمها.
قررت شجرة الليمون الانتقام من شجة البرتقال، فمدت جذورها وبدأت في شرب كل حصص المياه الآتية لشجرة البرتقال، وكلما مرت الأيام على شجرة البرتقال وهنت، وبيوم من الأيام قرر مالك البستان قطعها لأنها أصبحت شجرة هزيلة وضعيفة للغاية.
ومن جديد كل الأشجار على يقين بأن شجرة الليمون كانت سببا وراء ما حدث لشجرة البرتقال لذلك قرر جميعهن تعينها ملكة متوجة عليهن، ولكن سيء الأفعال لا ينفك أبدا عن أفعاله، مدت جذورها وسرقة مياه الجميع فامتدت فروعها وتغذت وأصبحت أفضل وأضخم شجرة بكل البستان، وذات يوم نظر المالك لأشجاره ولم يدري ما الذي حل بهم ولكنه أيقن أنه بالتأكيد لشجرة الليمون أثر في ذلك، تذكر حديث زوجته عن رغبتها في حصولها على طاولة مصنوعة من خشب قوي، فأحضر الفأس وقام بقطع شجرة الليمون.
لاحظت جميع الأشجار أن يد الفأس مصنوعة من أخشاب شجرة البرتقال، وأن شجرة البرتقال كان لها يد في التخلص من من كادت لها، لذلك اتفق جميعهن على مساعدة بعضهن البعض وعدم كيد إحداهما للأخرى، وأصبح للمالك بستان ولا أروع منه بفضل ذلك الاتفاق.
اقرأ أيضا: قصص اطفال جديدة حلوة بعنوان رسمتي فيها حكايتي