كثير من الأطفال يعشقون القصص وخاصة قصص قبل النوم حيث أن بها الكثير من الإثارة والتشويق، كما أنها تعمل على مساعدتهم على نوم هادئ.
كما أنه أثبتت دراسات عالمية قيمة وأهمية قصص الأطفال في مساعدتهم على تعلم القيم الهادفة التي تقدم من خلالها بأسلوب مبسط وممتع وشيق للغاية، وهذا ما تتميز به نوعية هذه القصص حتى تجذب الصغار إليها وإلى الاستماع لها في كل مرة بآذان مصغية وبكل تركيز.
القصـــــــــــــــــــة الأولى:
بيوم من الأيام وبإحدى الغابات والتي كانت تبعد كثيرا عن القرية، كان هناك ذئب جائع للغاية، له ثلاثة أيام لم يذق طعم الحم ولا غيره، لقد أصابه الهزل والضعف الشديد على سائر جسده، ونظرا لضعف جسده لم يستطع البحث والركض طويلا خلف أي فريسة من الحيوانات التي يصادفها بالغابة، لذلك قرر الذئب الذهاب للقرية واصطياد أي حيوان بها أو يجد بها أي شيء يأكله ويسد به جوعه الكبير الذي كاد أن يقتله.
وأول ما وصل القرية وجد كلبا بدينا للغاية، قال في نفسه: “يا لها من وجبة دسمة للغاية وستغنيني بالتأكيد من جوعي، ولكنه ضخم للغاية ومن المحتمل أنني لن أقوى على الانقضاض عليه، سأفكر في حيلة بالتأكيد”.
اقترب الذئب من الكلب….
الذئب: “كيف حالك أيها الكلب الوسيم؟!”
الكلب: “إنني بأفضل حال، ولكنك لم هزيل هكذا؟!، ألا تجد الطعام لتأكله؟!”
الذئب: “بإمكانك قول ذلك”.
الكلب: “ألا أدلك على طريقة تمكنك من تناول الطعام وأشهى الأنواع منه دون تعب ولا نصب منك؟!”
الذئب: “بكل سرور دلني عليها”.
الكلب: “كل ما سيتوجب عليك فعله هو اتباع سيدك، ومراقبة منزله طوال الليل، وأن تكون لسيدك كالظل، وبذلك ستنال أفضل الأكلات من لحوم وأسماك وألبان وغيرها الكثير والكثير، وستصبح بدينا ووسيما مثلي”.
سر كثيرا الذئب من نصيحة الكلب، واقترب منه ليشكره على نصحه فإذا به يلاحظ عليه عدم وجود أي شعر حول رقبته…
الذئب: “لماذا لا يوجد شعر حول رقبتك أيها الكلب؟!”
الكلب: “لن تدفع ضريبة كل ذلك إلا بشيء واحد”.
الذئب بتعجب: “وما هو؟!”
الكلب: “الطوق الذي سيوضع حول رقبتك، ولكنك ستحظى بكل ما تحتاج إليه في نظير ذلك”.
الذئب: “إنك إذا لا يمكنك الجري وقتما تريد؟!”
الكلب: “لا يمكنني الجري إلا عندما يريد سيدي بذلك، ولكنني مقابل ذلك آكل كل ما أريد وبالكميات التي أريد”.
الذئب: “ولكنني لا أبيع حريتي بأي شيء”.
انطلق الذئب بخطوات ثابتة متجها للغابة ليجد بها أي شيء يأكله، ولكنه مهما كانت المغريات لن يبيع حريته لقاء بضعة لقيمات.
اقرأ أيضا عزيزنا القرئ: قصص أطفال نبتة الفاصولياء السحرية وذكاء الطفل الصغير
وأيضـــــــــا: 3 قصص أطفال هادفة قصيرة وبها الكثير من العبر والقيم
القصــــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــــــــــة:
في إحدى الغابات كان هناك قرد يحكم القرود جميعهم، وكانوا ينعمون في عهده بحياة سعيدة، كان يعم بينهم الأمان والاستقرار، وكان ذلك القرد حكيما ومحبوبا من قبل الآخرين بدرجة كبيرة.
وبيوم من الأيام قدم قرد من مكان آخر واستطاع السيطرة على معظم أفراد مملكة القرود، واستطاع بهم الاستيلاء على حكم القرد الحكيم؛ عندما رأى القرد الحكيم مدى سوء معاملة قومه بعد كل ما قدمه لهم، رأى أنه ليس من الحكمة تضييع ثانية واحدة بعد من عمره لأجل قوم لا يستحقون.
حمل نفسه وذهب بعيدا، بعيدا للغاية، سكن بشجرة على ضفاف النهر، وكانت شجرة مليئة بالتين الشهي اللذيذ، وبيوم من الأيام سقطت تينة جميلة وكبيرة للغاية من أعلى الشجرة، فأعجب القرد كثيرا بالصوت الذي أصدرته هذه التينة أثناء سقوطها.
فشرع في إلقاء العديد من التين في النهر حتى يستمتع مجددا بنفس الصوت الذي أعجبه كثيرا، كانت في هذه الأثناء هناك سلحفاة تسبح في النهر، فأكلت كل التين الذي أقلى إليها ظنا منها بأن القرد قد ألقاه إليها، أحبت القرد كثيرا ورغبت بمصادقته، وبالفعل خرجت من المياه وصادقت القرد فأصبحت تجلس معه كثيرا، حتى أنها في أحيان كثيرة تنسى الوقت وقيمته عندما تكون بصحبة القرد الحكيم صديقها، فكانت تتأخر كثيرا على زوجها وابنها الوحيد، وذلك الأمر جعل زوجها تستاء حالته كثيرا من تصرفاتها.
وبيوم من الأيام شكى زوج السلحفاة لأحد أصدقائه أفعال زوجته، فأشار إليه صديقه بخطة ماكرة بطريقة تجعل السلحفاة تقلع عن صديقها القرد نهائيا، أخبره أن يدعي بأن ابنهما مريض للغاية، وأن علاجه يستلزم قلب قرد، وإن لم يؤتى له بقلب قرد فارق الحياة.
عندما جاءت زوجته وجدت ابنها مريضا، فأخبرها زوجها بالحيلة فانطوت عليها، فأصبحت في حيرة وبين نارين، نار معاهدتها بالوفاء لصديقها القرد، ونار فقدان الابن الوحيد، فماذا تفعل؟!
قررت في النهاية الذهاب للقرد وقتله وأخذ قلبه لإحياء صغيرها الوحيد به، وأول ما وصلت دعت القرد الحكيم أن يذهب معها لمنزلها، وفي منتصف الطريق بعدما جعلته على ظهرها وتعبر به مياه النهر، أخبرته بأن ابنها مريض ويريد الطبيب قلب قرد!
فقال لها القرد: “ولم لم تخبريني، نحن القرود عندما نقبل على السفر نترك قلبنا بالمنزل أو عند أقاربنا”.
السلحفاة: “ولم لم تخبرني بذلك أنت؟!”
القرد: “أنتِ لم تسأليني، ولكن هيا لنعود ونحضره”.
وبالفعل عادا وتسلق القرد الشجرة وأبى أن ينزل، وبالتالي أدركت السلحفاة أنه قام بخداعها كما خدعته وأرادت قلبه.
اقرأ أيضا: قصص أطفال هادفة طويلة بعنوان بر الوالدين قيمة للغاية