يتوجب علينا دائما بين الحين والآخر جعل أبنائنا يقرءون قصصا سهلة القراءة والفهم لتيسير المفاهيم لديهم وتحبيبهم في القراءة وحملهم عليها من صغر سنهم، استمتعوا معنا الآن بأجمل 3 قصص للأطفال سهلة القراءة جميلة ومسلية ومفيدة يتعلمون منها بعض المبادئ والحكم الجميلة، نقدمها لكم بأسلوب شيق وممتع وسهل من خلال موقع قصص واقعية .
القصة الأولى/ العصفور المتمرد:
بيوم من الأيام كان هناك عصفوران صديقان ومتحابان للغاية، كانا يتنقلان معا من مكان لآخر كعادة كل الطيور، وبيوم من الأيام أثناء تنقلهما بحثا عن الرزق الذي قسمه الله لهما تعرضا لعاصفة شديدة اضطرتهما للمكوث على أحد أغصان شجرة عجوز وبالرغم من أن مظهرها يوحي بأن لها آلاف السنين على الأرض من كثرة تفرع أغصانها وشجيراتها وأوراقها الكثيفة إلا أنها تبدو جميلة للغاية، لقد كانت شجرة حكيمة للغاية بحكم قدم عمرها ولأنها تفهم لغة كل الطيور جيدا فهمت الحديث الذي دار بين العصفورين اللذين كانا أحدهما راضي بما قسمه الله له والآخر كان متمردا وساخطا على أنعم الخالق سبحانه وتعالى، بدأ العصفور المتمرد بالحديث مع صديقه العصفور قائلا: “لماذا جعلنا الله دائما نبحث عن مأوى وملاذ وأمكنة متفرقة لتجميع الغذاء كل يوم، ولم يجعل لنا مكانا واحدا نبني به عشا آمنا ونعيش في ظله طوال الحياة؟”.
رد عليه العصفور الراضي بقضاء الله قائلا: “لقد خلق الله سبحانه وتعالى كل خلقه وفضل كل منهم على الآخر ولكنه هو الخبير العليم بكفة شئون خلقه ولا نخفى عليه خافية، وما علينا فعله هو الرضا بأنعم الله سبحانه وتعالى وعدم الاعتراض على هيئتنا وشكلنا وظروف معيشتنا”.
سرت الشجرة الحكيمة كثيرا من كلام العصفور الراضي بحكم الله ولكنها أحبت أن تلقن العصفور المتمرد درسا قاسيا ليتعلم منه كيفية الشكر على أنعم الله على خلقه فاهتزت كثيرا مع الريح قاصدة لتخيف العصفور، وما كان من ذلك العصفور إلا أنه طار بعيدا عنها وهو يحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة الطير وأنه جعله عصفورا يستطيع الهرب سريعا بجناحيه الصغيرين.
ثانيا/ قصة من ترك وطنه عاش غريبا ذليلا:
في إحدى قرى الأرياف كان هناك مهرا صغيرا في غاية الجمال يعيش مع والدته في مزرعة لأحد الرجال، كانا كل يوم يأكلان متى شاءا وكل ما يطلبانه متوفرا، وعند هطول المطر كانا يستتران داخل الحظيرة الدافئة، كانا ينعمان بحياة رغدة؛ ولكن في أحد الأيام شعر المهر الصغير بملل في حياته المليئة بالرتابة فقرر الرحيل بعيدا للبحث عن متع ولذات الحياة بعيدا عن تلك المزرعة والتي أصبح كل شيء بها متكرر، وبطبيعة الأم الحنونة قررت الأم في البداية نصحه وإرشاده لقيمة ما في يده ولكن لا حياة لمن تنادي فقررت الرحيل معه لحمايته من أية أخطار، رحلا سويا وأخذا يوما كاملا يبحثان عن موطن جديد وكلما ذهبا إلى مكان وجدا به من يقلعهما بكل مذلة منه وهكذا صار حالهما إلى أن قدم إليهما ظلام الليل المهلك، وبما أنهما متعبان من شدة الركض طوال النهار استكان في زاوية بأحد الشوارع وما وجدا سوى البرد الشديد، تعلم المهر الصغير درسا قيما يفيده طوال حياته وهو من ترك وطنه عاش غريبا ذليلا.
ثالثا/ قصة السمكة والبلبل:
كانت هناك سمكة وحيدة بعدما وضعت في إناء مملوء بالماء وعلى الرغم من أنه كان في غاية الجمال إلا أن السمكة لم تكن راضية عن حالها، فقد دعت الله خالقها مرارا وتكرارا أن يعيدها إلى البحر موطنها من جديد، إنها تشعر بالضيق والوحدة فالإناء بالكاد يسعها وحركتها بداخله محدودة على خلاف البحر الذي بلا حدود بالنسبة إليها، وبيوم من الأيام استجاب الخالق سبحانه وتعالى إلى تلك السمكة الصغيرة فجعل الصبي (مالك السمكة) يأخذها ويتجول معها على شاطئ البحر وهناك ينساها تماما ويعود إلى المنزل من غيرها، ومن ثم يسخر لها بلبلا يتابعها من السماء فيجدها تحاول مرارا وتكرارا الخروج من الإناء ولكنها في كل مرة ترتطم بجدران الإناء متوجعة فيقترب منها ويعرض عليها مساعدتها، ومن ثم يطير بعيدا ليحضر مجموعة من الحمام لتحمل الإناء وتطير به فوق البحر لتلقي به والسمكة بداخله، وما أن أصبحت السمكة في البحر ثانية ملأت السعادة وجهها وغمرتها الفرحة وشكرت البلبل طيب القلب ومجموعة الحمام على مساعدتها بعدما حمدت الله سبحانه وتعالى على جزيل فضله.