لا يولد كل منا بصفاته التي سيحملها فيما بعد بل يتعلمها شيئا فشيئا من أهله وبيئته ومجتمعه المحيطين به، فيتعلم الأمانة والصدق في الأفعال والأقوال في حال جميع من حوله يتمثل بهذه الأخلاق القيمة، أما في حال كونهم يتصفون بسيء الأخلاق ففي الأغلب أن كل جيلهم سيتصفون بنفس الأخلاق السيئة التي يرونها أمامهم ويمارسها كل من حولهم، لذلك علينا التمسك بحسن الخلق وأفضل الشيم، كما علمنا سيد الخلق أجمعين من أجل تنشئة جيل واعد. فبحسن الأخلاق يكون رقي الأمم.
قصة جميلة عن الأمانة
قصة في غاية الروعة والجمال، تعلم صغارنا معنى الأمانة وأهمية الالتزام بها طالما حيينا، وعن فضل التمسك بها عند خالقنا سبحانه وتعالى؛ قصة تعطي مثالا واضحا يرسخ في عقل أطفالنا ولا يتمكنوا من نسيانه، فكما نعلم جميعا أن الذاكرة التي خلقها لنا الله سبحانه وتعالى ذاكرة تصويرية تخزن ما تصوره لنا الأحداث إلى وقت احتياجنا لها.
بيوم من الأيام كان هناك طالب مازال بالمرحلة الابتدائية، لم يتجاوز العاشرة من عمره بعد؛ قاما والديه بتربيته على المناهج الإسلامية الصحيحة، كان يتمتع بالعيش الهنيء مع أسرته ولا ينغص عليه عيشه إلا شيئا واحدا، كان كل يوم يذهب إلى مدرسته باكيا بسبب مصروفه المدرسي ثلاثة جنيهات والتي كانت بالكاد تكفي لشراء باكو بسكويت، كان دائم التذمر أمام والدته والتي كانت دائما تعلمه أن يحمد الله في كل الأحوال، وأن يلتمس عذرا لوالده الذي يعمل براتب بالكاد يكفيهم للعيش، كان دائم التطلع إلى زملائه الذي أقل واحد منهم مصروف عشرة جنيهات.
وبيوم من الأيام كان بالمدرسة يتجول فوجد ورقة بعشرة جنيهات بفناء المدرسة، التقطها وهم مسرعا إلى غرفة المدير، بكل تأدب طرق الباب وطلب إذن الدخول إليه، وعندما قابل مديره أخبره بأمر العشرة جنيهات التي وجدها بفناء المدرسة وأنه أحضرها إليه حتى يجد صاحبها ويرجعها إليه، سر المدير كثيرا من أمانة طفل صغير مثله لم يتجاوز بعد العشرة أعوام، وأرجع ذلك إلى حسن أخلاق وتربية والديه، استحسن فعله وأخبره قائلا: “سترى ثمرة عملك في الدارين، الأولى والآخرة يا بني أبشر”.
تهلل وجه الطفل، وعاد إلى منزله بعد انتهاء يومه الدراسي، وقبل أن يضع حقيبته التي يحملها حتى قص لوالدته كل ما حدث، وسأله عن المسألة الوحيدة التي حيرته في كل ما حدث، وهي حديث مديره معه عن رؤيته لثمرة فعلته في الدنيا قبل الآخرة!
أجابته والدته: “يا بني لقد أخبرنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه من تعفف عن شيء من حرام أعطاه الله سبحانه وتعالى إياه بالحلال، واليوم قد ترقى والدك في عمله وتضاعف أجره، وبالتالي ستأخذ كل يوم مصروفا مثل المال الذي وجدته ورديته إلى صاحبه، عشرة جنيهات من حلال بكل يوم، هكذا كان جزاؤك من الله أما لم أخذت الأمانة ولم تردها إلى أصحابها حينها لم تنل إلا عقاب الله وغضبه، فالله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يجدهم على أحسن ما خلقوا لأجله، وما من عمل أحب إلى الله ورسوله من تأدية الأمانات إلى أصحابها”
العبرة من هذه القصة:
- تأدية الأمانات تلبية لأمر الله سبحانه وتعالى: “( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
- تأدية الأمانات إلى أهلها حتى وإن كانوا ليسوا بأهل لذلك اقتداءاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أَدِّ الْأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ”.
- معرفة كل أنواع الأمانات التي كلفنا بها، فالصلاة أمانة والزكاة أمانة وبر الوالدين أمانة والمحافظة على الصحة وسلامة الجسد ونقاء القلب أمانة، عدم الاستهانة بأعمارنا وأوقاتنا فيما نمضيها أمانة، تقريبا كل شيء من حولنا أمانة حملناها وسنحاسب عليها بيوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، قال تعالى: ” إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ، إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا” صدق الله العظيـــــــم.
- تطبيق كل ما نحاول تعليمه لأبنائنا أمام أعينهم نظريا، لا بالقول ولكن بالأفعال، ولا يوجد عمل عند الله أعظم من إعداد جيل يرفع شئون الأمة الإسلامية ويعيدها إلى أمجاد عصرها القديم.
اقرأ أيضا:
قصص للاطفال لعمر سنتين قصص جميلة قبل النوم
قصص للاطفال من القران نبي الله صالح عليه السلام
قصص للاطفال عن التسامح من أجمل ما قرأت مفيدة وشيقة جدا