قصص للأطفال في الروضة قصة “عواقب الطمع” تحمل الكثير من العبرة والموعظة للتعلم والاهتداء
قصص للأطفال في الروضة
ما أجمل المرحلة العمرية لأطفال الروضة، وما أجمل قصصهم الشيقة التي تحمل خفة الدم وانطباع يدوم من الفرحة والسعادة، وهناك الكثير من قصص الأطفال في الروضة التي تعد نماذج جيدة لأطفالنا الصغار.
قصة “عواقب الطمع”:
بإحدى الغابات قديما كانت هناك نعجة جميلة يملؤها الفرو ناصع البياض وتظهر على جسدها نعمة الخير والرخاء؛ ولكن كان أيضا بتلك الغابة ذئب مكار داهية في الخبث وصنع المكائد لتلك النعجة المسكينة، فدائما ما كان الذئب يتتبع النعجة بدهاء لينقض عليها حينما تسنح له الفرصة المناسبة ولكن غالبا ما كانت تبوء خططه بالفشل؛ وذات يوم استطاع الذئب أخيرا من الإمساك بها، واقترب منها ليفترسها ويغرس أنيابه بجسدها الجميل، فارتعدت النعجة من شدة الخوف ولكنها بآخر لحظة تمالكت أعصابها وجاءتها فكرة شيطانية للتخلص من مكر الذئب وطمعه.
فكرة شيطانية:
وبينما يقترب الذئب منها ليلتهمها، خطرت ببالها فكرة للتخلص منه.
فقالت: “يا أيها الذئب أتريد أن تأكلني؟!، أنا لا أمانع ولكن لدي شرط واحد وذلك لمصلحتك أيضا”.
فقال الذئب بانتباه: “وما هو أيتها النعجة؟!”.
قالت: “اذهب إلى النهر واحفر حفرة، وأملأها بالماء واغسل بها فمك ويديك وقدميك جيدا قبل أن تأكلني، فهناك الكثير من الطين عليهم مما سيجعل طعمي لك غير لذيذ وغير شهي؛ أما أنا فسأنتظرك هنا آكل الكثير من العشب لأصبح سمينة من أجلك، ولأغذيك بشكل أفضل”.
أعجب الذئب بفكرة النعجة وذهب مسرعا ناحية النهر، وطلب منه حفر حفرة ليغسل بها فمه ويديه وقدميه جيدا قبل أن يأكل النعجة الشهية؛ فأجابه النهر: “بكل سرور أيها الذئب، ولكن لكي أحفر لك الحفرة المرجوة يتطلب عليك إحضار قرون غزال لي حتى أتمكن من فعل ذلك”، وافق الذئب على طلب النهر وأسرع إلى الغزال ليطلب منه قرونه.
الذئب: “أيها الغزال الجميل أعطني قرونك من فضلك، لقد طلب مني النهر قرون غزال حتى يتمكن من حفر حفرة لي ليملأها بالماء لأغسل فمي ويداي وقدماي حتى تسمح لي النعجة الشهية بأكلها”.
الغزال: “بكل سرور أيها الذئب ولكن لكي تأخذ قروني يتوجب عليك إحضار كلب قوي ليقتلني ومن ثم تستطيع أخذ قروني”.
متابعة من أجل إرضاء النفس الطامعة:
ذهب الذئب مسرعا إلى الكلب ليطلب منه قتل الغزال لأخذ قرونه التي سيستطيع النهر من خلالها حفر الحفرة التي ستمتلئ بالماء ليغسل الذئب فمه ويديه وقدميه بها حتى يتمكن من أكل النعجة الشهية.
الكلب: “بكل سرور يا صاحبي ولكني أحتاج الحليب لكي أصبح قويا وأنال من الغزال من أجلك”.
فر الذئب مسرعا إلى البقرة يتوسل إليها لإعطائه بعضا من حليبها الدسم حتى يصبح الكلب قويا ويستطيع قتل الغزال.
البقرة: “بكل سرور أيها الذئب ولكني أحتاج الكثير من العشب حتى أتمكن من إعطائك الحليب الذي تريده”.
ذهب الذئب مسرعا ليحضر الكثير من العشب الذي طلبته البقرة حتى تتمكن من إعطائه الحليب الذي وعد به الكلب ليقتل الغزال من أجله.
العشب: “بكل سرور سآتي معك أيها الذئب لكي تأكلني البقرة لتعطيك الحليب، ولكن يتوجب عليك جلب المنجل لتجزني به”.
ذهب الذئب لإحضار المنجل لكي يتمكن من خلاله جز العشب الأخضر.
المنجل: “سآتي معك أيها الذئب لكي أجز لك العشب لتأخذه إلى البقرة لتأكله لكي تتمكن من إعطائك الحليب ولكن يتطلب عليك أن تحضر الحداد لسن شفرتي”.
ذهب الذئب إلى الحداد لإحضاره وسرد له قصته من أولها حتى نهايتها، فوافق الحداد على مطلبه ولكن بشرط واحد أن يحضر له الكثير من لحم الثور.
فذهب الذئب إلى الثور وطلب منه اللحم استجابة لطلب الحداد، فغضب الثور غضبا شديدا واحمرت عيناه وقام بقتل الذئب الذي دفع حياته ثمنا لمطمعه.
وعندما علمت النعجة بما حل للذئب الطماع جراء أفعاله الشنيعة أصابتها سعادة غامرة.