نبتغي جيلا جديدا يعشق القراءة، يعشقها ويوقن بضرورتها لحياته كالطعام والشراب واللعب أيضا، إن للقراءة أهمية لا تعد ولا تحصى، فبها تسمو الروح وتنضج العقول؛ القراءة تعطي الإنسان أكثر من حياة واحدة حيث أنها تجعل حياته أكثر عمقا وإن كانت لن تزيدها طول أيام.
بالقراءة تتطور مهارات أطفالنا وتنمو أيضا، يتدربون من خلالها على اجتياز اختبارات الحياة التي في انتظارهم دوما، دائما ما يعشق الأطفال الغوص في الخيال، وهذا بالضبط ما تعطيه إياهم القراءة، فحببوا أبنائكم في القراءة منذ الصغر.
قصة المزارع طيب القلب وجزائه :
في إحدى القرى كان هناك مزارعا يكسب قوت يومه ببحثه عن عمل مختلف بكل يوم، كان بكل يوم في الصباح الباكر بعد أدائه لصلاة الفجر يبحث عن عمل ليستطيع من خلاله تأمين قوتا لأطفاله الصغار، فقد كان لديه ستة أبناء أربعة أولاد وابنتين صغيرتين، كان يعيش في سعادة هانئة مع أبنائه، ولا ينغص عليه طيب عيشه إلا شكوى زوجته المتكررة يوميا.
أبدا لم تحمد الله الزوجة على ما يرزق زوجها به، كانت دائمة التذمر على نوعية الطعام والشراب، وزوجها كان رحب الصدر يقبل تذمرها دوما بابتسامة عريضة، بل ويسمعها أفضل الكلام أيضا، لكن أبنائه كانوا جميعهم متفهمين الأمر ويساعدونه في أمر والدتهم.
وبيوم من الأيام خرج الوالد إلى عمله، وبعدما أنهى عمله وقبل أن يقوم بشراء الطعام وجد عجوزا قد تعثرت قدميها في إحدى الطرقات، هم المزارع طيب القلب لمساعدتها ولكنها لم تستطع المشي ولا خطوة واحدة على قدمها المتضررة، أخذها إلى أقرب طبيب ليطمئن عليها، لقد أنفق الرجل كل ما معه من نقود، وقد اشترى للعجوز الدواء أيضا، دعت له العجوز أن يكافئه الله سبحانه وتعالى على طيبة قلبه معها وعلى حسن معاملته لها أيضا.
عاد المزارع لمنزله وهو يعلم جيدا كيف ستكافئه زوجته على عدم إحضاره للطعام، وأول ما عاد بالفعل سألته عن سبب تأخره وعن مبرره لعدم إحضار الطعام لهم، قص الرجل ما حدث معه، ولكنها لم ترحمه.
كان الرجل على يقين وثقة تامة بجزاء خالقه، وفي اليوم التالي على الفور وقبل أن يذهب لعمله في الصباح الباكر، طرق أحد الأثرياء على باب منزله، يبتغي أن يلحق به قبل ذهابه للعمل، راد الرجل الثري منه الاهتمام بحقوله حيث أنه سمع عن سيرته الطيبة وحسن خلقه مع كافة الخلق، كما أنه خصص له مرتبا شهريا يفوق ما يرزقه الله به كل يوم بمراحل كثيرة.
حمد المزارع خالقه كثيرا، وقال سبحانك ربي وبحمدك، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، ولا أجمل من إحسان الله سبحانه وتعالى.
اقرأ أيضا:
3 قصص للأطفال عن الكذب لتعليم القيم والمبادئ
قصص للأطفال تعلم الأخلاق ومكارمها في غاية الإفادة
قصة تعليمية عن مدى فضل الكسب الحلال:
كان هناك طالبا بالمرحلة الابتدائية، كان لا يكون أي صداقات، ولا أحد من زملائه بالفصل يعرف أي معلومة عنه مطلقا؛ وبيوم من الأيام قرر مدير المدرسة تخصيص يوم كامل للتحدث فيه عن فضل ودور الوالد في حياة كل فرد، وفي حياة كل تلميذ بالمدرسة.
صادف يوم الخطاب أن المدير ذهب لفصل الطالب بعينه، وأثناء حديث الطلاب هذا يقول بأن والده طبيب وذاك والده مهندس وآخر والده مدرس، ولكن الطالب طلب الذهاب لطبيب المدرسة حيث أنه يشعر ببعض التعب.
سمح له مدرسه بالذهاب، وغاب الطالب كثيرا من الوقت حتى انتهى الخطاب، وفي نفس اليوم بعدما انصرف الجميع من المدرسة، رأى المدير الطالب الذي أثار فضوله وانتبه لغيابه الطويل ولعذره المتصنع، رآه يقف بجوار بائع للبالونات، استشف المدير أن والده يبيع البالونات بالشوارع ولذلك تجنب الطفل الحديث عن مهنة والده.
وباليوم التالي ألقى مدير المدرسة كلمة بطابور الصباح حيث قال فيها…
بالأمس تحدثنا عن مهنة والد كل طالب منكم، واليوم جاء الدور لأتحدث عن مهنة والدي رحمه الله تعالى، لقد كان والدي بكل يوم يذهب للسوق باكرا ليبيع الخضار، لم يكل يوما ولم يتعب، حتى أثناء مرضه وإعيائه الشديد كان يذهب لعمله، وكل ما عليه نحن الآن أبنائه بفضله وبفضل مثابرته ودوامه على العمل، العمل لا يوجد عيب طالما كان كسب من حلال.
فهم الطالب الدرس واستوعبه جيدا، ولم يخجل ثانية من الحديث عن مهنة والده أبدا، وأصبح فخورا بوالده.
اقرأ أيضا: قصص للأطفال عن المدرسة بعنوان خالد والمدرسة قصة تحفيزية حقيقية عن حب المدرسة