لا أدري مغلبنا عندما يرى أشياءا غريبة لا يتركها ويبتعد كليا عنها بل يحاول جاهدا أن يكتشف حقيقتها، وربما هذه الحقيقة التي يكتشفها لا تجعله يعيش الحياة طبيعيا كما كان من قلب، هذا إن لم تكن سببا في فراقه للحياة أصلا!
من قصص مرعبة لأحمد يونس:
الشقـــــــة الجزء الثاني
وما إن حل الصباح ذهبت للعمل مجددا ولكني بهذه المرة اتصلت على أمجد لأهزأه على شقته المليئة بالجن والعفاريت وكيف له أن يسخر من صديق عمره الوحيد بهذه الطريقة وبهذه الكيفية…
اتصلت به: “لماذا لم تخبرني أن الشقة بها نوع من الجن أو العفاريت أو ما شابه ذلك؟!”.
أمجد: “جن؟! عفاريت؟!، من الذي أخبرك بهذه الترهات؟!”
أحمد: “تمام إذا أخبرني عن الرجل جارك الذي يمتلك نسخة من مفتاح الشقة، ألم أستأجرها منك لماذا لم تأخذ منه النسخة، أليست لي أي خصوصية؟!”
أمجد: “جاري؟!، آه عم عصام، إنه رجل طيب القلب، تركه أبنائه فظل في الحياة وحيدا، أحمد اكسب مودته ولا تضايقه فالرجل وحيد وليس له أحد بكل الدنيا، إنه أحيانا يفعل أشياء غريبة ولكنه في النهاية طيب القلب”.
أحمد: “ولماذا لم تخبرني هذا الكلام قبل أن تعطني المفاتيح؟!، تمام يا أمجد”.
خرجت من أجل أن أكسب مودة عم عصام، طرقت الباب وأصررت على مقابلته فطرقته عدة مرات وفي النهاية فتح الباب…
عم عصام، إنني أحمد جارك الجديد في الشقة المجاورة، أنا آسف حقا على ما بدر مني، ولكني لأني كنت أجهلك ولكن لتوي اتصلت على أمجد صديقي وأوصاني عليك لدرجة أنه أخبرني أن أعاملك كابن لك، أنا رأيتك البارحة في شقتي لذلك إذا كنت تريد مني أي شيء تعال أو خذه من الشقة وقتما شئت.
عم عصام: “أتعلم يبدو عليك أنك لست من الشباب الذي يتوالون على العمارة، تبدو مؤدبا وطيب القلب، لذلك فطعام العشاء الليلة عندي”.
و يا لسعادة قلبي فكل ما رأيته من الشقة في اليومين الماضيين مجرد أوهام ليس لها أي صلة بالحقيقة والواقع وإنما هي من نسج خيالي، ذهبت عنده للعشاء ومن بعدها صرنا كالصديقين المقربين تارة أذهب إليه وأساعده في أعمال المنزل والطهي وما إلى ذلك، وتارة يأتي منزلي، عهدنا أجمل أيام سويا، لم نعد نأكل إلا مع بعضنا البعض، وبيوم من الأيام التقطت صورة لنا سويا وجعلتها على حساباتي الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعية، وكتبت عليها أنا وصديقي الجديد المقرب من قلبي “عم عصام”.
ووردني تعليق غريب للغاية من أمجد صديقي، أين عم عصام؟!
ماذا؟! كيف؟!، عم عصام من بجانبي بالصورة يا أمجد!
أمجد اتصل بي هاتفيا وسألني نفس السؤال: “من بجانبك بالصورة ليس عم عصام الذي حكيت لك عنه”.
“كيف يا أمجد، ألم تخبرني أن عم عصام يسكن بالشقة المجاورة لك؟!، إنه عم عصام الذي يسكن بالشقة المقابلة لي، وقد كسبت مودته وأحببته وأصبحنا صديقين، ألا تتذكر أنك طلبت مني أن أكسب وده وألا أغضبه، أليس ذلك كان كلامك؟!”
أمجد: “اهدأ يا أحمد، لحسن الحظ أنني أمتلك صورة لعكم عصام سأرسلها لك الآن على الواتس آب”.
وعندما أرسل الصورة أمجد كانت الفاجعة، إنها صورة نفس الشخص الذي رأيته بالمطبخ مذبوحا!
تجمد الدم في عروقي ولم أدري ماذا أفعل، ما الذي أوقعني في كل هذه المصائب؟!
سارعت لدخول شقتي وغلق الباب على نفسي والتفكير في المصيبة التي حلت بي، وما إن دخلت حتى وجدت بالصالة كيسا قمامة أسود، فهممت بفتحه وإذا بي أجد رأس عم عصام الحقيقي بداخله!
اتصلت على الفور بالشرطة والخوف يقتلني من داخلي ويعتصر قلبي عصرا، وضعت يدي على قلبي حتى وصلت الشرطة، وأخبرتهم بكل شيء، حكيت كل ما حدث لي من يوم قدمت لهذه الشقة، وكيف أنني رأيت هذا الرجل المذبوح أمام أم عيني ومن بعدها لم أجده ولم أجد له أثرا لدرجة أنني شككت في نفسي، حكيت لهم عن الرجل الذي يسكن الشقة بجواري وكيف لمالك الشقة الحقيقي صديقي “أمجد” عندما رأى صورته لم يعرفه من الأساس واستنكر أنه من سكان العمارة أصلا.
وما سمعته من رجال الشرطة كان الفاجعة الكبرى على آذاني، لقد كان الرجل الذي وصفته لهم ورأوه بالصورة التي صورتها لنا ونشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي قاتلا محترفا، وقد عدم من سنوات طويلة مضت، وقد كان يدخل الناس على بيوتها ويذبحهم أمام أهلهم، ولكن كان ذلك قبل أن يقبض عليه ويعدم، وقد كان من أحد سكان هذا الشارع!
غادرت الشرطة ولكنني لم أكن قد استوعبت ما قالوه لي، أصبت بغيبوبة نوم من كثرة التفكير وكأن عقلي يرفض الواقع ويستسلم للأحلام، أيقظني صوت جرس الباب، ومن قبل أن أفتحه سألت: “من الطارق؟!”
قال بصوت مخيف ومميت: “عم عصام!”…
اقرأ أيضا:
4 قصص جن في قطر قصص مخيفة للغاية
قصص رعب عبر التاريخ قصة قصر البارون بين الاسطورة والحقيقة
قصص رعب شمس المعارف الكبرى هدية إبليس للبشرية لا تقترب ! الجزء الأول