إن الحكيم من يحصن نفسه دائما، ولا يترك نفسه لعالم تخلو منه الحمة، عالم كل قواعده مبنية ومؤسسة على الشر، عالم كل أهدافه هدم بنيان بني آدم، علينا جميعا الرجوع والتمسك بما يجعلنا الأقوى دائما ويجعلنا لا نقهر من أي قوة مهما بلغت قوتها وعظمتها.
من قصص مرعبة لدرجة الموت:
“اللعنــــــة” الجزء الثاني والأخير
وأول ما ساعدتها في الجلوس نظرت لسقف الغرفة وتناثرت الدماء من عينيها وأنفها، كدت حينها أن أفقد حياتي، أرى الدم يتقاطر منها ولا أعرف السبب، أيقنت أننا نواجه مشكلة كبيرة، سألتها: “ما بكِ يا حبيبة قلب أخيكِ؟!.
أشارت للسقف وأول ما رفعت عيني، وجدت ما يجعل الولدان شيبا، شيء أسود اللون أحمر العينين يسير على يديه وقدميه متشبثا بالسقف، ينظر إلينا ورقبته بإمكانها أن تتحرك دون روابط، شيء تشمئز منه النفس البشرية، اقترب من جديد يريد أذية كلينا وبشكل خاص أنا، وكأنني أخذت منه ما يعينه ويخصه بشدة، ولكنها أختي ولن أتركها لعالم الجن مهما كلفني الأمر، حضنتها بكامل قوتي، استشاط غضبا، أنظر لأي شيء إلا عيناه فبهما شرارة غريبة لا أتمكن من تحملها، كان الله في عونكِ يا أختي الصغيرة على ما عانيتيه حين انشغالي عنكِ، لا سامحني الله على فعلتي بكِ.
اقترب منا، وجسدي بالكامل يرتعش أما عن أختي فقد كانت فاقدة للوعي تماما بعد كل الدماء التي سالت منها، أيقنت أن نهايتي اقتربت لا محالة، ولكنني قلق على أختي ليتني أضمن لها كل الابتعاد عن أقبح شيء رأيته بكل حياتي، وأوشك أن يضع يداه على جسدي وهنا أذن آذان الفجر، اختفى في لمح البصر، حمدت الله سبحانه وتعالى وحملت أختي بين ذراعي ووضعتها بغرفتي لتنام هناك مطمئنة ولو لبعض الشيء.
جلست أفكر كثيرا مع نفسي، ما هذا الشيء الغريب الذي رأيته للتو، وهل كل ما رأيته حقيقة أم مجرد أوهام، يا ترى ما الذي فعلوه بأختي الصغيرة لدرجة أنها كرهت الحياة واختصرت كل حياتها بسجن نفسها بغرفة صغيرة، وهل للحريق الذي نشب بمنزلنا ودفع ثمنه والداي حياتهما كان بسبب هذا الشيء الغريب الذي رأيته، أسئلة كثيرة حيرتني ولم أجد عنها جواب، ولم يتوقف تفكيري وشرودي إلا جرس المنزل وهو يدق، كنت في حيرة من أمري من سيأتي عندنا بمثل هذا الوقت المتأخر، حينها كنت جالسا وممسك بيد أختي حيث أنني لن أفارقها مجددا، وما هي إلا لحظات ذهبت لأفتح فيها الباب، وقد وجدته إمام المسجد الذي بمنطقتنا، دخل دون أن يتفوه بكلمة واحدة، أثناء حديثي معه وأنا أخبره: “تفضل بالدخول يا مولانا”، كنت مسرعا للدخول لغرفتي من أجل الاطمئنان على أختي ولكنني لم أجدها!
لقد اختفت في هذه الثواني المحدودة، ركضت تجاه غرفتها ولكن الباب أوصد بوجهي، عدت للبكاء مجددا وأنا في نفس الوقت محاولا كسر الباب بأي طريقة، في هذه اللحظة وجدت الإمام يمسك بيدي ويرجعني للوراء ويخبرني قائلا: “أنت قف هنا ولا تدخل، وابق متماسكا قدر المستطاع والله يوفقنا لما يحبه ويرضى ويرفع عنا كل ابتلاء إن شاء الله”.
شرع في قراءة القرآن الكريم، وأول ما وضع يده على الباب فتح مباشرة حتى دون محاولة منه في ذلك، دخل الإمام الغرفة وقبل أن يغلق الباب وجدت صغيرتي تغيرت ملامحها من جديد، وأصبحت مسخا لذلك الشيء القبيح، وبدأ الإمام في تلاوة العديد من سور القرآن، تارة صوته يعلو وتارة ينخفض، ولكن ما كان يقطع قلبي من الداخل صوت أختي وصرخاتها المرتفعة وكأن شخصا ما يعذبها وخاصة أنها كانت تستنجد بي من الإمام نفسه، في هذه اللحظة هممت بالدخول وكسر أوامر الإمام، ولكن ما إن وضعت يدي على الباب لأفتحه حتى وجدته يقطع قرآنه ويقول: “إياك أن تدخل، فهذه ليست بأختك، إن كنت تحبها فعلا فلا تعصي أوامري!”
واستمر حاله حتى العصر، من بعد صلاة الفجر وحتى العصر لم يهدأ ولا ثانية، ومن بعدها خرج الإمام من الغرفة وقد صمتت أختي وصرخاتها، فتح الباب وقال: “يمكنك أن تدخل الآن يا بني، والحمد لله أختكَ سليمة من كل مكروه بمشيئة الله”، دخلت الغرفة ووجدتها غارقة في نوم عميق، بالتأكيد لقد تعبت حرفيا والله في عونها على كل ما رأته طوال المدة الماضية، حذرني الإمام من تركها بمفردها مرة أخرى، وأوصاني بالصلاة وقراءة القرآن وعمارة المنزل بكل ما يرضي الله سبحانه وتعالى، والحمد لله عادت لي أختي من جديد، تركت عملي وعملت من المنزل، كنت أعشق الطهي فقررت طهو طعام منزلي ويسلم من داخل المنزل، ولم أتركها ولن أفعل ذلك مجددا ما حييت.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص مرعبة لدرجة الموت بعنوان “اللعنة” الجزء الأول
فندق الموت المسكون قصص رعب وقتل حقيقية حدثت بأحد الفنادق المشهوره
عبدة الشيطان قصص رعب حقيقية مخيفة حدثت بالفعل بقلم منى حارس
قصص رعب حدثت بالفعل قصة زوج زوجتي من الجن
السلام عليكم هل يمكنني استخدام هاذي القصة بفيديو على يوتيوب