ما أجمل مشاركة الأحباء قصصا مضحكة ومنحهم ضحكة تخرج من القلب للقلب، خاصة وأن المواقف التي تسعدنا لا يمكننا نسيانها بسهولة بل تترسخ بأذهاننا لأمد طويل من الدهر، وعند مشاركتنا مع الآخرين قصصا نعتز بها لا يمكننا نحن أيضا نسيانها بسهولة بل تمضي معنا عمرنا بأكمله.
من قصص مضحكة صارت لي:
القصة الأولى:
بيوم من الأيام كنت ذاهبة إلى المدرسة في الصباح الباكر كعادتي يوميا، ولكن حدث لي موقف بهذا اليوم لم أستطع نسيانه طوال حياتي، لقد وجدت أنا وصديقتي بالطريق الذي كنا نمر به كل يوم كلبا أسود اللون قوي البنية الجسدية، أول ما رأيته دب القلق بقلبي، نظر إلينا نظرة مليئة بالشر والبغض وكأن تارا بائتا بيننا وبينه، لم أجد فعلا مناسبا للموقف الصعب الذي نمر به سوى أن أخبر صديقتي: “اجري بكامل عزمك وقوتك”.
ومازلنا نجري ولكنه تبعنا وبالتأكيد كان أسرع منا، فنحن فتاتين بالمرحلة الثانوية وغير معتادتين على الجري، أنسى آخر مرة جريت بها منذ أن كنت صغيرة؛ راودتني فكرة ولكنني قلتها على سبيل الفكاهة ونكران الموقف الذي نمر به من شدة صعوبته، مثال للتشبيه كالضحك على أنفسنا من سوء ما حدث معنا، لقد كان اختبارا لنهاية العام الدراسي وكنا في حاجة ماسة للهدوء لتجميع أكبر قدر كافي من التركيز لنيل أكبر الدرجات، “بأول منزل تجدين بابه مفتوحا أدخلي”.
حقيقة لم أكن أقصدها حقا بمعنى الكلمة لقد كنت أضحك معها، ولكنها أخذت كلامي على محمل الجد وبالفعل بأول منزل وجدت بابه مفتوحا دخلت، وماذا أفعل أنا؟!
أظل لحين ينال مني الكلب الشرس، دخلت ورائها على الفور طبعا، دخلنا على أصحاب المنزل دون استئذان منا أصلا، وجدناهم يتناولون طعام الإفطار، وما كان من أمرهم: “تفضلا وتناولا معنا الإفطار”، يا لهم من أناس كرماء فعلا؛ تأسفت منهم جميعا: “اعذرانا ولكننا واجهنا في طريقنا ولأول مرة كلب مواصفاته كذا وكذا”، أجابنا أحدهم: “خير ما فعلتما، إنه كلب مسعور”.
أخرجنا الشاب من منزلهم وأوصلنا لنهاية الشارع، ليومنا هذا لم أمر بالشارع مجددا ولن أمر به مطلقا طالما حييت، بحثنا عن شارع آخر وكان طويلا للغاية ولكننا نذهب ونأتي منه، وإلى يومنا هذا كلما نظرت إلى ذلك الشارع تذكرت ما حدث معي.
القصـــة الثانيـة:
بالشارع المواجه لمدرستي كان هناك كلبا مفترسا للغاية، كنت بكل يوم أمر به مضطرة لفعل ذلك، آخذ معي سمكة لألجم فمه بها، وذات مرة وجدتهم أكثر من واحد وكأنهم ينتظرون مني السمك ولم املك حينها إلا سمكة واحدة المعتادة يوميا، لقد كنت أجعل والدتي تجلب السمك باستمرار وتنظفه وتجعله في الثلاجة على التحمير بحجة أنه مليء بالعناصر الغذائية والتي ستمكنني من استذكار دروسي بشكل أفضل، علاوة على أنني لم أكترث يوما لرائحته النفاذة ولكني كنت آخذ حذري على قدر المستطاع بأن أحمل معي عطرا أضع منه قليلا على يداي وبعدها أقوم بغسلها بالماء حتى لا تفوح مني رائحة العطر وأغضب ربي، المهم لم أكن أعرف حينها ماذا أصنع بسمكة واحدة مع كل هذا العدد الرهيب منهم، رميتها بعيد على قدر استطاعتي وجريت بكامل قوتي ودخلت المدرسة وجسدي بالكامل يرتجف.
بكل يوم أذهب مع صديقتي التي لا تخاف الكلاب مطلقا وأعود برفقتها، كانت تعاملني كصغيرة مدللة، أو كأختها الصغيرة كما كانت تخبرني دوما وتضحك علي.
القصـة الثالثــــــة:
جاء اختبار نهاية العام بمدرسة جديدة خارج نطاق بلادنا، كان علينا الذهاب لمسافة بعيدة للغاية حتى نصل هذه المدرسة ونلتحق بالامتحانات، لا أحفظ الطرق الجديدة بسهولة مطلقا، إلا في حالة إذا ذهبت للمكان بمفردي مرة ومرتين، كنت أذهب للمدرسة الجديدة لأداء امتحاناتي مع صديقتي المقربة وقد كنت ملتحقة بشعبة علمي علوم، وهي كانت شعبة أدبي، وبيوم امتحان مادة الفيزياء لم تكن لتذهب إلى المدرسة معي، فما العمل؟!
ولم أكن وقتها لأحرج نفسي مع أي من صديقاتي الأخريات، فلا تعلم سري غيرها، كانت لدي صديقة مقربة أخرى ولكنها ببلدة مجاورة غير بلدتنا، اضطررت للوصول إليها ركوب مواصلة والنزول منها حتى أتمكن من لحاقها والذهاب معها إلى الامتحان، ولكنني فشلت في مخططي، فقد كانت ذهبت للامتحان من دقائق بسيطة، يا لحظي العسر!
أخذت قرارا بيني وبين نفسي أن أعتل وسيلة المواصلات وهناك أسأل جيدا حتى أصل وكلما أسرعت في الذهاب كلما توفر معي الوقت، لقد انتهزت كامل الطريق في الدعاء إلى خالقي حتى يقف بجانبي ويسترني، وبوسيلة المواصلات التي كنت بها كان قبلها وسيلة أخرى قد نزل عنها مجموعة من شباب المدرسة، بنفس شعبتي علمي علوم، تبعتهم من بعيد حتى وصلنا للمدرسة، ولم أحكي هذه القصة إلا يومنا هذا مخافة من ضحكات الجميع.
شاركنا قصصك المضحكة التي صارت معك.
اقرأ أيضا:
4 قصص مضحكة حتى الموت تحمل ابتسامة لقلبك
3 قصص مضحكة حدثت للبنات أعدك بأن لن تمسك نفسك من الضحك
3 قصص مضحكة حتى البكاء تحمل معها السرور والفرح