ليلة العيد تكون محور شك لدى الكثيرين قبل ظهور الهلال، فالكثير لا يدرك يوم العيد، ولكن عند ظهور الهلال فإننا ندرك أن العيد غدا، ونستعد له أحسن استعداد.
قصة ليلة العيد:
دار حوار حول مائدة الإفطار عن ليلة الشك بين والدي “عدي”، قال الأب: “ربما يكون غدا العيد”، فقالت زوجته: “الهلال لم يظهر بعد وربما يكون غدا المكمل لشهر رمضان”، فقال الأب: “سنعرف من خلال صلاة التراويح”؛ فأذن المؤذن لصلاة العشاء، وذهب “عدي” لمناداة صديقه “رعد” لصلاة العشاء.
ظهور الهلال:
وخلال سيرهما إلى المسجد قص عدي لصديقه رعد عن ملابس العيد التي أحضرها له والده ووالدته، وسأل عدي صديقه: “هل أحضرت جلباب العيد؟”، ولم يدرك أن والد رعد متوفى، وأمه لا تملك ثمن الجلباب، وبدا على رعد الحزن؛ فحاول عدي إخراجه بالتطرق إلى أحاديث أخرى، وأخذهما الحديث إلى أن صارا داخل المسجد، وبعد صلاة العشاء أعلن الشيخ عن ظهور الهلال، وقال: “غدا سوف يكون عيدا بإذن الله تعالى”.
تكبيرة العيد:
فانطلقت أصوات المصلين مكبرة “الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا”، وتصافح المصلون؛ كان عدي فرحا جدا بقدوم العيد، يكاد يقفز من شدة الفرح بقوله جاء العيد..جاء العيد، أما رعد فكان حزينا جدا فأول عيد يمر عليه لم يكن والده بجانبه، ولم تستطع والدته شراء جلباب له.
تواشيح الشيخ:
وبعد الانتهاء من التكبير وتصافح المصلين، ودع الشيخ شهر الصيام قائلا: “وداعا يا شهر الصيام، وداعا يا شهر القرءان، يا شهر الفقراء والأيتام، وداعا يا شهرنا ودعتنا عاجلا مستعجلا”، وبعد انتهاء الشيخ من تواشيحه قال عدي لصديقه: “كل سنة وأنت طيب”، أما رعد فقد كان شاردا في قول الشيخ الذي هز أحاسيسه وداعا يا شهر الفقراء والأيتام.
الإحساس بالآخرين:
وذهب عدي والمصلون إلى منازلهم فرحين بقدوم العيد، أما رعد فلم يخرج من المسجد، وجلس حزينا عند أحد زواياه، يتردد في رأسه كلام الشيخ يا شهر الفقراء والأيتام؛ فتذكر عدي أن لديه جلبابين جديدين فأسرع إلى المنزل، وفتح خزنة ملابسه، وأخرج جلباب ولفه، وقال لوالده سأذهب لإعطاء رعد هذا الجلباب، ففرح والده به، وقال: “أحسنت التصرف يا بني، فلقد نسيت شراء جلباب لرعد”.
فرحة رعد:
ذهب عدي إلى منزل رعد وأعطى الجلباب لوالدته، وقال: “نحن نتقاسم كل جديد، أعطي هذا الجلباب لرعد، وسأذهب لأخبره أنكِ اشتريتِ له جلبابا جديدا”، ثم ذهب عدي إلي المسجد , وأخبر رعد بأنه رأى والدته تشتري له جلبابا جديدا، فتهلل وجه رعد وقال لصديقه: “أنت صادق أم تمزح معي؟”، ففتح عدي زراعيه واحتضنه، وقال: “كل عام وأنت بخير يا صديقي، وإلى الله أقرب بطاعتك، وبرضاه عنك”، فقال رعد: “ولك المثل يا صديقي”، ولم يصدق نفسه من الفرح، فاحتضن رعد صديقه مرة أخرى، وقال له: “احلف أنك صادق؟”، فقال عدي: “لا وقت للمزاح هيا بنا نتشارك فرحة العيد مع الأطفال”.