ويظل هناك شخص مختلف دائما، مختلف في ظهوره دوما، مختلف في حديثه معك، وحتى السعادة التي يمنحها لك بكل مرة هي أيضا من نوع مختلف.
عهدنا كثيرا صراع بين الأحباء والأهل عن ضرورة ارتباط الصغار بمن ارتضوا بهم الأهل، وبذلك يجعلوا قلوب أبنائهم تتمزق أشلاء، ويتركوهم ليواجهوا مصيرا مجهولا، إما الاعتياد أو الدخول بطريق مملوء بخيبات الأمل والرجاء ينتهي في آخر المطاف بالانفصال
اجتماع العاشقين
فتاة وشاب مغربيان قرر أهلهما التوفيق بينهما وتزويجهما لأمور ومصالح متبادلة ومشتركة بينهما، الشاب مغرم بفتاة أخرى، والفتاة مثله تعشق شابا غيره، وكلاهما لم يكن مقتنع بفكرة الأهل ولكن أين المفر؟!
كان للشاب صديق تغلب على طباعه الطيبة والتلقائية، فكر في خطة تجمع بين قلبيهما، أخبر بصديقه إذا كان يريد قلب الفتاة وأن تعشقه عشق الجنون، فعليه بعمل الآتي، أن يكون سجينا بغرفة مع الفتاة ويتظاهر بأن أشخاصا من أعداء أهلهما قاموا بخطفهما والاعتداء عليهما بالضرب، والوصية الوحيدة في كل الأمر أن تكون حاميا للفتاة، لا تجعل أحدا يتعرض لها مهما كلفك الأمر، بأن نجعل الذين سنستأجرهم يوسعونك ضربا، وكلما ازداد الضرب كلما ازدادت الفتاة تعلقا بك.
أعجب الشاب بالفكرة وقرر تنفيذها، ولكنه لن ينفذها لأنه يريد أن يفوز بقلب الفتاة، ولكنه يريد تنفيذها كي يتخلص من الفتاة ومن تدبير الأهل لزواجه بها؛ استأجر أناسا ودفع لهم أموا طائلا ليقوموا بخطف الفتاة، ومن الناحية الأخرى قام أيضا بخطف الشاب الذي تحبه والجميع يعلم بشأنهما معا، كانت الفتاة مخدرة، والشاب مغشي عليه من شدة الضرب، دخل الشاب قريبها فقام بتمزيق ملابسها وخرج وانتظر.
استفاق الشاب والفتاة بنفس الوقت، عندما رأى الشاب الفتاة التي يحبها من كل قلبه لم يصدق عقله حيث أنه رآها وهي شبه عارية، لذلك خلع قميصه ووضعه على جسدها، ولكن ذلك لم يكن كافيا أيضا، شرعت الفتاة بالبكاء وقبل أن يتساءل كلاهما عن سبب وصوله لذلك المكان، كان أهل الفتاة وأقربائها أهل الشاب قد وصلوا عندها ليجدوها بتلك الواقعة، وقبل أن تتكلم الفتاة بكلمة واحدة وتدافع عن نفسها وشرفها، كان الشاب وصل أيضا ووجه إليها أصابعه بالخيانة والوقوع بالفاحشة.
انهال عليها الجميع يتهمونها ويوبخونها، جعلها الشاب الذي يحبها خلف ظهره، وقرر حمايتها من أهلها ولم يخشى منهم، وعندما هم أهلها بالتخلص منها ومن الشاب بآن واحد، قرر الشاب بنفسه أن يهدأ من روعهم جميعا وأن يقنعهم بأن يزوجها له، وبذلك كأن شيئا لم يحدث، وأن تعاقب بحرمانها من الميراث.
رحلوا جميعا، أما عن الشاب فقرر مساعدة الفتاة والشاب ولكنه خانته تعابير وجهه لظهور السعادة على ملامحه أثناء مساعدتهما على الزواج، ومن المفروض أن يحدث العكس لأنها على حد اعتقاده واعتقاد الجميع أنها خائنة له!
دخل الشك قلب الشاب، وأيقن أن قريب الفتاة وراء كل ما حدث معهما، وبطريقة معينة جعل صديقه يعترف بكل ما فعله من ضرب وخطف له وللفتاة وتمزيق ثيابها وتعريضها لخطر بالغ على أيدي مجرمين كان بإمكانهم فعل أي شيء معها.
قام الشاب حبيب الفتاة بجعله يعترف بكل شيء، وقام بتسجيل كل كلمة وحرف قاله، وأرسل التسجيلات لأهل الفتاة حتى تتبين لهم حقيقة الأمر، ومدى طهارة ابنتهم والتي أصبحت زوجته ويعتز بها وبعفتها كثيرا، لقد كانوا عائلة واحدة مترابطة لذلك قرر الجميع أهل الفتاة وأهل الشاب بالاقتصاص من الشاب على جريمته البشعة التي فعلها بحق قريبته والتي كانت مسماة على اسمها، وكيف أنه ارتضى لها أن تلوث سمعتها بهذه الطريقة القذرة، فزوجوه من ابنة العائلة التي فاتها قطار الزواج منذ زمن بعيد عقابا له.
أما عن الفتاة فقد حصلت على الشاب الذي أحبته زوجا لها، وقد ارتضى به جميع الأهل والأقارب…
الشاب معاتبا زوجته وحبيبته: “أفهم من كل ذلك أنكِ كنتِ قد استسلمتِ ورضيتِ به زوجا لكِ وتخليتِ عني، رضا يشبه نوعا ما بالرضا بالأم الواقع”.
ابتسمت الفتاة واقتربت من أذن زوجها وهمست له: “ألا تعلم حينما خطفت كنت آتية في الطريق إليك في محاولة هرب مني”.
اقرأ أيضا:
قصص رومانسية مصرية واتباد قبيلة الرعود
قصص واتباد عراقية الفتاة اليتيمة
قصص واتباد زينب ماجد غلطة ليلة عرس لزينب ماجد
قصص رومانسية جدا قصيرة بعنوان “أفقدتني صوابي”