قصص من الحياة , لما نعمل الخير ؟! دعاء غامض .
قصص من الحياة , افعل خير غير مشروط دون انتظار شكر من احد افعله لوجه الله افعله لنفسك لانك تجازى به اولا فالجزاء من جنس العمل . فحب لاخيك ما تحب لنفسك لان ما تتمناه له قد يصيبك !
للمزيد من القصص المثيرة و المعبرة يمكنكم زيارة : قصص واقعية – قصص وعبر .
لماذا نعمل الخير ؟!
فى يوم من الايام كان هناك امرأة تصنع يوميا الجبز لاسرتها و كانت دائما ما تصنع رغيفا اضافيا و تضعه على شباك المنزل حتى يأخذه اى محتاج و ينتفع به . وبعد فتره بدأ رجل احدب فى المرور يوميا من امام شرفة منزلها و يأخذ هذا الرغيف و بدلا من ان يظهر عرفانه و امتنانه لاهل البيت الذين يقومون بمساعدته كان يسير متمتما بدعاء غريب فكان يقول : ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود اليك! ” كان يمر يوميا و ياخذ الرغيف و يقول هذا الكلام الغير مفهوم . و كانت المرأه تسمعه يوميا و لا تفهم ما مقصده من هذا الكلام .
بدأت المرأة فى الشعور بالضيق و الانزعاج لعدم شكر هذا الرجل الاحدب لها و لانه لا يظهر الامتنان لاهل هذا المنزل و بدلا من ذلك يستمر فى التمتمة بدعاءه الغامض حتى ينصرف . ترى ماذا يقصد ؟!
و فى يوم من الايام اثناء صنعها للخبز امتلكها شعور سلبى و فكرت فى التخلص من هذا الرجل نهائيا فقامت بوضع السم فى هذا الرغيف الاضافى الذى تصنعه و ذهبت لتضعه على الشرفة و لكن قبل ان تضعه رجعت لرشدها و قالت لنفسها ما هذا الذى اصنعه و كيف اقتل نفسا بغير حق و استعاذت بالله من الشيطان الرجيم و استغفرت ربنا و القت بهذا الرغيف المسموم فى النار حتى احترقت وقامت بصنع رغيف اخر ووضعته على الشباك . وكما جرت العادة جاء الاحدب مثلما يفعل كل يوم و اخذ الرغيف و مضى يدمدم جملتة الغامضة غير مدرك للصراع الذى بداخل المرأه التى تحاول فهم ما يفعل و انه كاد ان يلقى حدفه اليوم بسبب جملتة الغامضة التى يرددها .
وكان لدى هذة المرأة ولدا غائبا قد سافر بحثا عن الرزق و انقطعت اخباره منذ عدة شهور و كانت المرأة يوميا فى اثناء صنعها للخبز تدعو الله عز و جل ان يجمعها بولدها عاجلا و ان يرده اليها سالما غانما . فى ذلك اليوم الذى تخلصت فيه المراه من الرغيف المسموم دق باب منزلها مساءا و عندما فتحته المراه قد وجدت امامها ابنها الغائب قد عاد سالما غانما . احتضنته المرأه و بكت كثيرا لشدة شوقها اليه و اخذ الولد يحكى لوالدته قصتة الغريبه !
قال الولد لامه : معجزة اننى قد استطعت الوصول على هنا فقد كنت جائعا و مريضا مرهقا و ثيابى ممزقة و شاحبا و قد رأيت رجلا احدبا ممسكا برغيف و ترجوته ليعطينى اياه لاكله لانى كدت اموت جوعا فاعطانى الرجل الرغيف و قال ان هذا قوته اليومى و طعامه و لكن سيعطينى اياه لاننى اشد حاجة منه .
بمجرد ان سمعت الام هذا الكلام شحب وجهها و بكت كثيرا فقد تذكرت الرغيف المسموم الذى استبدلته المرأة فى اخر لحظة و لولا ذلك لكانت قد تسبب فى موت ولدها .
هنا تذكرت المرأة عبارة الاحدب : ” الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود اليك! ”
العبرة من القصة : افعل الخير دون ان تنتظر شكرا او امتنانا و انما افعله لوجه الله و سيعطيك الله اجرك فانت تقوم بالخير لنفسك قبل غيرك لان هذا الخير يعود عليك و يجازيك الله عز وجل به فى الدنيا و الاخرة .