قصص من الواقع عن الحجاب قصة مؤثرة جدًّا ومهمة
حجاب الفتاة المسلمة هو من شعائر الإسلام التي لا بد منها، والتي فرضها الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فالتهاون في مثل هذه الفريضة المهمة من دين الله عز وجل لا يجوز، بل لا بد من أن تحرص المرأة المسلمة على حجابها، فهو رمز على حرصها أولًا على دينها وأوامر ربها سبحانه وتعالى، ثم على سلامتها ونظافتها كي يمنعها حجابها عن أن يؤذيها أولئك الذين لا خلاق لهم من الفجرة والفسقة الذين ما إن يروا امرأة متهتكة إلا وتكالبوا عليها يريدونها عوجًا، ونحن لا نبرر هذه الأفعال مطلقًا متى صدرت سواء كانت المرأة متحجبة أو غير متحجبة.
ولكن الحجاب يضفي على المرأة عفة وطهارة ونقاءً والتزامًا بدينها وحرصًا على أوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، فالحجاب حجاب عن المعاصي والذنوب والآثام كما هو حجاب للرأس تغطي به المرأة سائر بدنها لا تكشف منه إلا ما أذن لها الشرع فيه، وهذا الموضوع يبين أهمية الحجاب ويجلي معناه أحسن تجلية، فهو موضوع هام لا ينبغي أن نتركه ونمضي بل لا بد من التمعن في هذه القصة الهامة التي تهم كل فتاة لم ترتد الحجاب بعدُ، فهو طريقها إلى ارتدائه إن شاء الله تعالى، فتابعونا الآن ومع قصتنا الهامة والضرورية جدًّا لكل الفتيات:
الفتاة الصابرة
هذه قصة حقيقية واقعية لإحدى الفتيات التي لبست الحجاب على الرغم مما لاقت من مشقات في طريقها، فهذه القصة عظة لكل فتاة لا زالت لم تُقْدِم على هذا اللباس الشريف وأن تتشبه بأمهات المؤمنين.
قصة تلك البنت تظهر مثل بقية البنات في هذه الأيام، فكانت الفتاة تحيا حياة مرح ولهو وترف ولا تبالي بأي شيء على الإطلاق، ولا تصلي ولا تفعل من أمر دينها شيئًا، ولا تذكر الموت أبدًا، تظن أن الحياة ستبقى لها بالملذات والشهوات.
كانت تلك الفتاة تلبس ملابسها على طريقة الموضة من ملابس ضيقة وشفافة تصف جسمها وتثير غرائز من يرونها، وعلى الرغم من ذلك فإنها ظلت تراقب قلبها فإذا هو ليس سعيدًا كما كانت تظن أنها لو فعلت هذه الأمور لأسعدت نفسها، لكنها لم تجد أنها حصَّلت من أمر السعادة شيئًا بعدُ.
هذه البنت نشأت في أسرة لم تعرف طريق الله أبدًا، فأسرتها لم تكن ملتزمة بأي شيء من تعاليم الإسلام، فكانت أسرة تعيش عيشة الأوروبيين وتسير سيرتهم وتتنفس كل ما يأتي من ناحية الغربيين.
ولكنه في أحد الأيام قامت تلك الفتاة بزيارة عمتها التي كانت ملتزمة بحجابها، على الرغم من أنها لم تكن قوية الالتزام.
كانت عمتها تلك تخبرها عن أمر الحجاب وقامت بإسماعها أحد الأشرطة لبعض الدعاة وهو يتحدث عن فتنة التبرج، فكانت تلك الفتاة تشعر بضيق عظيم كلما سمعت هذا الشريط، وتشعر بنفور شديد من نفسها في ذلك الأمر.
وعندا رجوعها للبيت شرعت الفتاة في الدعاء إلى الله وهي تقول: رب اهدني إلى الحق وأنت أرحم الراحمين، رب يسر لي أمر الحجاب.
وكانت تلك الفتاة في ذلك الوقت تدرس في الصف الثالث الثانوي ومعها زميلتها التي كانت تلبس ثيابها على ذوق الموضة المنتشرة، وفي يوم من الأيام جاءت تلك الزميلة وهي تلبس الحجاب.
فقامت الفتاة بمبادرتها بالسؤال عن لبسها للحجاب وعن مدى قبول والديها لأمر هذا الحجاب، فقالت الفتاة: إن والداها يرفضان بصورة قاطعة أن تلبس الحجاب، ولكنها حين أصرت عليهم في لبسه وارتدائه؛ لأنه من أوامر الله تعالى وأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ سلَّم لها أبواها بما تريد.
وقالت زميلتها لها: إن الحجاب فريضة إسلامية، ولا يجوز تركها بحال من الأحوال، فماذا سنقول لرب العالمين إن قابلنا ونحن لا نرتدي هذا الشرف الذي شرَّفنا الله به؟!
أتى كلام زميلتها على الجرح وثارت نفس الفتاة ثورة عظيمة؛ لأنها كانت تعرف وضع زميلتها فهو تمامًا مثل وضعها مع أسرتها التي ترفض رفضًا باتًّا أن تلبس ابنتهم الحجاب.
ذهبت الفتاة إلى المنزل ثم أخذ رأسها يدور بالتفكير وأخذت تخبر والدتها بأنها تعزم على ارتداء الحجاب طاعةً لله تعالى؛ فما كان من الوالدة إلا أنها رفضت هذا الفعل بصورة شديدة، وجلست الفتاة تبكي بكاءً شديدًا جدًّا.
وفي صباح الغد قامت الفتاة لتذهب إلى مدرستها كما جرت العادة، فلما أرادت أن تقوم بتسريح شعرها ما استطاعت كأن حصل شيء في يديها منعها هذا الفعل، فحزمت شعرها بسرعة وأرادت أن تخرج فإذا هي تسمع أحد أصوات الشباب وهو نازل بالمصعد فلم تستطع أن تخرج بشعرها أمام ذلك الشاب فرجعت إلى البيت وقامت بلبس إيشارب لوالدتها التي لم تكن تلبس الحجاب، قامت تلك الفتاة بلبس الإيشارب ثم ذهبت إلى مدرستها، وحين رأيتها زميلتها إذا هي فرحت فرحًا كبيرًا وهتفت بها ألبستِ الحجاب؟ فقالت الفتاة: لا، لم ألبسه بعد أخاف أن أرتديه ثم أزيله.
ثم ذهبت الفتاة إلى منزلها وهي في قمة الحيرة فشرعت في البكاء الشديد وهي تدعو الله تعالى أن ييسر لها من أمرها رشدًا، وقامت الفتاة من فورها وأبلغت والدها بما عزمت عليه من أمر الحجاب وأنها تريد ارتداءه طاعةً لله، ذُهِلَ الوالد كثيرًا من ابنته، وقال لها: افعلي ما تشائين، غير أنني لست موافقًا على ما فعلتِ.
وحين جاءت والدتها من عملها وعلمت بما عزمت عليه ابنتها غضبت منها غضبًا شديدًا وقاطعتها، ثم راحت تطلب من ابنتها أن تزيل حجابها والفتاة ترفض ذلك وهي في حزن وغم وكرب عظيم.
وفي ليلة من الليالي أتت ردة الفعل التالية لوالدها فشرع يصفها بأوصاف حقيرة والفتاة تقول: حسبي الله ونعم الوكيل وهي تبكي بحرقة وتدعو الله أن يجعلها ثابتة على طاعته سبحانه.
وفعلًا فالله تعالى ثبَّت تلك الفتاة فأصبحت كل يوم في زيادة لإيمانها على الرغم من اعتراض أهلها.
النتيجة
ومع الأيام وتوالي السنوات رضي والداها بالأمر الواقع وكانت هذه الفتاة هي الداعية وسط أسرتها للحجاب، وفي الأخير أقنعت أمها بالحجاب فلبسته عن رضى نفس، فكانت خير فتاة لأسرتها.
كانت هذه قصتنا اليوم وهي قصة مؤثرة جدًّا وتهم كل فتاة لم ترتد الحجاب بعدُ، وتخاف من ارتدائه من اعتراض الأهل والأصحاب، فالله يقوي الذين يصدقون معه في إيمانهم، فمَنْ صحَّ صدق إيمانه يسر الله له طرق الخير كلها وفتح أمامه أبواب النعيم التي لا تنفد، فعلى كل فتاة لم تلبس الحجاب حتى الساعة أن تعتبر بهذه القصة التي ربما حدثت لآلاف من الفتيات وتحدث يوميًّا فلا يجب أن تقوم الفتاة بتأخير هذه الفريضة التي فرضها الله تعالى عليها، وما عليها إلا أن تُنيب لأمر الله تعالى.
واااااو
كتير حلوه
كتير حلوة الله يهدينا للحجاب