قصص من الواقع عن الظلم بعنوان ضياع مستقبل فتاة وهلاكها (ظلم الأهل للفتيات) الجزء الثاني والأخير
قصص من الواقع عن الظلم
يقال أنه من أشد أنواع العذاب أن يلعب الظالم دور الضحية ويتهم المظلوم بأنه هو الظالم، وما بالنا بأن يشوه سمعة فتاة بريئة ويسلبها كل حقوقها بل ويجعلها عرضة لأذية أي مخلوق؟!
من قصص من الواقع عن الظلم:
الجــــــــــــــــــــــــزء الثاني
عانت الفتاة طيلة فترة حملها، وكانت نادرا ما تتصل عليها والدتها بحجة أن تطمئن عليها ولكنها دوما ما أرادت منها الأموال، ولكن الفتاة شحرت لوالدتها كل ما تمر به من أطباع لا توصف لزوجها الذي جميعهم استرضوه زوجا لها دون سؤالها عن رأيها، ولكن في كل مرة اعتقدت الفتاة أن ابنتها تعاقبهم جميعا على أفعالهم الشنيعة معها ولذلك السبب تمنع عنهم خيرات زوجها.
كانت شديدة التعب ونظرا لتعبها طوال فترتها دون عناية ولا أدوية أيضا كنت ولادتها متعسرة أيضا، لاقت أشد العذاب أثناء ولادتها، وفي النهاية رزقها الله بطفل جميل مثلها، كان لزوجها نصيبا كبيرا من السعادة لإنجابها له ولي العهد المنتظر، كان يشتري للصغير كل ما يحتاج إليه ولكنها كانت مثل قبل مهمشة بالنسبة إليه، لا ينفق عليها إلا الأكل وهو من يقوم بشرائه أيضا.
حملت الفتاة وابنها لم يتم عامه الأول سعد الزوج بخبر حملها، وكحملها السابق لم يسمح لها بالذهاب لأي من الأطباء، كانت في أمس الحاجة للذهاب للطبيب ولكنه أيضا أبى ذلك، وجاء موعد ولادتها، كان في اعتقاده أنها ستضع ابنا ذكرا آخر، ولكن الله رزقها في هذه المرة توأم بنات وخذل ظنه، وكانت الفاجعة بالنسبة لها حيث أن زوجها تركها بالمستشفى دون أن يدفع التكاليف وبالتالي منعوا خروجها ببناتها حتى يتم أخذ كافة المستحقات منها.
قام جيرانها بالعمارة التي تسكن بها بجمع المبلغ من بعضهم البعض، وبعدما استوفت المستشفى كافة حقوقها خرجت الفتاة ومعها بنتيها، وعندما عادت وجدته قد أخذ ابنه وأخذ أشيائه الهامة الضرورية وكل الهدايا الثمينة التي كان قد اشتراها من أجلها ورحل.
لم تدري الفتاة أين تذهب في بلد لا تعلم به شيئا، ولا كيف تأخذ بثأرها من رجل مثله، لم تتذكر إلا كل الظلم الذي حل بها في وقتها العصيب فحل عليها البكاء والنحيب لدرجة أن إحدى جيرانها قد سمعتها وسمعت صوت بكائها الذي يقطع القلوب، فذهبت لديها لتخفف عنها حدة آلامها وقد كانت من نفس بلادها، فتحت الفتاة لها قلبها وقصت كل ما حدث معها، لقد كانت جارتها هذه كبيرة في السن ولديها خلاصات تجارب الحياة.
كانت الفتاة تنوي العودة لبلادها ولكنها لا تمتلك حق تكاليف العودة، ولا حتى الأوراق اللازمة للعودة، لقد خذ منها كل شيء يمكنها من العودة حتى لا تلطخ سمعته بالبلدة، علاوة على أنه عاد للقرية ومعه ابنه وقد افترى عليها إثما وبهتانا عظيما، أخبر أهلها أنها أحبت رجلا غيره وهربت معه بعدما سرقت منه أمواله، اتصلت الفتاة بأمها والتي أول ما سمعت صوتها أغلقت الهاتف في وجهها دون أن تسمع منها كلمة واحدة بعدما اتهمتها بأنها جلبت لهم العار ولطخت شرف العائلة.
كانت الفتاة ذكية للغاية ففهمت ما أراد أن يثبته عليها زوجها، فقصت على جارتها ما فعله بها في قريتها أيضا، كانت جارتها على معرفة بشخصيات مهمة بهذه الدولة العربية، وتمكنوا من جمع الكثير من الأدلة التي تدين الزوج على كل أفعاله الشنيعة مع زوجته المسكينة، وقد ثبتت عليه كل التهم التي تدينه وتضمن لها حقها ورد شرفها واعتبارها بشهادة شهود عيان.
كما سمح للفتاة العودة لبلادها عن طريق السفارة، وتم تحويل كافة القضايا لبلادهما، وقد جاء للزوج استدعاء خاص لشخصية مهمة للغاية فقد أوصوا على الفتاة جيدا، وعندما ذهب وجد نفسه متهما في قضايا عديدة، ودخل السجن لحين عرض قضيته كاملة في المحكمة.
عادت الفتاة لمنزل والدتها ولكنها لاقت رفضا وتجهما منهم جميعا، ومن الجميع لم تنهار الفتاة أمامهم ولكنها صمدت، كانت جارتها قد توقعت ما حدث معها مسبقا، وكانت قد أعطتها مالا وفيرا، فذهبت الفتاة لفندق معروف بالمدينة المصاحبة لقريتها والتي كان بها المحكمة في الأساس.
وبيوم المحكمة أدين زوجها بكل ما نسب إليه من تهم وما إن أنهى القاضي الحكم عليه حتى سقط على الأرض معلنا عن رحيله عن كل الدنيا، عاد للفتاة ابنها وشرفها وردت إليها كرامتها، كما امتلكت كل أموال زوجها الراحل، ولكنها بعدما خاضت كل تجارب الحياة هذه أصبحت قادرة على العيش بكل مفرداتها، لم تأمن أحدا غير نفسها على أموالها أبنائها.
استكملت تعليمها، ودرست إدارة أعمال واستثمرت أموالها وأموال أبنائها، ولم تجعل لأي أحد سلطة عليها حتى والدتها، فقد تعمت من كل الظلم التي تعرضت له أن تكون قوية ولا تكسرها الأيام مهما جرت عليها.
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ:
قصص من الواقع عن الظلم بعنوان ضياع مستقبل فتاة وهلاكها (ظلم الأهل للفتيات) الجزء الأول
قصص ظلم الزوجة الأولى بعنوان “دموع أنثى بسبب رجل” الجزء الأول
قصص ظلم الزوجة الأولى بعنوان “دموع أنثى بسبب رجل” الجزء الثاني والأخير
قصص ظلم الزوج لزوجته مؤثرة وموجعة للقلوب