قصص نجاح عظيمة قصة “عمر بن عبدالعزيز” الخليفة العادل ج1
إن “عمر بن عبدالعزيز” هو ثامن الخلفاء الأمويين ولقبه المسلمون بخامس الخلفاء الراشدين، والسبب وراء تلقيب المسلمون له بخامس الخلفاء الراشدين لما أنعم الله سبحانه وتعالى به عليهم في عهده من العدل والأمن والرخاء الكثير.
ما تميز به “عمر بن عبدالعزيز” عن غيره من الأمويين أنه كان شديد الكره للظلم ولاسيما “الحجاج بن يوسف الثقفي” والذي كان سببا بينا في عزله عن ولايته للحجاز؛ ولكن إرادة الله سبحانه وتعالى نافذة والملك كله لله وحده يهبه لمن يشاء وينتزعه ممن يشاء، إذ عاد “عمر بن عبدالعزيز” للخلافة وعهد إلى عزل كل ولاة “حجاج بن يوسف الثقفي” المستبدين، ولم يكتفي بعزلهم وحسب وإنما جردهم من كل أموالهم وممتلكاتهم أيضا، كما أنه جرد أيضا بني أمية من كل أموالهم وممتلكاتهم وكان ما فعله سببا في موته في سن صغير.
حكم “عمر بن عبدالعزيز” لمدة ثلاثين شهرا، واستطاع في فترة حكمه هذه والتي لم تتجاوز العامين والخمسة أشهر أن لا يبقي على أي فقير في كل دول المسلمين علاوة على الإنجازات الكثيرة التي قام بتحقيقها، واستطاع “عمر بن عبدالعزيز” بذلك أن يثبت للجميع قديما وحديثا أن التغيير مهما بلغ عظمه لا يحتاج لتحقيقه وقتا، وكل ما يحتاج إليه الصدق مع الله والإرادة.
فكيف تمكن سيدنا “عمر بن عبدالعزيز” من فعل كل ذلك؟!
ولماذا أوقف الفتوحات الإسلامية وأمر بعودة جيوش المسلمين لأرضها؟!
“عمر بن عبدالعزيز” الخليفة العادل الزاهد:
“عمر بن عبدالعزيز” الخليفة العادل الزاهد وحفيد سيدنا “عمر بن الخطاب” .. أشج بني أمية!
إنه “عمر بن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف”، ينتمي سيدنا “عمر بن عبدالعزيز” لبني أمية من ناحية والده، وبنو أمية أنفسهم ينحدرون من “عبد مناف” وهو الجد الثالث لسيدنا “محمد” صلَّ الله عليه وسلم، فيتقاطع نسب بني أمية مع نسب الرسول عنده؛ أما من ناحية الأم فنجد أن أم “عمر بن عبدالعزيز” هي السيدة “أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب”، وبذلك جمع كل الشرف لعمر بن عبدالعزيز في نسبه من الناحيتين ناحية أبيه وناحية أمه.
أما جدة “عمر بن عبدالعزيز” من ناحية أمه فهي السيدة التقية الورعة صاحبة الموقف الشهير مع سيدنا “عمر بن الخطاب” عندما كان أميرا للمؤمنين، وكان يعث بالليل ويجوب بقاع الأرض من حوله ليتفقد أحوال رعيته فسمع امرأة ممن تبعن اللبن وهي تأمر ابنتها بأن تخلط الماء مع الحليب لتكثر كميته ويزداد ربحها، ولكن ابنتها أبت أن تفعل ما أمرتها به وقالت: “يا أمي إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قد نهانا عن ذلك”.
وعندما أجابتها أمها بأن أمير المؤمنين عمر لا يرانا، فأجابت والدتها بأنها لا تطيع عمر في العلن وتعصي خالقها في الخفاء!
وكان ذلك الموقف الذي أدركه “عمر بن الخطاب” من هذه الفتاة قد كشف له وبين عن مدى أصل معدنها الطيب، وما إن عاد لمنزله حتى جمع أبنائه جميعا وسألهم عمن يرغب في الزواج منهم، وكان حينها ابنه “عاصم” لم يتزوج بعد، فطلب من أبيه أن يزوجه، وكان نتاج هذا الزواج المبارك أن أتت “أم عاصم” وهي أم أمير المؤمنين سيدنا “عمر بن العزيز”.
ميلاده رضي الله عنه وأرضاه ونشأته:
ولد سيدنا “عمر بن عبدالعزيز” بالمدينة المنورة في سنة إحدى وستين هجريا والموافق لعام ستمائة وواحد وثمانين ميلاديا، والعام الذي ولد فيه بقي موضع خلاف للعلماء ليومنا هذا.
وكانت نشأة “عمر بن العزيز” بين أخواله آل “عمر بن الخطاب” في العصر القريب من عصر النبوة، وكما هيأ الله سبحانه وتعالى له كل الأسباب ليكون صحابة رسول الله والتابعين معلمين له، وقد تلقى “عمر بن عبدالعزيز” العلم على يد ثلاثة وثلاثين معلما منهم ثمانية من صحابة رسول الله، وكان كل ذلك سببا في نتاج شخصية “عمر بن عبدالعزيز” التقي الورع في حياته العادية قبل أن يؤتيه الله من فضله الحكم والملك العظيم.
موقف من حياة “عمر بن عبدالعزيز” حينما كان طفلا:
كان والد “عمر بن العزيز” قد تولى ولاية مصر وحكمها، وكان يسكن حلوان وأثناء ذلك كان “عمر بن عبدالعزيز” قد تعرض لحادثة بينت خلالها تحقيق نبوءة جده “عمر بن الخطاب” حينما قال (من ولدي رجل بوجهه شجة يملأ الأرض عدلا)، هذا وإن كانت المقولة قد ثبت صحتها عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؛ وقد كانت الحادثة حينما كان “عمر بن عبدالعزيز” في صباه في إحدى الأيام وهو يلعب ضربته دابة يقال أنها كانت فرسا، وقد خلفت شجَّاً في وجهه، وبينما والده كان يمسح الدم عن وجهه كان يقول (إن كنت أشج بني أمية فإنك إذاً لسعيد).
زواجه رضي الله عنه وأرضاه:
وقد تزوج سيدنا “عمر بن عبدالعزيز” من ثلاثة سيدات، وقد كانت أحبهن إلى قلبه ابنة عمه “فاطمة”، والتي كان قد اختارها له عمه، وهي بنت الملك “عبدالملك بن مروان”؛ وقد قيل أن السيدة “فاطمة بنت عبدالملك بن مروان” أنها قد جمعت ما لم تجمعه امرأة قبلها ولا حتى بعدها، وكيف لا وهي حفيدة الخليفة “مروان بن الحكم” وبنت الخليفة “عبدالملك بن مروان”، وأخت الخليفة “الوليد بن عبدالملك”.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع…
اقرأ أيضا عزيزنا القارئ قصص نجاح عظيمة أخرى من خلال:
وأيضا… قصص نجاح رغم الاعاقة
ولا تنسى أخذ الفوائد من قصص نجاح عظيمة.. 3 قصص نجاح فقراء