قصص نجاح منظمات انسانية قدمت الدعم النفسي و الاجتماعي للمتضررين

كثيرة هي الحالات التي تستدعي تدخل المنظمات الخيرية من اجل انقاذ ما يمكن انقاذه ، هناك الكثير من الاماكن في العالم في حاجة ماسة الى كافة سبل الدعم سواء الدعم الطبي او الدعم النفسي و الاجتماعي خاصة للاطفال ، من ضمن هذه المناطق قطاع غزة في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، فالاطفال هناك دائما ما يعانون من المشاكل سواء الصحية او النفسية بسبب ما يرونه من اعمال دموية لا تليق بان يراها طفل صغير ، موعدنا اليوم مع قصتين عن طفلتين من قطاع غزة عانتا من ويلات الحرب ، وهي قصص نجاح منظمات انسانية كان لها الفضل في تحسن الحالة النفسية و الصحية للاطفال هناك ، فنتمنى ان تنال هذه القصة اعجابكم.

قصة نجاح الصندوق الانساني للارض الفلسطينية المحتلة في انقاذ الطفلة لين

لين طفلة صغيرة ، من المعروف عن الاطفال الصغار حبهم للحركة و اللعب هنا وهناك ، ولكن هذا الامر لم ينطبق على الطفلة لين ، فلين تبلغ من العمر ثلاثة اعوام وهي تعاني من سوء التغذية الحاد ، هذه الحالة الصحية نجدها منتشرة وبقوة في الاراضي المحتلة وخاصة في قطاع غزة ، جدير بالذكر انه في حالة اهمال مثل هذه الحالة الطبية فقد يؤدي ذلك الى الوفاة في النهاية ، المشكلة ان اسعار المواد الغذائية الضرورية مرتفعة بعض الشيء في قطاع غزة وليس بمقدور كل فرد هناك توفيرها.

اقرأ ايضا : قصص نجاح وكفاح pdf

والدة لين لم تكن تعمل وذلك على الرغم من انها بحثت عن عمل لفترة طويلة ولكن ايجاد عمل لسيدة في قطاع غزة قد يكون امرا صعبا بعض الشيء ، والد لين يعمل كعامل نظافة ولكن هذه الوظيفة لا تغطي احتياجات الاسرة من الاساس فكيف لها ان تتكفل بعلاج الطفلة الصغيرة لين ، يُذكر ان لين ليست الابنة الوحيدة فلين لها شقيقتين ايضا ، اسرة لين لم تتناول طعاما مغذيا منذ فترة كبيرة فالفاكهة و الخضار لا تظهر في منزلهم ، بل ان الثلاجة في ايام عديدة تكون فارغة تماما ، كان الجوع هو المسيطر على حال هذه الاسرة ولكن ما العمل ؟.

لم يكن الجوع هو مشكلة اسرة لين فقط بل ان منزلهم كان يتكون من الطوب الذي لا يغطيه اي شيء بالاضافة الى السقف المصنوع من الصفائح فقد تعرض هذا المنزل لاضرار بسبب الاقتتال الذي حدث في شهر مايو من العام 2021 م ، بدأت احوال الاسرة تتدهور اكثر فأكثر ومعها الفتاة المسكينة لين ، ليس هذا فقط بل بدأت الديون تتراكم على الاسرة خاصة الديون الطبية ، كتب الله الفرج اخيرا لاسرة لين عندما تم اختيارهم من قبل الصندوق الانساني للارض الفلسطينية المحتلة ، حيث قامت هذه المنظمة باختيار عدد 1067 شخصا.

و يمكنكم ايضا قراءة : قصص نجاح نساء فلسطينيات 

كان مقياس اختيار المنظمة لهؤلاء الاشخاص انهم في حاجة ماسة الى المساعدات النقدية لفترة من الوقت ، حيث ستظل اسرة لين تحصل على مبلغ يقارب ( 200 ) دولار بصفة شهرية من اجل توفير احتياجات الاسرة من غذاء ومساعدات طبية للطفلة لين ، كانت الاسرة سعيدة جدا عندما وصلت الرسالة الى والد لين تفيد بختياره ليكون من ضمن الاشخاص الذين سوف يحصلون على المساعدات النقدية من منظمة الصندوق الانساني للارض الفلسطينية المحتلة ، في النهاية تم علاج الطفلة لين من سوء التغذية ولاول مرة يتوفر الطعام المغذي بكميات كبيرة في منزل الاسرة.

قصة فادية التي عانت من مشاكل نفسية في قطاع غزة

قطاع غزة يعتبر من البقع الي تتعرض في كثير من الاحيان للقصف من قوات الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يفرق بين رجل او امرأة طفل او شاب او شابة ، في ذلك اليوم كانت فادية طفلة جميلة تلعب كعادتها امام منزلها الذي يقع في شمال قطاع غزة ، فجأة سقطت قذيفة على منزل فادية ، قتل في هذا القصف 8 افراد اكبرهم فتاة تبلغ من العمر 20 عاما اما اصغرهم فهو طفل لم يتجاوز العامين ، رأت فادية اثنين من اشقائها يموتون ، اصيبت فادية بحالة من الصدمة وبدأت تصرخ كالفتاة المجنونة متجهة الى بيت عمها.

في قطاع غزة دائما ما يصاب الاطفال الصغار بالصدمة والتي تؤثر عليهم حيث يشعرون دائما بالخوف و القلق و التوتر ، جميع هذه الاعراض كانت تعاني منها الطفلة فادية ، فضلا عن بعض المشاكل الاخرى مثل عدم القدرة على النوم بصورة طبيعية او التبول اللاارادي ، اختلفت نظرة فادية الى العالم ، حيث اصبحت تراه بقعة سوداء لا امل بها ، كانت الطفلة الصغيرة تعاني كثيرا لدرجة انها كانت لا تفارق مسكنها من اجل اللعب مع الاطفال ، بعد انتهاء اعمال العنف قامت منظمة تسمى رياح الارض ( فينتو دي تيرا ) وهي جمعية ايطالية بمساعدة الاطفال المتضررين.

اقرأ كذلك من خلال موقعنا : قصص نجاح بعد الفشل في الدراسة قصة واخيرا تحقق حلمي

حيث قامت هذه الجمعية بتقديم يد العون في مجال الدعم النفسي و الاجتماعي بالاضافة الى مجال التعليم وذلك بالاشتراك مع مركز التعليم العلاجي ، قامت الجمعية بترميم خمس من الروضات الى جانب مدرسة كانت قد لحقت بها اضرار طفيفة بسبب الاقتتال ، في شهر نوفمبر من العام 2021 م بدأت فادية تحصل على الدعم النفسي و الاجتماعي قدمته الجمعية الايطالية ، والدة فادية تلقت تعليمات عن كيفية التعامل مع ابنتها من اجل تحسين حالتها النفسية ، في النهاية تغلبت الطفلة فادية على حالة الصدمة التي كانت تعاني منها طيلة السنوات الاخيرة بسبب ما رأته في السابق.