جميعنا تمنينا قصة مثل قصص الأميرات والأمراء التي اعتدنا على سماعها منذ أن كنا أطفالا صغارا، في الواقع نعلم أنها مجرد خيال ولكننا تمنيناها للهرب من مشاغل حياتنا اليومية والمستمرة وللشعور بالسعادة.
من قصص نوم قبل النوم:
قصة الحسناء النائمة
في إحدى الممالك العظيمة كان هناك ملكا وملكة لا يتمنيان من دنياهما إلا شيئا واحدا وهو إنجاب طفل، طال انتظارهما طويلا وفي النهاية رزقهما الله سبحانه وتعالى بطفلة جميلة في غاية الروعة وخفة الدم، كانت بشرتها مضيئة كشعاع الشمس، لذلك أسماها والداها “نور الشمس”، وأقام حفلة في منتهى الجمال والضخامة على شرفها، وقد قاما بدعوة كل من عرفوهم طوال عمرهما، حتى قاما بدعوة الجنيات الطيبات بالغابة المظلمة، والملوك والأمراء من الممالك المجاورة غير أنهم ارتكبا خطأ واحدا عدم دعوة الجنية الشريرة “جنية الظلام” مخافة منها ومن موقفها ضد الخير والحب.
بالحفل أحضر جميع المدعوين الهدايا القيمة للأميرة الصغيرة فرحة بمولدها وباستجابة دعوة والديها أخيرا، وقامت الاثنتا عشرة جنية الطيبة بتمني جميع الأمنيات التي يمكن أن تحلم بها الأميرة المولودة طوال حياتها، فجنية تمنت لها الجمال الدائم، وأخرى تمنت لها السعادة الأبدية، وواحدة تمنت لها شعرا طويلا ذهبيا، وأخرى تمنت ابتسامة تعلو شفاهها على الدوام، وكذا حتى بقيت جنية واحدة قبل أن تنال دورها في وهب أمنيتها للأميرة المولودة كانت “جنية الظلام” قد قدمت وكانت غاضبة للغاية ومستاءة من موقف الملك وزوجته الملكة بعدم دعوتها لخضور الحفل كبقية المدعوين.
ظهرت من نور أخضر دب الرعب في قلوب كل الحاضرين، وبصوت مخيف استنكرت على الملك والملكة فعلتهما، ظهرت ملامح الخوف والقلق على وجهي الأبوين تجاه ابنتهما الصغيرة رائعة الجمال، ووضعا يدهما على قلبيهما مخافة من بطش الجنية الشريرة التي لا تعرف للرحمة سبيل، أخبرتهم: “ستعيش الأميرة عمرا مديدا مليئا بالسعادة والهناء، غير أن بيوم مولدها السادس عشر وقبل غروب شمس ذلك اليوم، ستفقد حياتها نتيجة جرح يدها بإبرة لماكينة خياطة، وهذه لعنتي ألقيها على الأميرة الصغيرة ولا توجد قوى على وجه الأرض تستطيع منع تحقيقها من الحدوث”.
أمر الملك رجاله بالقبض على الجنية الشريرة غير أنهم لم يتمكنوا من تنفيذ أوامره، حيث أنها اختفت خلال النور الأخضر المرعب الذي ظهرت منه في بادئ الأمر؛ جاء دور الجنية طيبة القلب الأخيرة والتي لم تكن تمنت أمنيتها للأميرة الصغيرة بعد، تمنت الجنية: “بيوم مولدك السادس عشر أتمنى أن تتحول لعنة الساحرة الشريرة إلى سبات ونوم عميق تستيقظين منه على قبلة الحب الحقيقي”، وبذلك تمكنت الجنية الطيبة من الحد من تأثير لعنة الساحرة الشريرة بقبلة الحب الحقيقي.
كبرت الأميرة الصغيرة يوما بعد يوم ولكن بسبب خوف والديها عليها لم يأمنا عليها وعلى سلامتها إلا مع الجنيات الطيبات، كانت تلعب وتلهو بحديقة القصر دائما في صغرها.
وكبرت الأميرة وتفجر جمالها وأخيرا جاء يوم مولدها السادس عشر، ارتدت الأميرة أفضل ملابسها وأجملها منظرا استعدادا لحفل مولدها، ولكن رأى الملكان أن يدخلاها حجرتها ويأمراها بعدم الخروج مطلقا حتى يأتي موعد غروب الشمس ويمر ميعاد اللعنة على خير، ولكن ما إن دخلت الأميرة الجميلة حجرتها حتى ظهر لها في جدار الحجرة بابا غريبا لم تراه من قبل، وما إن فتحت الباب في فضول منها حتى أصابتها لعنة السحر، فتحركت مباشرة تجاه المرأة الجالسة على ماكينة الخياطة ووضعت يدها على الإبرة فأصيبت بجرح في يدها سقطت إثره على الأرض، وتحققت لعنة الساحرة الشريرة.
قامت الجنيات بوضع الأميرة في سرير مفروش بالورود متعددة الألوان، وقمن بإلقاء تعويذة على كل من بالقصر وكل الحضور به حتى يدخل الجميع في سبات عميق كحال أميرتهم، وبعد مرور مائة عام جاء أمير وسيم من بلاد بعيدة ليتحقق من خبر الأميرة النائمة ومدى حسنها كما ذكرته الأساطير، كان القصر مليئة طرقاته بالأشواك المميتة، ولكن الأمير الوسيم كان شديد الإصرار على رؤية الأميرة التي أسرت عليه قلبه لمجرد سماع القصص والحكايات حولها، استخدم سيفه المسلول في تمهيد طريق للدخول إلى القصر من خلاله.
وعندما اقترب من بوابة القصر الضخمة وجد حراسا نائمون، وعندما دخل القصر وجد الملك وزوجته جالسين على كرسي عرشهما نائمين، وظل يبحث عن حجرة الأميرة النائمة حتى وجدها على سريرها ومن حولها الورود، وقد غطى جمال الأميرة الحسناء على جمال الورود جميلة المنظر من حولها.
اقترب منها الأمير الوسيم وطبع قبلة حارة على جبينها، فاستيقظت الأميرة من لعنتها وباستيقاظها استيقظ كل من بالقصر مثلها، غمرت السعادة القصر وكل من به، وطلب الأمير الزواج من الأميرة الحسناء، وقد وافقت وبارك الملكان لهما حياتهما السعيدة.
اقرأ أيضا:
أجمل 3 قصص هادئة قبل النوم لنسعدكِ ونسعد طفلكِ
قصص قبل النوم عن الحيوانات الدجاجة الحمراء الصغيرة وحبات القمح وما بها من عبرة
هذه الحكاية جميلة وهذا الموقع رائع جدا جدا يعني أنا احببت هذا القصة جدا شكرا لكم
قصوة مرة حلوة جدا جدا