نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان قصص هادفة من الواقع مفيدة وجميلة ، وفيها نعرض لكم مجموعة من القصص الواقعية الجميلة لعلكم تنالون منها العظة والعبرة، راجين أن تنال إعجابكم
فطنة
كان هناك رجلًا ملحدًا يقول بأنه لا إله لهذا الكون ومن يجد في نفسه القدرة على أن يثبت عكس كلامه فليظهر ويظهر الدليل، فقرر الناس في المدينة قبول التحدي الذي قدمه هذا الملحد وقرروا أن يختاروا اذكاهم وأكثرهم علمًا لمواجهة الملحد واتفقوا على ميعاد لهذا المناظرة والمواجهة.
حل الموعد المحدد للمناظرة بين العالم والملحد وحضر الملحد في موعده وانتظر حضور العالم إلا أنه تأخر، وهنا بدأ الملحد في السخرية واتهام العالم بأنه لم يستطع مناظرته ومواجهته فهرب ولم يحضر، ولكن اثناء ذلك حضر العالم وهو يعتذر عن تأخره وبدأ يسرد سبب تأخره.
قال العالم بأنه ليحضر كان يجب أن يعبر النهر لذا فقد انتظر على جانب النهر وصول أي قارب ليعبر به ولكنه فجأة وجد ألواح من الخشب تطفو على صفحة المياه وبدأت تتجمع وتشكل قارب أخذه وعبر النهر به.
استغرب الملحد هذا الكلام ونهر العالم كيف يمكن أن يحدث ذلك دون وجود صانع للمركب أو محرك ليدفع المركب للحركة إن هذا الرجل مجنون، لم يجد الملحد من العالم إلا تلك البسمة التي ارتسمت على فمه وهو يخبره اتتهمني بالجنون لهذا لسبب البسيط فماذا عنك وأنت تقول بأنه لا يوجد إله لهذا الكون الكبير.
حكمة امام
كانت تلك الحكاية مع الامام ابو حنيفة إذ جاءه رجلًا يسأله فقال له الامام ما هي مسألتك يا رجل، فقال له الرجل كان لي مال وقمت بدفنه في مكان ما منذ زمن طويل والآن نسيت هذا المكان.
قال الامام ابو حنيفة وما دخلي أنا في مكان مالك يا رجل، إلا أن الأمام سكت قليلًا وعاد ليتحدث فقال للرجل اذهب يا رجل إلى بيتك وقم بالصلاة حتى يطلع الصبح وعندها ستتذكر مكان دفنك للمال.
استمع الرجل إلى كلام الامام وتوجه إلى منزله وبدأ يصلي ولكن لم يطل به الوقت في الصلاة إذ تذكر مكان دفن المال، فسارع إلى المكان وأخذ امواله وعندما حل الصباح توجه الرجل إلى الأمام يخبره بأنه وجد مكان دفن المال، وسأله كيف عرفت بأني إذا صليت سأتذكر المكان، فرد الامام ابو جنيفة على الرجل فقال أنا أعرف الشيطان لن يتركك تصلي وسيذكرك بالمكان حتى تنشغل عن الصلاة.
اقرأ أيضا : قصص مضحكة في الجاهلية قصص طريفة للغاية
وفوق كل ذي علم عليم
كلنا يعرف عمر الملقب بالفاروق وكلنا يعرف مكانة عمر في الاسلام هذا الرجل الذي يزن امة لم يتأخر في أن يعترف بخطأه إن أخطأ وهذا ما تدلل عليه قصتنا حيث كان عمر في إحدى خطبه وكانت عن المغالاة في مهور النساء فأخبر الناس أن لا يغالوا في المهور وأن هذا ما كان يسير عليه النبي والصحابة فالنبي والصحابة لم تزد المهور عندهم عن 400 درهم لذا لا يجب أن تزيد المهور عن هذا الحد ثم انهى الخطبة.
نزل عمر فاستوقفته إحدى النساء وقالت يا أمير المؤمين امرت أن لا تزيد المهور عن 400 درهم اما سمعت قول الله عز وجل ( وآتيتم إحداهن قنطارا )، فالله لم يضع حدًا للمهور واطلقها، وهنا استغفر عمر ربه وقال كل الناس افقه من عمر وعاد من فوره إلى المنبر، وقال كنت قد نهيتكم عن الزيادة في المهور ولكن كلا كل يقدم ما يشاء من المهور للنساء.
حسن الفهم
أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز هذا الرجل الذي صنفه عدد من المؤرخين كخامس الخلفاء الراشدين نظرًا لما يتمتع به من صفات قريبة الشبه بهم ومن هذه الصفات الرقة واللين، وهذا ما اخذه عليه ابنه في أحد المرات حتى أنه دخل عليه وهو يسأله عن سبب تساهله في بعض الامور وأنه يجب أن لا يخاف في الحق لومة لائم، فكان عمر واسع الصدر وتقبل النقد بداية وأحسن الحوار اذ بدأ يوضح وجهة نظره فقال لابنه يا بني إن الله عندما حرم الخمر لم يحرمه دفعة واحدة وإنما ذمه مرتين ثم في الثالثة حرمه، وأنا افعل المثل فأنا أخاف إن وضحت الحق دفعة واحدة يخاف الناس ويتركوه فهدأ الابن واطمأن لسياسة ابيه.